نافذة على التراث – منصب النبوة والإمامة لا يليق بالفاسقين


قال فخر الدين الرازي: منصب النبوة والإمامة لا يليق بالفاسقين؛ لأنَّه لا بد في الإمامة والنبوة من قوة العزم، والصبر على ضروب المحن حتى يؤدي عن الله أمره ونهيه، ولا تأخذه في الدين لومة لائم، وسطوة جبار.
> تفسير الرازي <<< فِطْنَة أبي حازم جاء رجل إلى أبي حازم، فقال له: إنَّ الشَّيطان يأتيني، فيقول: إنَّك قد طلَّقت زوجتك، فيشكِّكُني، فقال له: أو ليس قد طلَّقتها؟ قال: لا. قال: ألم تأتني أمس، فطلَّقتها عندي. فقال: والله، ما جئتك إلَّا اليوم، ولا طلَّقتها بوجه من الوجوه. قال: فاحلف للشَّيطان إذا جاءك، كما حلفت لي، وأنت في عافية. > الأذكياء لابن الجوزي
<< الإخوان في الله مَن هم؟ سئل أبو حمزة الشَّيباني عن: الإخوان في الله مَن هم؟ قال: (هم العاملون بطاعة الله عزَّ وجلَّ المتعاونون على أمر الله عزَّ وجلَّ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم) > الإخوان لابن أبي الدنيا
<< أصناف المتعلمين ودور المعلم مع كل صنف المتعلمون هم ذوو الحاجة إلى العلم فمنهم : أولو الطبائع الردئية يقصدون تعلم العلوم ليستعملوها في الشرور، فينبغي للمرء أن يحملهم على تهذيب الأخلاق ولا يعلمهم شيئا من العلوم التي إذا عرفوها استعملوها فيما لا يجب وليجتهد في كشف ما هم عليه من رداءة الطبع ليحذروا ومنهم البلداء الذين لا يرجى ذكاؤهم وبراعتهم فينبغي أن يحثهم على ما هو أعود عليهم . ومنهم المتعلمون ذوو الأخلاق الطاهرة والطبائع الجيدة فيجب أن لا يدخر عنهم شيئا مما عنده من العلوم. > مجموع في السياسة لأبي النصر الفارابي وأبي القاسم المغربي وللشيخ الرئيس ابن سينا
<< إنجاز الوعد كان يقال : وعد الكريم نقد وتعجيل، ووعد اللئيم مطل وتسويف وكان يقال : العاقل لا يعد بما لا يستطيع إنجازه ولا يسأل ما يخاف منعه، أنشدني بعض أهل العلم : لا تـقــــولن إذا لـــم تـــرد أن تـتـــم فـــــي شـيء نـعــم وإذا قلت نعم فاصبر لها بنجاح الوعد إن الخلف ذم حسن قـول نعم من بعدلا وقـــبـيـح قــول لا بعد نعــم إن لا بعـد نعــم فــاحشـة فبلا فــأبدا إذا خفت الندم > المنهج المسلوك في سياسة الملوك
<< اجتنب ثلاثة قال بعض الحكماء: آخِ مَن شئت، واجتنب ثلاثة: الأَحْمَق: فإنَّه يريد أن ينفعك فيضرَّك. والمملوك: فإنَّه أوثق ما تكون به لطول الصُّحبة وتأكُّدها يخذلك، والكذَّاب: فإنَّه يجني عليك آمن ما كنت فيه مِن حيث لا تشعر. > طوق الحمامة لابن حزم
<< أمارة نجابة الصبيان قيل لأعرابي: ما أمارة النجابة في صبيانكم؟ قال: إذا كان أعنق أشدق أحمق فأقرب به من السؤدد! وقال الزبرقان: أكيس صبياننا العريض الورك، السبط الغرة، الطويل الغرلة، الأبله العقول. وقال بزرجمهر لكسرى وعنده أولاده: أي أولادك أحب إليك؟ قال: أرغبهم في الأدب وأجزعهم من العار، وأنظرهم إلى الطبقة التي فوقه. وروى ابن عباس رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: علامة الصبي في صغره زيادة في عقله إذا كبر. وقال معاوية: طيروا الدم في وجوه الصبيان، فإن بدا في وجوههم الحياء وإلا فلا تطمعوا فيهم. > محاضرات الأدباء
<< إصـلاح الأخـلاق إصلاح الأخلاق المذمومة بالتأديب، وليس يمكن صلاح مذمومها بالتسليم إلى الطبيعة والتفويض إلى النحيزة إلا أن يرتاض لها رياضة تأديب وتدريج فيستقيم له الجميع بعضها خلق مطبوع وبعضها تخلق مسموع لأن الخلق طبع وتكلف. قال الشاعر : يا أيها المتحلي غير شيمته ومن سجيته الإكثار والملق عليك بالقصد فيما أنت فاعله إن التخلق يأتي دونه الخلق > درر السلوك في سياسة الملوك
<< فضل العلم والأدب على صاحبه قيل: الأدب يجلب الجمال ويفيد المال. وقيل: من لم يفد بالأدب مالاً استفاد به جمالاً. وفي كتاب كليلة: العالم إذا افتقر فعلمه الذي معه يقويه كالأسد معه قوته التي يعيش بها حيث توجه. قال الأصمعي لرجل: ألا أدلك على خليل إن صحبته زانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن استعنت به أعانك؟ قال: نعم. فقال: عليك بالأدب. > محاضرات الأدباء
<< من دقيق الفطنة قال ابن القيِّم: من دقيق الفِطْنَة: أنَّك لا تردُّ على المطَاع خطأه بين الملأ، فتَحْمِله رُتْبَتُه على نُصْرة الخطأ. وذلك خطأ ثان، ولكن تلطَّف في إعلامه به، حيث لا يشعر به غيره. > العقد الفريد لابن عبد ربه
