كلمة السيد محمد جاسي وزير الشؤون الدينية بجمهورية غيينا كوناكري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
معالي وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمملكة المغربية الشقيقة.
فضيلة الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى،
سعادة الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية مبدع،
سعادة والي جهة فاس ـ بولمان، عامل عمالة فاس،
أصحاب الفضيلة، السادات رؤساء الجامعات،
السيد الفاضل المشرف على مشروع تعظيم البلد الحرام بمكة المكرمة.
السيدات والسادات، أيها الحضور الكريم من الدول العربية والاسلامية.
أتشرف باسم جمهورية غينيا ورئيسها البروفسور الفا كوندي، أن أتناول الكلمة لأشكر المملكة المغربية الشقيقة وعلى رأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لاحتضان هذا المؤتمر الناجح ـ بإذن الله ـ
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت اشتدت فيه حاجة الأمة الإسلامية إلى الاستفادة من السيرة النبوية العطرة.
لقد بذلت الأمة الإسلامية جهودا كبيرة في العناية بالسيرة النبوية رواية ودراية وتأليفا، لأنها تعتبرها دستورا لها ومنطلقا تقتبس منها العبر والدروس في بناء المجتمع المسلم في العقيدة وفي الأخلاق، والصدق والأمانة. فقد سمي منذ الصبا بالصادق الأمين، ولما سئلت عائشة عن خلقه قالت رضي الله عنها : «كان خلقه القرآن»، وفي الثبات على المبدأ والتمسك به، فقد أُثر عنه قوله : «والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» (سيرة ابن هشام).
إن سيرته خارطة طريق للبشرية في التسامح والعفو والرحمة، ويظهر هذا التسامح في المعاهدة التي عقدها مع يهود المدينة، حين قدمها وعقد بينه وبينهم على حماية الأمن ورعاية الحقوق فيها وعدم الاعتداء على أحد فيها.
كما أنه لما دخل مكة يوم الفتح منتصرا قال للذين تكالبوا على عداوته وتناصروا على إخراجه منها قال : ما تظنون أني فاعل بكم؟ فردوا بكل أمان وثقة قائلين : أخ كريم وابن أخ كريم. قال : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
نعم، جاء بسيرته العطرة لبناء الانسان وترسيخ الأخوة الإيمانية والإنسانية ومحاربة الظلم والبغي، «المسلم أخ المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره».
كافح العنصرية بجميع أشكالها، فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. فكل الناس من آدم وآدم من تراب.
سيرته لو اتخذت مثالا لخلا العالم من النعرات الجاهلية والصراعات الداخلية بين الشعوب، ولسادت المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات.
في سيرته تحقيق العدالة التي تدعو إليه الفطر…. فالكل متساوون أمام القانون، «فإنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه» (صحيح البخاري).
سيرته حقائق ثابتة وليست قصصا مختلقة لتمجيد قائد أو زعيم من الزعماء، وإن كل ما ورد في سيرته من صباه إلى وفاته، موسوعة علمية أخلاقية اقتصادية سياسية واجتماعية تستحق أن تدرس وتستنبط منها الحلول في القضايا التي تتعرض لها الأمة في مصيرها وفي علاقاتها الداخلية والخارجية.
ولا يفوتني أن أنتهز هذه الفرصة الثمينة لأقدم شكري أجزله لأولئك الذين أسهموا في تكويني وتحصيلي العلمي، علماء فاس وأخص بالذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، العالم العلامة الرباني الشيخ أحمد بن محمد البوشيخي، نائب الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) فاس.
ختاما أشكر المملكة المغربية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وعلى كرم الضيافة.
فجزاكم الله عنا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>