مجرد رأي – عندما يعيد التاريخ نفسه…


…لن أحدثكم عن (حمورابي) و لا عن الفراعنة و(الهيكسوس) قبلهم، وإنما أحدثكم عن تاريخ قريب جدا منا….يحاكي بالضبط ما يقع في مصرنا الحبيبة هذه الأيام. …بعد معارك كثيرة وقلاقل سياسية عديدة بين المواطنين الأحرار في التشيلي ومستعبديهم من عملاء قوى الاستكبار العالمي الذين كانوا يعتبرون البلاد والعباد ملك أيمانهم …قامت في البلاد انتخابات رئاسية نزيهة، دعى لها وعمل على إنجاحها وزير دفاع متعقل اسمه ( روني شنايدر).ولقد أسفرت نتائج الانتخاب عن فوز زعيم التحالف الشعبي اليساري الماركسي (سالفادور أياندي)… وطبعا لم تجر النتائج بما تشتهي قوى الاستكبار وعملاؤهم في الداخل، فقاموا باغتيال وزير الدفاع (شنايدر) جزاء وفاقا له لأنه جرأ عليهم اليساريين…، دخلت البلاد في دوامة من الفوضى لجأ بعدها (أياندي) إلى ربط علاقات جيدة مع الجيش ضمانا لولائهم حتى يستكمل الإصلاحات التي بدأها ولقيت استحسانا من الشعب الشيلي. (استرجاع الأراضي الفلاحية من الإقطاعيين وتوزيعها على صغار الفلاحين-تأميم العديد من الشركات الأمريكية- حل المحكمة الدستورية…..) وعين الجينيرال (بينوتشي) وزيرا للدفاع حتى يكون سندا له في مواجهة خصومه السياسيين خاصة الحزب المسيحي الديمقراطي الموالي لأمريكا والذي كون جبهة إنقاذ ( نفس التسمية) فنزلت الجبهة بأعداد هائلة من البلطجية المأجورين للشوارع يفوضون الجيش من أجل إنقاذ البلاد من الرئيس الشرعي (أيندي) “الإرهابي” وحكومته “الفاشلة”…. وهكذا كان بالضبط…فنزل (بينوتشي) بجيشه ودباباته المطهمة قائدا للانقلاب على الشرعية، فمر على القصر الجمهوري فدكه دكا بعدما قتل الرئيس أو أجبره على “الانتحار” كما روج الإعلام الانقلابي وقتها…، طبعا كل ذلك كان يتم على عيني العدو الخارجي ومهندسي شؤون المؤامرات، مع أن أياديهم لم تظهر في هذه العملية، ليظهر وكأنهم لم يفعلوا شيئا، فقط ساعدوا عن طريق مخابراتهم المركزية التي هيأت الظروف بشكل جيد جدا”.
و بعد ….فقد اعتلى (بينوتشي) سدة الحكم في التشيلي بعد نزوله من المدرعة ومن يومها والشعب التشيلي يتجرع من العذاب والمهانة ألوانا حتى وفاة السفاح في 2006م، أياما قليلة قبل الحكم عليه بالإعدام من طرف محكمة العدل الدولية…ومع ذلك وجد من غنى له “تسلم الأيادي” وسيوجد مثل هؤلاء ما دام هناك عبيد يستنكفون من عبير الحرية،فكلما رحل سيد بحثوا لهم عن آخر يسومهم سوء العذاب والمسغبة في الدنيا مع ما ينتظرهم يوم القيامة…{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب} صدق الله العظيم، فما أشبه اليوم بالأمس !!، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ذ. عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>