< الحدث :
فتح المسلمين مدينة تستر
< المكان :
بلاد فارس
< الزمان:
في خلافة أمير المومنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
< التكلفة :
استشهاد عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم
< الوقائع :
حاصرتها ثلاثة جيوش: جيش النعمان بن مقرن من الكوفة، وجيش سهيل بن عدي من البصرة، وجيش أبي موسى الأشعري،
دام الحصار أشهرا طويلة
كثر القتل من الفريقين،
المسلمون في آخر زحف يقولون للبراء بن مالك – وكان مجاب الدعوة-: يا براء أقسم على ربك ليهزمنهم لنا.
فقال: اللهم اهزمهم لنا، واستشهدني.
كان المسلمون يدخلون تستر من مدخل الماء إليها، أي إنهم يدخلون مع الماء كالبط في الليل.
أنام المجاهدون البوابين وفتحوا الأبواب، وكبر المسلمون فدخلوا البلد، وذلك في وقت الفجر إلى أن تعالى النهار.
< النتائج :
فتح مدينة تستر، بعد حصار طويل، ومقتلة عظيمة.
< الإشكال :
في يوم الفتح العظيم، وفي غمرة القتال، لم يصلِّ المسلمون الصبح يومئذ إلا بعد طلوع الشمس.
< العبرة :
في صحيح البخاري: قال أنس بن مالك: «حضرت عند مناهضة حصن تستر عند إضاءة الفجر، واشتد اشتعال القتال، فلم يقدروا على الصلاة، فلم نصل إلا بعد ارتفاع النهار، فصليناها ونحن مع أبي موسى ففتح لنا، وقال أنس بن مالك: فما أحب أن لي بتلك الصلاة حمر النعم وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها»
هذه النازلة تسائلني وتسائلك: كيف تنظر إلى الصلاة في حياتك؟ هل حفظها وإقامتها تمثل قضية القضايا، وأولى الأولويات بالنسبة إليك؟ أم هناك قضايا هي أهم بالنسبة لك؟
ماذا لو تعارض أمر الصلاة عندك بأمر العمل أو الدراسة أو أي شغل آخر: كيف تتصرف؟
لا تنس أن أنس بن مالك ومن معه رضي الله عنهم شغلوا عن الصلاة بأمر عظيم هو الجهاد في سبيل الله جل وعلا، ولا تنس أنه حقق إنجازا عظيما هو فتح تستر، ولا تنس أنه ومن معه لم يقدروا على الصلاة بسبب اشتعال القتال.
ومع ذلك يتحسر على ضياع صلاة الصبح منه، مرة واحدة في حياته، بسبب الجهاد في سبيل الله تعالى، ويقول: فما أحب أن لي بتلك الصلاة حمر النعم، وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها».
د. امحمد العمراوي