اختتم المؤتمر أشغاله العلمية بجلسة ختامية ترأسها الدكتور مصطفى فوضيل المدير التنفيذي لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) (وسط الصورة)، وتضمنت كلمة باسم الوفود آلقاها الدكتور عمر بادحدح (يسار الصورة).
ثم قراءة البيان الختامي للمؤتمر الذي ألقاه الدكتور رشيد السلاوي (يمين الصورة).
وفي كلمته باسم الوفود أشاد الدكتور عمر بادحدح بكرم أهل المغرب وحسن ضيافتهم وشكر للقائمين على المؤتمر ومنظميه جهودهم على إنجاح هذا المؤتمر، واعتبر أيام المؤتمر بما تضمنته من جلسات علمية وشعرية وورشات ومحاضرات وكرم وخدمة للسيرة النبوية العطرة وفضل وأجر فرصة “للفرح بذلك وأن يجد فيه كل فرد ما يتواصى على تكراره والعود إليه مرة أخرى”، مؤكدا “أننا في هذا الموقع في حاجة ماسة إلى التنسيق والتشبيك والتكامل والتنسيق لأننا كلنا في سفينة واحدة ..، ونحن أتباع محمد ، ونحن خدمة هذا العلم ونصرة هذا الدين فينبغي لنا أن نجسد الصورة الواضحة التي تمثل قدوة وأسوة لأمتنا في صورة التعاون والتكامل”
ومن جهة أخرى اعتبر الدكتور عمر بادحدح ” أن مثل هذا الملتقى بمثابة أمل في ظلمة اليأس وإنجاز في زمن العجز، وشعور بأننا نمتلك بعد فضل الله عز وجل ثقة في أنفسنا وقدرة فيما نتقدم إليه وننتدب إليه من مهمات عظيمة ومشروعات كبيرة”
ولذلك اغتنم الفرصة باسم الوفود جميعا إلى الدعوة لاستشعار أمانة حمل الرسالة فقال:” إخوتي الكرام لاشك أن هذا الختام يحمل في طياته مزيدا من عبأ الأمانة وجوب حمل الرسالة وأهمية المواصلة للقيام بالواجب، وأنا وإخواني جميعا ممن جئنا من هنا وهناك دائما نحمل معنا هذه الروح ونستشعر بها، ونجدها جاذبة وعملية، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق الجميع الإخلاص فيما نأتي وفيما نذر، وأن يرزقنا التوفيق في العمل، ونسأله عز وجل أن يديم علينا نعم التلاقي والتواصي بالحق فيه والتعاون على نصرة دينه، وأن يجعلنا من حملة لواء نبينا محمد ”
أما البيان الختامي فجاء على الشكل التالي :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
فلقد انعقد – بفضل الله عز وجل- بالعاصمة العلمية للمملكة المغربية المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية الذي نظمته مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، ومركز السيرة النبوية للدراسات والبحوث بإسطنبول، في موضوع: آفاق خدمة السيرة النبوية بتاريخ : 26 – 27 – 28 محرم 1436 الموافق 20 – 21 – 22 نونبر 2014 بقصر المؤتمرات بفاس، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأمة الإسلامية ومفكريها وذوي الرأي فيها من بلدانها المختلفة؛ من السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية ومصر وتونس والجزائر وتركيا والنرويج، وغينيا كوناكري، والبلد المضَيِّف المغرب. مثلوا عدة هيئات ومراكز ومؤسسات وجامعات، وقدموا أعمالهم وأبحاثهم ومشاريعهم المتعلقة بآفاق خدمة السيرة النبوية الشريفة.
وإذ نشكر لجميع هؤلاء الأكارم إسهامهم في إنجاح أعمال المؤتمر، من خلال عروضهم ومناقشاتهم وصبرهم في متابعة سائر مواد برنامج المؤتمر على كثافتها، يدفعهم في كل ذلك حبُّ خدمة سيرة سيدنا محمد .
فإننا نتوجه بالشكر والعرفان لكل من أسهم ماديا أو معنويا في إخراج هذا المؤتمر إلى النور ونخص منهم:
السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
والسيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى.
والسيد والي جهة فاس ـ بولمان.
والسادة ممثلي السلطات المحلية والإدارية الذين وفروا لنا كل الوسائل الداعمة لهذا النشاط.
والشكر الجزيل أيضا موصول لكل وسائل الإعلام السمعي والبصري والمكتوب التي اعتنت بتغطية هذا المؤتمر، وعلى رأسها قناة مكة الفضائية الراعي الإعلامي لهذا المؤتمر.
هذا وقد انطلقت أشغال المؤتمر في اليوم الأول: الخميس على الساعة التاسعة صباحا بجلسة افتتاحية تضمنت كلمات كل من السادة أصحاب المعالي والفضيلة: وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزير الشؤون الدينية بجمهورية غينيا كوناكري، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، ورئيس جامعة القرويين، ورئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والمشرف على مشروع تعظيم البلد الحرام بمكة المكرمة، ورئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش، والأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بفاس، وممثل اللجنة المنظمة.
ثم افتتحت بعد ذلك الجلسات العلمية للمؤتمربمحاضرة للدكتور علي عمر بادحدح (أستاذ ب “جامعة الملك عبد العزيز” بجدة) في موضوع: “السيرة والمسيرة، من معالم القدوة إلى ركائز النهضة”.
ثم انتظمت البحوث العلمية والدراسات المعروضة في المؤتمر في ست جلْسات علمية، تناولت جميعها آفاق خدمة السيرة النبوية من مختلف الجوانب :
- جانبِ خدمة مصادر السيرة النبوية ومتنها، جمعا واستيعابا، نقدا وتقويما، نسقا وتأليفا.
