مجرد رأي


الجرذان والسفينة…

… كان جوزيف غوبلز (المسؤول الإعلامي في عهد هتلر) يقول : “اِكذب حتى يصدقك الناس” وهذه (الحكمة) ذاتها أخذها العديد من القادة والنخب السياسية في بلادنا العربية والإسلامية التي نكبت بهم فعلا، حتى غدا عدد منهم وقد مردوا على الكذب وتزوير الحقائق عيانا بيانا، فلا يمل هؤلاء من تكرار أسطوانة مشروخة لكثرة الاستعمال ومن هذا الباب ما صرح به مؤخرا أحد مرشحي الرئاسة في مصر لصحيفة الشروق المصرية بقوله: “ما أراه هو استمرار لنظام مبارك، فقد غيرنا الأشخاص ولم نغير الفكر…؟!”.

هكذا وبكل بساطة يبخس الرئيس مرسي ومن معه (أشياءهم) وكل ما قاموا به من مجهودات خلال فترة قليلة مليئة بالمثبطات والعراقيل..

وهكذا يشبه الرجل بالنظام البائد الذي كان يزج بمعارضيه في غيابات الجب لأتفه الأسباب، كذلك الرجل الذي التقى أحد الرؤساء فأسر له : “اتق الله يارايس” فاتقى الرايس فيه الله بأن زج به تحت الأرض لمدة أربعة عشر عاما بالتمام والكمال.. فالرئيس مرسي يُسَب ليل نهار ويستهزأ به على القنوات المأجورة، وتسود صفحات الجرائد بالرسومات الكاريكاتورية عنه، بل وقيل فيه ما لم يقله مالك في الخمر، وسمي بالدكتاتور والطاغية وهلم افتراء، ومع ذلك لم يعتقل أحداً ولم يرد ولم يتابع أحداً.

فقولوا لي بربكم هل سمعتهم عن رئيس طاغية في أي بلد في العالم يسكن في شقة مؤجرة من عهد “خوفو” إلى مبارك؟! وهل سمعتم عن رئيس يصل ليله بنهاره لخدمة بلده رغم كل المعوقات والعصي التي توضع في عجلاته…؟!

هل سمعتم برئيس دولة يمشي في الأسواق ويخالط الناس البسطاء في مساجدهم وطرقاتهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم في تواضع قل نظيره لم نسمع مثله حتى عند سائقي وحراس زعماء أمتنا الميامين؟!

إن الدكتاتور الحقيقي هو الذي نهب البلاد وترك العباد على الحديدة، يسكن أغلبه في القبور والعشوائيات، إن الدكتاتور هو الذي جعل من مصر عزبة له و(لأخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) هذا هو الدكتاتور الحقيقي يا محترمين!! عيب أن نسوي بين الثرى والثريا {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون}.

فأنتم بكل صراحة لم يعد يعجبكم العجب ولا الصوم في رجب ولا في غيره.

إنما تريدون أن تخرقوا سفينة الأمة، وإذا انخرقت لا قدر الله سوف لا ينجو منها أحد، العلمانيون والليبراليون قبل غيرهم، اللهم بعض الجرذان التي سوف تكون أول من يغادر السفينة إذا بدأت في الغرق، ومن هؤلاء صاحبنا الذي غاب عنه الحياء، وفي الحديث النبوي المشهور:  ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت))، ذلك أن الرجل ذاته هو صاحب التقرير المشبوه حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وأسلحة كيماوية ونووية!! ودواهٍٍٍٍ كثيرة، أعطت مسوغاً “قانونيا” لدخول من دخل إلى بلاد الرافدين ليدمرها ويعيث فيها فسادا، ويسوم أبناءها الذل والهوان إلى يومنا هذا… وهو الذي يملك سجلا حافلا في مجال عدم الخدمة لبلده ولأمته……

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح… وسلِّم لي على جبهة الإنقاذ؟؟

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>