مقترح منهجية استثمار السيرة النبوية لبناء العلوم النفسية


تقترح الورقة أن تنطلق منهجية الاستمداد من السيرة النبوية بغرض بناء تطبيقات للعلوم النّفسية عبر مجموعة من المراحل وهي:
> المرحلة الأولى: التصنيف الموضوعي لمباحث العلوم النفسية:
وذلك من خلال مشروع تصنيف موضوعي لمباحث العلوم النفسية من منظور الوحي، وهو مشروع علمي يهدف إلى ابتكار تصنيف موضوعي لمباحث العلوم النفسية من منظور الوحي مثل النمو، والشخصية، وتعديل السلوك… ونحوها من المباحث.
وحين تكون مباحث العلوم النّفسية مباحث من منظور الوحي فإنها تنعتق بالضرورة من المباحث النفسية المعاصرة التي ظن بعض الباحثين أنّها ضربة لازب لا يمكن تجاوزها.
ويذكرني هذا بالمقولة الجميلة لرائد عِلْم التحيز”عبد الوهاب المسيري” حين كان يدعو الباحثين للانطلاق من الذات في بناء العلوم عمومًا والعلوم النّفسية على وجه الخصوص حتى لا نكون عاجزين عن البناء العلمي بتفرد تابعين لعلوم الآخر فيقول: لاحظت أن العرب المحدثين لم يضعوا أسس أي علوم على الإطلاق فإذا قالوا في الغرب “علم النفس التنموي” قلنا نحن أيضا “علم النفس التنموي” وإذا قالوا “علم النفس الصناعي” رددنا معهم “علم النفس الصناعي” وإذا قالوا “علم النفس التفكيكي” سارعنا بقول”علم النفس التفكيكي” أي أننا نردد ما يقولون ونتبنى ما يستحدثون من علوم أمّا أن نؤسس نحن علوما جديدة كي تتعامل مع الإشكاليات الخاصة بنا فهذا ما لم يحدث في تاريخ الحضارة العربية الحديثة (1).
> المرحلة الثانية: جمع أحداث السيرة النبوية:
وذلك من خلال مشروع جمع أحداث وأدبيات السيرة النبوية حسب التصنيف الموضوعي لمباحث العلوم النفسية من منظور الوحي، وهو مشروع علمي يهدف إلى جمع موسوعي لأحداث السيرة النبوية (السيرة السنة) وأدبياتها وفق تلك الموضوعات من مصادر السيرة النبوية المتنوعة: القرآن الكريم، والسنّة النبوية، وكتب السير، وغيرها.
> المرحلة الثالثة: التحليل والنقد المقارِن:
من خلال مشروع تقديم تحليل علمي لمواقف السيرة النبوية المصنفة وفق التصنيف الموضوعي لمباحث العلوم النفسية، ويشتمل ذلك تحليلاً وصفيًا يعمل على تجلية أمور كثيرة منها:
< بيان المقاصد الشرعية والأهداف النفسية والتربوية التي تحققها أحداث السيرة النبوية وأدبياتها حين تكون تطبيقات للعلوم النفسية.
< بيان الثمار والآثار التفصيلية المترتبة على تبوئة السيرة النبوية مكانتها في مباحث العلوم النفسية.
< بيان فرص بناء التطبيق العملي لإرشادات السيرة النبوية في حياتنا المعاصرة من مدخل نفسي تربوي.
< تجلية ثغرات العلوم النفسية التي لا يمكن ردمها بغير أحداث السيرة النبوية وأدبياتها المتنوعة.
وفي المرحلة الأولى سنجد من موضوعات التصنيف الموضوعي لموضوعات العلوم النفسيّة موضوعات ذات صلة بأطوار النمو الإنساني ومراحله وأدبيات توجيه وإرشاد كل مرحلة عمرية وعلاج مشكلاتها.
ومن تلك الموضوعات “التحصين النفسي للشباب” كمرحلة عمرية تتناولها العلوم النفسيّة تحت مسميات ومصطلحات متنوعة مثل “المراهقة”(2)

الدكتور عبد الله الطارقي (مدير الأبحاث والدراسات بمركز قراءات لبحوث ودراسات الشباب – مكة المكرمة)
—————–
1 – إشكالية التحيز، عبد الوهاب المسيري، ص9.
2 – وهو إطلاق متعقب لأن المراهق هو المقارب للبلوغ ولا يسمى الشاب البالغ مراهقا لا لغة ولا شرعًا. راجع في ذلك كتاب “دعه فإنه مراهق!” لراقمه.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>