قرار..


” جُنَّت أُمُّنا في شيخوختها ..!” ردد الأبناء…
حاولوا ثنيها عن قرارها…
ثاروا ضدها.. رفعوا عليها دعوى للحجْر على أملاكها.. فلم يجدوا أملاكا لها غير بيتها المتواضع وراتب تقاعدها…
لجأوا إلى الأهل والأصحاب للتدخل.. بلا جدوى…
حاولوا عرضها -رغما عنها- على طبيب للأمراض النفسية .. ولم يفلحوا أيضا…
لم يبق لهم سوى تهديدها بمقاطعتها.. لكنها واجهتهم برباطة جأش -كما عهدوها- خاطبتهم :
- إن أردتم مقاطعتي سيحاسبكم الله جل وعلا .. ولن يحاسبني عز وجل عن قراري، لأنني لم أرتكب جرما ولا حراما…
قاطعها كبيرهم :
- لكنك مرغت وجوهنا في التراب.. صرنا نتحاشى لقاء الناس…!
ردت بأسى:
- لأنكم يا أحبتي تخشون الناس ولا تخشون الله السميع العليم..!
ثاروا.. لكنها أسكتَتْهم بقولها :
- ستظلون أبنائي فلذة كبدي.. رغم أنني تزوجت بعد الستين من عمري.. الوحدة قهرتني.. كلكم تعيشون مع أزواجكم وبنيكم وأعمالكم.. وأنا وحيدة لا أحد منكم يعيرني اهتماما…!

ذة. نبيلة عزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>