معالم منهجية في الدراسة لدى التلميذ – خطوات عملية لتحسين طريقة المذاكرة والاستعداد للامتحانات


مقدمة وتمهيد:
لماذا المنهجية في الدراسة ؟
> إن من دواعي طرح هذا الموضوع ومحاولة مناقشته في هذا الوقت بالذات، هو حجم المشكلة التي تعترض التلاميذ في كل مراحل دراستهم والآثار السلبية التي تترتب عليها خلال هذه الفترة التي تعتبر من الفترات العصيبة التي تستحق المدارسة، حيث نلحظ مجموعة من الأعراض مثل الاضطراب النفسي والانهيار العصبي، والضعف البدني ..الخ
> الإسهام في إعادة تشكيل عقلية التلاميذ تجاه الدراسة والدفع نحو اكتساب منهجية راشدة لها (عقلانية التعامل مع الدروس والامتحانات).
> الإسهام في محاصرة ظاهرة الغش في الامتحانات والتي غالبا ما يكون سببها هو سوء التعامل مع الدروس أثناء مرحلة التحصيل والإعداد، فغياب منهجية سليمة في الدراسة يجعل جل التلاميذ يفاجؤون عند اقتراب الامتحانات بوجود كم هائل من الدروس – لا قبل لهم بها – تراكمت عليهم والتي هي بحاجة للفهم والتلخيص والحفظ، فلا يستطيعون مواجهة واقعهم المرير إلا باللجوء للطرق الملتوية من غش وتدليس..
الصعاب في المذاكرة :
أيها التلميذ، أيتها التلميذة..هل حاولت أن تفهم (ي) مزاجك ؟
غالبا ما نسمع عبارات حول المذاكرة مثل : (ليس لي مزاج للمذاكرة) التي كثيرا ما يرددها التلاميذ في ظروف مختلفة…
إن كلمة (مزاج) تعني في اللغة العربية (الخلط بالنسب اللازمة)، إذن فالمزاج هو نتيجة لما ينتاب أجسامنا ونفوسنا من ظروف مختلفة، وعبارة (ليس لي مزاج للمذاكرة) هي دليل على وجود صعاب تقلل من قدرة عقلك على العمل والإنتاج وإليك أكثر الصعاب التي تواجهك، وسنوضح لك كيف تتغلب عليها وتتخلص منها بحول الله تعالى..
< عدم القدرة على التركيز أثناء المذاكرة فتفقد جزءا كبيرا من وقتك في التنقل من درس إلى آخر، وتجد نفسك تحاول مذاكرة أشياء كثيرة في وقت واحد وبذلك تشعر بالارتباك ولا تستطيع التركيز على عمل حتى تنتهي منه..
< تراكم الدروس وعدم القدرة على تنظيم الوقت.
< طرق القراءة ضعيفة وعدم التعرف على النقط الهامة في الدروس للتركيز عليها.
< عدم القدرة على التركيز أثناء الشرح داخل الفصل أو قاعة الدراسة..
< عدم توافر الكتب والمذكرات والدفاتر المنظَّمة.
< كراهية بعض المواد الدراسية وسوء العلاقة مع المدرسين لها.
< أصدقاؤك وزملاؤك من التلاميذ الضعاف وخاصة في بعض المواد المعينة حيث يصورونها لك بأنها صعبة وأن الإخفاق فيها أمر عاد للكثيرين..
< المعاشرة السيئة والأصدقاء المنحرفون من ضعاف النفوس والإيمان ومن المستهزئين الذين لا يقدِّرون المسؤوليات..
< الحالة الصحية الضعيفة إلى جانب التغذية السيئة وعدم انتظام الهضم..
< القلق العاطفي والمشاكل العائلية وسوء العلاقات مع الوالدين والإخوة مما يشتت الذهن ويصيب الذاكرة بالضعف.
< توهم الإصابة بالأمراض والخوف من استشارة الأكبر سنا.