<< أنواع السياسة وَالسِّيَاسَةُ نَوْعَانِ : سِيَاسَةٌ ظَالِمَةٌ فَالشَّرْعُ يُحَرِّمُهَا، وَسِيَاسَةٌ عَادِلَةٌ تُخْرِجُ الْحَقَّ مِنْ الظَّالِمِ وَتَدْفَعُ كَثِيرًا مِن الْمَظَالِمِ، وَتَرْدَعُ أَهْلَ الْفَسَادِ ويُتَوَصَّلُ بِهَا إلَى الْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ، فَالشَّرْعِيَّةُ تُوجِبُ الْمَصْدَرَ إلَيْهِ وَالِاعْتِمَادَ فِي إظْهَارِ الْحَقِّ عَلَيْهَا، وَهِيَ بَابٌ وَاسِعٌ تَضِلُّ فِيهِ الْأَفْهَامُ وَتَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ، وَإِهْمَالُهُ يُضَيِّعُ الْحُقُوقَ وَيُعَطِّلُ الْحُدُودَ، وَيُجَرِّئُ أَهْلَ الْفَسَادِ وَيُعِينُ أَهْلَ الْعِنَادِ . وَالتَّوَسُّعُ فِيهِ يَفْتَحُ أَبْوَابَ الْمَظَالِمِ الشَّنِيعَةِ، وَيُوجِبُ سَفْكَ الدِّمَاءِ وَأَخْذَ الْأَمْوَالِ بِغَيْرِ الشَّرِيعَةِ، وَبِهَذَا سَلَكَتْ فِيهِ طَائِفَةٌ مَسْلَكَ التَّفْرِيطِ الْمَذْمُومِ، فَقَطَعُوا النَّظَرَ عَنْ هَذَا الْبَابِ إلَّا فِيمَا قَلَّ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ تَعَاطِيَ ذَلِكَ مُنَافٍ لِلْقَوَاعِدِ الشَّرْعِيَّةِ، فَسَدُّوا مِنْ طُرُقِ الْحَقِّ سَبِيلًا وَاضِحَةً، وَعَدَلُوا إلَى طَرِيقِ الْعِنَادِ فَاضِحَةً، لِأَنَّ فِي إنْكَارِ السِّيَاسَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالنُّصُوصِ الشَّرِيفَةِ تَغْلِيطًا لِلْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. وَطَائِفَةٌ سَلَكَتْ هَذَا الْبَابَ مَسْلَكَ الْإِفْرَاطِ، فَتَعَدَّوْا حُدُودَ اللَّهِ تَعَالَى وَخَرَجُوا عَنْ قَانُونِ الشَّرْعِ إلَى أَنْوَاعٍ مِن الظُّلْمِ وَالْبِدَعِ وَالسِّيَاسَةِ، وَتَوَهَّمُوا أَنَّ السِّيَاسَةَ الشَّرْعِيَّةَ قَاصِرَةٌ عَنْ سِيَاسَةِ الْخَلْقِ وَمَصْلَحَةِ الْأُمَّةِ، وَهُوَ جَهْلٌ وَغَلَطٌ فَاحِشٌ . فَقَدْ قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ : {الْيَوْمَ أَكْمَلْت لَكُمْ دِينَكُمْ}، فَدَخَلَ فِي هَذَا جَمِيعُ مَصَالِحِ الْعِبَادِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : >تَرَكْت فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي)). وَطَائِفَةٌ تَوَسَّطَتْ وَسَلَكَتْ فِيهِ مَسْلَكَ الْحَقِّ وَجَمَعُوا بَيْنَ السِّيَاسَةِ وَالشَّرْعِ، فَقَمَعُوا الْبَاطِلَ وَدَحَضُوهُ، وَنَصَبُوا الشَّرْعَ وَنَصَرُوهُ، وَاَللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . > تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الحكام
<<< أبعد شيء وأقربه قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيْلَ لِخَالِدِ بنِ يَزِيْدَ: مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَجَلُ. قِيْلَ: فَمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَمَلُ. قِيْلَ: فَمَا أَرْجَى شَيْءٍ؟ قَالَ: العَمَلُ. وَعَنْهُ، قَالَ: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَجُوْجاً، مُمَارِياً، مُعْجَباً بِرَأْيِهِ، فَقَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ. > سير أعلام النبلاء في ترجمة خالد بن يزيد بن معاوية
<< علامات الملك الصالح إذا ما أراد الناس التعرف على أخلاق الملك وعاداته فإنهم يقيسونه بندمائه. فإن يكونوا ذوي أخلاق حميدة وطباع رحبة صبرا وذوي شهامة وظرف يدركوا انئذ أن الملك حسن الخلق والطباع، محمود السيرة حلو الشمائل والعادات، وإن يكونوا مقطبي الوجوه متعجرفين مستخفين متكبرين بخلاء رعناء وممن يطلبون المحال فإن الناس يستدلون على أن الملك سيء الطبع والخلق والسيرة ممسك شرير متهور > سياست نامة
<< ذكاء قاض تقدم رجل إلى أبي حازم عبد الحميد بن عبد العزيز السكوني قاضي المعتمد، وقدم أباه يطالبه بدين له عليه، فأقر الأب بالدين، وأراد الابن حبس والده. فقال القاضي : هل لأبيك مال؟ قال : لا أعلمه . قال : فمذ كم داينته بهذا المال ؟ قال : منذ كذا وكذا . قال : قد فرضت عليك نفقة أبيك من وقت المداينة، فحبس الابن وخلى الأب . > نهاية الأرب في فنون العرب للنويري

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>