كلمة الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين


السيرة النبوية هي السجل الحافل بحياة رسول الله قبل البعثة وبعدها، وهي المدونة العظمى لأقواله وأفعاله وإقراراته وآدابه وشمائله وصفاته الخِلقية والخُلقية والحسية والمعنوية، وهي النموذج الأمثل للإنسان السوي الأكمل، طفلا وفتى وشابا وزوجا وأبا وإماما وموجها وقائدا ومعلما وداعيا ومربيا وهاديا بإذن ربه إلى صراطه المستقيم.
فما أحوج الأمة الإسلامية اليوم إلى العودة الراشدة إلى هذه السيرة النبوية الهادية ….، والإقبال على هذه الشمائل المحمدية البانية، والاقتباس من أنوار هذه الهدية الربانية السامية، والاغتراف من معين هذه الرحمة العالمية الباقية.
ما أحوج الأمة وهي في أجيج الفتن، وتنور الشدائد والمحن، إلى الرجوع القوي السوي إلى استخلاص دوائها من نفحات هذه السيرة المباركة الشافية الكافية، وإن الأمة الإسلامية المحمدية تمتلك تراثا زاخرا وعطاءا وافرا؛ مدونات السيرة النبوية ومروياتها، وإرثا عظيما في عرض ثروتها، يبسط مفهومها وعيون ما استنبط منها واستفيد من فقهها وعبرها ودلالاتها وكنوزها التي لا تنقضي ومعادنها التي لا تنتهي.
وإن أولى ما يجب على البحث العلمي أن يشتغل به في هذا المضمار:
- أن يقوم بإخراج النص الكامل الصحيح لهذه السيرة النبوية، إخراجا علميا خاضعا لقواعد إثبات النصوص وضوابط توثيقها.
- وأن يقوم بخدمة هذا النص خدمة علمية شاملة تستوعب كافة الجوانب وتهتم بكل المعارف والعلوم ذات الصلة.
فإن ذلك أحرى أن يوصل إلى الاستفادة منها وحسن الاسترشاد بها والاعتماد عليها والاستناد إليها في ترشيد الحياة وتصحيح السير، والدفع بالمسلم المعاصر حيث وجد، إلى التي هي أقوم وأرشد.
ونأمل أن تكون أعمال هذا المؤتمر وبحوثه، محطة متميزة لدراسة هذين الموضوعين الكبيرين وما يتصل بهما من الموضوعات الأخرى المكملة والخادمة لها، والإجابة العلمية عن التساؤلات والإشكاليات التي يمكن أن تثار حول هذا النص الكامل للسيرة النبوية :
ففي سيرة المختار أجود نجعة
في سيرة المختار علم وحكمة
في سيرة المختار تبديد ظلمة
هيا إليها نستظل بظلها
ونغرف من رقراقها كل سلسل
وهيا إلى آدابها وأصولها
لا هدي إلا في سبيل محمد
وفي القرويين العريقة عالم
وفي القرويين العتيقة معقل
فهيا إلى أنوارها ومعينها
*****************
لمن شاء أن يرضى لمرعاه مرتعا
وتربية للناس تبغي التطلعا
بمشكاتها تنفي الدجنة أسرعا
ونقتبس من أنوارها النور أسطعا
يفيض شفاء للذي قد توجعا
لنعرف ممشانا القويم ونرجعا
ولا خير إلا أن نسير ونقلعا
من السيرة الفضلى يزيل التصدعا
لتثويرها عند المجالس أجمعا
ففي قلبها سر القرون تجمعا
الدكتور محمد الروكي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>