جهود العلماء في العناية بتوجيه الشباب في السيرة النبوية


تحاول هذه الورقة -المتواضعة- عرض عناية علماء المسلمين بمسألة “توجيه النبي صلى الله عليه وسلم وإرشاده للشباب” من خلال سيرته العطرة وسنته المشرفة. معترفًا بأن العمل يفتقر للاستقراء الشامل الذي لا أدعيه، وللتحرير المتقن الذي لا أستطيعه، وإنما حسبي أن أبدأ السير حتى يفتح الله الفتاح العليم في استكمال العمل على الوجه اللائق به.

وقد شملت الدراسة أقسامًا ثلاثة هي: القسم الأول: جهود العلماء السابقين القسم الثاني: جهود العلماء المعاصرين القسم الثالث: التعليق على الجهود. ثم ألحقت بذلك مقترحًا nمختصرًا- في العناية بهذا الاتجاه في العناية بالسيرة النبوية وتوظيفها في توجيه الشباب والعناية بهم. تعليق عام على جهود السابقين وجهود المتأخرين:
أولاً: جهود السابقين تميزت جهود السابقين بأنها ثرية تكتنز في باطنها أسرارًا للوعي بهذه المرحلة العمرية، ومن أبرز مزاياها ما يلي:
1- الشمول العام لأبعاد “توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للشباب” وتربيته لهم وتوظيفه لطاقاتهم.
2- متانة إشارات العلماء من خلال التعليق أو التبويب على النصوص والأحداث. ولا ينقصها -من وجهة نظري القاصرة- إلا مسائل هي:
1- أن تستخرج تلك النصوص وتعنون بما يناسبها ويحقق المقصود للمربين في الأزمنة المعاصرة.
2- تصفيتها من الدخيل والموضوع والضعيف ومالا أصل له.
ثانيًا: جهود المعاصرين: أما الدراسات المعاصرة فقد تميزت بما يلي:
1- عنايتها بالتفصيلات وجمع مرويات الأحداث.
2- قرب لغتها من المتلقي المعاصر
3- عنايتها بالفقه والتفهم والتحليل للأحداث والمواقف. لكن الإضافة التي يظن الباحث أننا بحاجة إليها لنحسن (استثمار جهود السابقين) و(نطور بها ونكمل جهود المتأخرين) في مسألة “توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للشباب” وإرشاده لهم بحاجة لعاملين مهمين (وبيانهما في المقترح التالي):
العامل الأول: استقراء السنة والسيرة النبوية بشكل تام بحيث يستنطق هذا التراث لاستخراج (موسوعة علمية) تمهد لوضع (منهجية شاملة) وافية للتعامل مع الشباب وإحسان إرشادهم وتوجيههم واستثمارهم. هذا علاوة على أنّ هذا المنتج سوف يوفر لعلماء النفس والاجتماع والتربية المسلمين مادة ثرية يستخرج مناهج متعددة في: التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي للشباب، والعلاج النفسي للشباب من الذكور والإناث.
العامل الثاني: تقديم ذلك المخرج في قالب عصري، بحيث يصل للشباب توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لهم (في صورة ما يحبون) لكنه (ممتليئ بما يحتاجون) وبهذا نستحوذ على شبابنا فيسهل توظيفهم في ثغرات الأمة واحتياجاتها الملحة التي لا قائم عليها غيرهم فهي تنتظرهم.

د. عبد الله الطارقي
مشروع تعظيم البلد الحرام – مركز قراءات البحوث ودراسات الشباب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>