< الخوف من الامتحانات. نصائح لتطوير ذاكرتك : اعلم أن هناك علاقة متينة بين ذاكرتك وذهنك، فعليك أن تحرص على الاحتفاظ بصحتهما، فإن التأثيرات التي تضر عقلك لها نفس المفعولية على ذاكرتك. > من أهم المسائل التي توفر وقاية لذهنك ولذاكرتك، وتجعل جهازك العصبي في حالة حسنة هي :
< النوم الكافي المريح.
< الأكلة الخفيفة المنعشة.
< وقاية الجسم من التسمم(المخدرات وغيرها..)
< الرياضة البدنية والهواء النقي.
< الاسترخاء والمرح (لغرض تجديد القوة فقط)
< الحالة النفسية المتفائلة : فقد برهنت الدراسات النفسية على أن الفرد سريع الانفعال يجد صعوبة في التسجيل وفي التذكر وفي الحفظ، لأن حالته النفسية لا تؤهله لذلك..
< إن فن التنفس، والحديث الفكري اللائق: هما من الأسلحة التي تمكن من التغلب على جميع الانفعالات. إن من يحدث نفسه حديثا إيجابيا (بأن ذاكرته قوية ومطيعة، وكل يوم تعلو درجة..) يختلف اختلافا جوهريا عن الذي يحدث نفسه حديثا فكريا سلبيا ويستنكر خيانة ذاكرته وكل يوم تنخفض درجة..
< لا توجد صاعقة كبرى تضر بالذهن أكثر من القلق والحسد وقلة الأمل والإحساس بالشقاء والتشاؤم والأفكار السلبية وغيرها..
< إن الفهم يساعد على الحفظ، فما دام المراد حفظه غير مفهوم فالسبيل للحفظ يبقى صعبا.
< اجعل هذا عادة لك : كلما أردت أن تتذكر أو أردت حفظ الدروس، حاول أن توفر لنفسك مناخا مناسبا لتسهل مهمتك، وهذا المناخ هو الإحساس بالاهتمام والفرح وحب الاستطلاع وهدوء البال، والتفاؤل…
< إن أعظم سلاح لإصلاح الحافظة هو خلق الاهتمام وقوة التمعن والتركيز الفكري.
< لما يستعصي على ذاكرتك تذكر معلومة ما، يجب عليك أن تساعد جهازها الباحث للتوصل إليها، وذلك بتذكر جميع الكلمات والمعلومات التي تشبهها أو لها علاقة بالمعلومة المرغوب فيها، فلا تلبث طويلا حتى تكشف لك ذاكرتك عنها.
< يتبين لكل فرد صعوبة الدروس إن جمعت كتلة واحدة، في حين تصبح سهلة الحفظ إن صنفت أصنافا وأجزاء.
< وظيفتان ضروريتان لتطوير ذاكرتك، أولهما التمعن السليم، وثانيهما التركيز الفكري، فالتمعن وظيفة والتركيز وظيفة أخرى، فالأولى تمكن التسجيل، الثانية تمكن التذكر. الاستعداد لتنظيم المذاكرة : لانجاح أسلوب المذاكرة من الواجب أن تعلم بعض (القوانين ) المنهجية في المسألة : > التعرف على المكان الذي يناسبك شخصيا للمذاكرة، والواجب أن تعلم أن الهدوء والضوء المناسب هما عاملان أساسيان لكل مكان تختاره للمذاكرة..
> مراعاة حالتك الصحية، فلا تذاكر أبدا وأنت مرهق.
> مراعاة حالتك النفسية والعمل على التخفيف من تأثير المشكلات والصعاب والتي تتعرض لها.
> التدرج في المذاكرة، فلا يكون إقبالك على المذاكرة بنوع من التهافت بحيث ترغب في إنجاز كل أعمالك دفعة واحدة..
> القراءة الأولية للدرس : في بداية المذاكرة يجب أن تتعامل مع الدروس أثناء القراءة الأولية وفق المبادئ المنهجية التالية:
< تكون القراءة عامة للدرس بهدف الإلمام به.
