صدر للعلامة الدكتور محمد التاويل حفظه الله عز وجل كتابا جديدا بالعنوان الآنف الذكر من الحجم المتوسط عن مطبعة آنفوـ برنت بفاس ، تناول فيه إشكالا مركزيا مفاده : هل اجتهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه خارج النص وضدا على النص؟ وهل الدعوى التي يطلقها كثير من الناس أن عمر بن الخطاب خالف النص في اجتهاداته وأنه خالف قاعدة لا اجتهاد مع النص دعوى صحيحة أم زائفة ؟ وفي معالجته لهذا الإشكال عقد الشيخ العلامة حفظه الله ورعاه فصولا تدرج في عرض القضية وفق منهج محكم. فالفصل الأول عقده للتعريف بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وبيان مواقفه من الاجتهاد مع النص ، ومواقفه من الرأي وأهله ومواقفه من المخالفين لكتاب الله تعالى وسنة رسوله في أقوالهم وأفعالهم، وساق إلى جانب هذا نصوصا من رسائله إلى عماله وقضاته تبين دعوته لهم بالتزام شرع الله وعدم الحيد عن النص ، والفصل الثاني عرض فيه نماذج من رجوع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن اجتهاده عند تذكيره بالنص من كتاب الله وسنة رسوله رضي الله عنه. والفصل الثالث في رد ما احتجوا به من أقضية وبيان مستند عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والفصل الرابع في بيان قاعدة لا اجتهاد مع النص من حيث أهميتها وتأصيلها ، وشرح ألفاظها ومصطلحاتها، وتحليل القاعدة ومناقشتها ثم عقد في الأخير خاتمة ضمنها أهم الاستنتاجات في هذا الأمر ومما ورد في مقدمة الكتاب في بيان أسباب التأليف قال الشيخ العلامة :” فإن كثيرا من الناس يتحدثون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن جهل أو سوء نية أنه اجتهد ضد النص، وأنه قدم الرأي والقياس والمصلحة على الكتاب والسنة، ويتخذون ذلك حجة وذريعة لتعطيل أحكام الكتاب والسنة وتعليقها ومخالفة نصوصها ويستدلون بما يروى عن عمر رضي الله عنه من أقضية أساؤوا فهمها ولم يعرفوا وجهها، ونسبوا إليه ظلما وزورا الخروج عن نصوص الكتاب والسنة لمجرد رأي رآه، أو مصلحة لاحت له دون حجة ولا برهان على ذلك…. والذين يعرفون عمر حق المعرفة ، ويعرفون سيرته وشدة صلابته في الدين ، وشدة بأسه على المخالفين، ويعرفون مقدار تمسكه بالكتاب والسنة ووقوفه عندهما والتزامه بأحكامهما ، وعدم السماح لنفسه ولغيره بمخالفتهما ينزهون عمر عما نسب إليه ويستبعدونه كل البعد ويستنكرون استغلال أقضية أسيء فهمها لضرب الشريعة الإسلامية، وفتح أبوابها للتهرب من أحكامها باسم عمر واجتهادات عمر كلما تعارضت مع مصالحهم، ووقفت تفضح ظلمهم وفسادهم وأباطيلهم. ونحن في هذا الكتيب نقوم بمناقشة هذه الأفكار والآراء المختلفة على ضوء المقاييس العلمية بعيدا عن التحيز إلى مذهب معين والتعصب له ونهدف من وراء ذلك إلى: – إثبات براءة عمر مما نسب إليه من اجتهاد مع النص – إبطال هذه المقولة حماية للشريعة الإسلامية من العبث بنصوصها – بيان مستند عمر رضي الله عنه من الكتاب والسنة فيما ذهب إليه في تلك القضايا المتهم فيها والمفترى عليه بمخالفة الكتاب والسنة والاجتهاد ضدهما”
ما أطيبك حيا شيخي الفاضل سيدي محمد التاويل بعلمك وتواضعك وما أطيبك ميتا بهذه الإصدارات العلمية الرصينة والجديرة بالقراءة فشكرا جزيلا لكل من يساهم في نشرها فالدال على الخير كفاعله ويرحم الله الجميع