- جانبِ خدمة فقه السيرة في مجال السياسة والاجتماع ومنهاج الإصلاح والتربية والتعليم، فهما واستنباطا، واستثمارا وتوظيفا.
- جانب تيسير السيرة وتقريبها بفنون الأدب والسينما والمسرح والترجمة وغيرها.
وختمت العروض باقتراح مشاريع متنوعة خادمة للسيرة النبوية.
ثم كان اختتام الجلسات العلمية بمحاضرة الدكتور محمد يسري إبراهيم (رئيس مركز البحوث وتطوير المناهج في “الجامعة الأمريكية المفتوحة” بالقاهرة) بعنوان: “نحو تحديد منهجي لعلم السيرة النبوية الكاملة”.
وحتى يكون للإبداع الفني حظه في المؤتمر خصصت له جلسة شعرية، قدم فيها شعراء مبدعون قصائد من الشعر البديع احتفالا بهذه المناسبة.
كما صاحبت هذا المؤتمر الدولي المهم، أنشطة علمية أخرى منها:
محاضرات عامة.
وحلقات بحثية.
ولقاءات علمية.
ومعرض للكتب.
وبعد مناقشة أوراق العمل والبحوث والمشاريع التي قدمت للمؤتمر على مدى ثلاثة أيام، خلُص المشاركون إلى عدة نتائج، ستكون إن شاء الله عز وجل رافدا قويا مؤصلا للأهداف التي سعى المؤتمر لتحقيقها، ومذكِّرةً تُشَجِّع المؤسسات والأفراد على خدمة السيرة النبوية بالشكل الصحيح.
وبناء على كل ما سبق توصل المشاركون إلى التوصيات الآتية:
< التعجيل بإنشاء الرابطة العالمية للمؤسسات والباحثين في خدمة السيرة النبوية، واعتماد فروع لها في جميع بلدان العالم الإسلامي.
< التعجيل بإنجاز مشروع”الجامع التاريخي للسيرة النبوية” الذي تعد له، بالتعاون مع غيرها، مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع).
< العمل على وضع خارطة علمية وخطة منهجية لتحديد مصادر السيرة وتوصيفها وتصنيفها وتحديد مجالات ومشروعات الخدمة العلمية البحثية اللازمة لها وتداول هذه الوثيقة بين الباحثين والمؤسسات العاملة في مجال خدمة السيرة النبوية.
< العمل على وضع الإطار العلمي الشامل لمشروع السيرة النبوية الكاملة واعتماده مشروعا تعاونيا بين مؤسسة (مبدع) وغيرها من المؤسسات والباحثين المهتمين.
< التوصية بإنشاء قناة خاصة بالسيرة النبوية على شاكلة القنوات المتخصصة في القرآن الكريم والسنة المشرفة.
< إصدار مجلة علمية متخصصة تعنى بالسيرة النبوية، لإبراز جهود الباحثين المختلفة في كل موضوعات هذا المجال.
< إعداد مناهج تعليمية حديثة للسيرة النبوية في المراحل الدراسية المختلفة، والعمل على إدخالها في المقررات الدراسية.
< ربط العلماء والباحثين في الجامعات ومراكز البحوث المتعلقة بالسيرة النبوية، بالنشاط العلمي لعموم أعضاء هيئة التدريس.
< إعداد الحقائب العلمية التدريبية في موضوعات السيرة النبوية وتنظيم الدورات في ذلك بإسهام المتخصصين إعدادا وتدريسا.
< توطيد العلاقة بين الجهات والمؤسسات والمراكز الخادمة للسيرة النبوية والتنسيق بينها، لأجل توحيد الجهود، واستثمار الطاقات، وتفعيل الأنشطة العلمية.
< تشجيع المستثمرين في مجالي الإعلام والسينما على إنتاج مواد إعلامية وأفلام درامية عن السيرة النبوية.
< تفعيل السيرة النبوية في الأنماط الأدبية المختلفة لجميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال.
< تجديد آليات العمل عن طريق إعداد برامج معلوماتية، ومشاريع إلكترونية متكاملة تعنى بالسيرة النبوية، لتسهيل الانتشار وتوسيعه.
< حث أصحاب التخصصات المختلفة على خدمة السيرة النبوية من خلال تخصصاتهم
< تفعيل مجال ترجمة السيرة النبوية من خلال التواصل مع دور الترجمة، وتوجيه الباحثين في السيرة النبوية والمؤسسات ذات الصلة إلى ترجمة إصداراتهاإلى اللغات الحية.
< التوصية بوضع إطار علمي منهجي لإعداد إصدار علمي عن السيرة النبوية يخاطب غير المسلمين بحيث تكون مادته ولغة خطابه ومعالجاته مناسبة لغير المسلمين.
< التوصية بالربط الدائم بين الجوانب النظرية في البحوث والدراسات والأوراق العلمية وبين الجوانب العملية من خلال مبادرات ومشروعات تجمع بين الجوانب العلمية والعملية مع استخدام خصائص وفوائد التقنيات الحاسوبية.
< طبع بحوث المؤتمر، وتوزيعها على الجامعات ومراكز البحوث المهتمة والمتخصصة.
< استمرارعقد هذا المؤتمر كل سنتين بالتعاون بين مبدع والمنظمات والمراكز المهتمة بالسيرة النبوية. مع اعتبار مشروع خدمة السيرة النبوية موضوعا مستمرا للمؤتمرات اللاحقة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات