عــــبــــــــــــــــــــرة


قال مطرف بن عبد الله رحمه الله : «لو أخرج قلبي فجعل في يدي هذه اليسرى، وجيء بالخير فجعل في يدي هذه اليمنى، ثم قربت من الأخرى ما استطعت أن أولج في قلبي شيئا حتى يكون الله عز وجل يضعه»(1).
لا تظنن أخي السالك أن ما أنت فيه من هداية وتوفيق للطاعات سببه أنك أهل لذلك، بل هو محض فضل ورحمة من الله عز وجل {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء} فالمنة لله وحده {بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين}، وقد كان الصحابة وهم يبنون المسجد النبوي يرتجزون:
لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فالهداية إذن منة من الله تعالى يمن بها على من يشاء من عباده. بيد أن العبد مأمور ببذل الأسباب الجالبة لها، ولعل أهمها :
- الصدق في طلب الهداية : فلا يصدق أحد في طلبها إلا وفاه الله مراده، قال تعالى : {إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا}(الأنفال : 70).
- الإيمان والعمل الصالح : قال سبحانه : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم}(يونس : 9).
- العكوف على القرآن تلاوة وتدبرا وعملا : قال جل وعلا :{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}(الإسراء : 9). وقال أيضا : {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام}(الحديد : 15-16).
- الدعاء : قال الله تعالى في الحديث القدسي : «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم». وكان من دعاء النبي [ : «اللهم اهدنا فيمن هديت».
فاللهم إنا نسألك أن تهدينا وتهدي بنا وتجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين. آمين.

ذ منير مغراوي

——————
1 (مدارج السالكين 3/108)

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>