< حفظ عناصر الدرس الكبيرة كلها (مثال: أولا… ثانيا… إلخ)
< حفظ العناوين الأصغر وتسميعها جيدا (أي النطق بها جهرا مرة بالنظر في الكراسة ومرة باستظهارها ) مع مراجعة العناوين الكبيرة السابقة .
< قراءة الدرس قراءة إجمالية وسريعة والتعرف على الرسوم التوضيحية إذا كانت موجودة في الدرس.. > الحفظ : عندما تكون هناك دروس تحتاج للحفظ عن ظهر قلب ينبغي مراعاة الأساسيات المنهجية التالية :
< معرفة النقط الأساسية في الدرس مع تكرار قراءتها.
< حفظ القوانين، القواعد، والمعادلات، الرسوم عن ظهر قلب.
< تفكيك الدرس إلى وحدات حتى يسهل استيعابها.
< تجنب الحفظ في فترة طويلة.
< أخذ أوقات الراحة عند الانتقال من مادة إلى أخرى حتى لا تتداخل المعلومات والأفكار..
< حفظ الدرس بالطريقة المفضلة عند كل واحد: عليك أن تشمل برضاك الطريقة التي تناسبك، أعد النظر في طريقتك الحالية واسأل نفسك: هل توفر لك النتائج المرضية أم لا؟ هل تتطلب منك وقتا طويلا يجلب لك الملل؟ هل أنت راض عنها أم لا؟ ماذا يمكن حذفه منها أو إضافته إليها؟.. تأمل في ذلك كله ثم ضع اختيارا نهائيا لأسلوب ترتاح له..
< مراجعة ما تم حفظه عند نهاية القراءة وقبل النوم حتى يتم تثبيت وترسيخ وذلك عند الراحة والنوم.
< تطوير طريقتك بالتمارين : عليك أن تعلم أنه رغم اختيارك ورضاك لأسلوب جديد لحفظ دروسك، فإنه يجب عليك أن تطوره وإلا سيبقى في مستوى ابتدائي، وهذا يتحقق عبر التمارين الصحيحة والتدريجية والمستمرة…
الاستثمار والمراجعة :
هناك طريقتان في المسألة :
< الأولى : طريقة الاستظهار الشفوي، وأفضلها المناقشة مع الأصدقاء ثم الاستظهار على أحد الأصدقاء، كما يمكن الاستظهار على النفس..
< الثانية : طريقة الاستظهار الكتابي، ويكفي كتابة النقط الهامة والقوانين والنظريات والرسوم مع التأكد من صحة كل ذلك بالرجوع إلى الدرس المكتوب (الدرس الأصلي). التعامل مع بعض المواد (أمثلة): > المواد العلمية (الرياضيات، والفيزياء والعلوم الطبيعية): التعامل مع هذه المواد هو الكتابة وليس القراءة، فالقواعد والمعادلات والخاصيات..كلها بحاجة إلى أن ترسخ في الذاكرة وأن تستقر فيها بالفعل، والطريق الأمثل لذلك هو إعادة استظهارها بالكتابة..
> اللغات الأجنبية : يشكو بعض الطلبة من صعوبة النطق بلغة أجنبية بينما يجدون سهولة في قراءتها، ثم هناك من يتكلم لغة أجنبية لكنه يجد صعوبة في كتابتها والتعبير بها..
وفي الحقيقة أن التلميذ الذي يسلك هذا النهج يسعى إلى عكس الهدف والمرتجى، بحيث إنه لم يسهل مأمورية ذاكرته التي تتطلب نهجا مغايرا. وهذا النهج هو :
< لكي تحسن النطق بلغة ما، يجب عليك أن تعود نفسك على سماعها، ولا على النطق بها فقط.
< ولكي تحسن الكتابة بلغة ما، يجب أن تعود نفسك على قراءتها، لا على النطق بها فقط.
ويمكن أن نلخص ذلك كما يلي:
اقرأ ثم أكتب (بدلا من اقرأ ثم تكلم)
اسمع ثم تكلم (بدلا من اسمع ثم اكتب)

ذ. محمد بوهو

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>