بِنَبْضِ القلب- أتحْفِر فوقَ قبْري..؟


عنوان هذا النبض هو لقصيدة شهيرة للشاعر البريطاني الراحل “توماس هاردي” والتي تحكي عن امرأة ميتة تحاور شخصا مجهولا وهو يحفر فوق قبرها، حيث تظنه زوجها جاء ليضع باقة زهور على قبرها وفاء لذكراها، لكنها تفاجأ من خلال الحوار مع الحفار أنه ليس هو، ويستمر الحوار مع الشخص المجهول وكلما تذكرت اسما من أقاربها، رد الشخص المجهول بالنفي، ولكي تتجاوز حيرتها، طلبت من الحفار أن يخبرها من يكون!! فرد عليها ببساطة : أنا كلبك يا سيدتي، فتأوهت السيدة المدفونة والعبرات تخنقها : كيف لم تخطر على بالي يا كلبي الوفي، وكيف لم أخمن أني تركت قلبا ينبض بالمحبة والوفاء، فرد الكلب ساخراً : عفوا سيدتي أني حفرت فوق قبرك لأخبئ عظمة تكون زاداً لي في محنتي، ولم أجد مكانا آمنا خيرا من قبرك. القصيدة ببساطة تعبر عن وحدة الإنسان الغربي، فهو غريب في حياته، حين يتركه الكل وتستبد به الوحدة ولا يجد ضالته إلا في مصاحبة الكلاب والقطط.. لكن هذه الأخيرة بمجرد ما ينقطع حبل هذه العلاقة ولو لمدة قصيرة تنسى صاحبها، لأن ما كان يجمعها به هو المصلحة.. واليوم يحاول بعض شذاذ الآفاق أن يهدموا أسس الأسرة وتقويض أواصرها لحاجة ليست حتى في نفس يعقوب، وذلك بدعوة الأبناء إلى التمرد عن قيم الآباء، وجعل المصالح الشخصية تطغى عن كل ما سواها، وإعطاء مساحة أكبر لقيم الفساد والإباحية بل الدعوة حتى لزنى المحارم، خدمة “لأجندة” خبيثة ومخطط تدميري يَروم تجفيف ينابيع التدين من مجتمعنا المغربي المسلم، لكن هيهات… هيهات.

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>