الـمؤتمر العالـمي الأول للباحـثـين في السيرة النبوية بفاس – قـراءة في السياق والـمـضـامـيـن والدلالات


طيلة ثلاثة أيام 9-8-7 محرم 1434هـ الموافق لـ24-23-22 نونبر 2012 جرت بقصر المؤتمرات بمدينة فاس أشغال المؤتمر العالمي الأول للباحثين في السيرة النبوية بفاس في موضوع:” جهود الأمة في خدمة السيرة النبوية”، الذي نظمته مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ومنظمة النصرة العالمية والمجلس العلمي الأعلى وجامعة القرويين. وقد حضره علماء وخبراء وباحثون متخصصون في السيرة النبوية ومهتمون أفرادا وهيئات ومنظمات من مختلف بلدان العالم الإسلامي، من الجزائر وتونس ومصر والسودان والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق وتركيا والهند بالإضافة إلى المغرب البلد المنظم. أولا : قراءة في أهداف المؤتمر وسياقه: جاء هذا المؤتمر في سياق مشاريع مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) الرامية إلى تأسيس البحث العلمي على أسس وقواعد علمية منهاجا ومضمونا وغاية، تصورا وتصرفا، من شأن القيام بها والاستقامة عليها أن تحقق مقاصد عدة:

أولها أن تنهض به وبالأمة أيضا، وتخرجهما من الفوضى إلى الضبط المنهجي، ومن العبثية والارتجالية إلى التدبير الراشد والقاصد، ومن التكرار والاجترار إلى التجديد والاجتهاد، ومن التجزؤ والتشظي والتآكل إلى التنوع والتعدد والتكامل ، ومن الفرقة والاختلاف المذموم إلى وحدة الجهود والمقاصد والائتلاف المحمود.

ثانيها، جمع جهود الأمة في المجالات العلمية والتخصصات، وحصرها وتصنيفها وتقييمها، ووضعها بين يدي الباحثين والدارسين للنظر والتقويم والانطلاق نحو الإضافة والتتميم والتكميل.

ثالثها: تهيئة المناخ للباحثين ومراكز البحث العلمي من أجل التعارف وتنسيق الجهود والتشاور والتكامل. لذلك جاء في ديباجة هذا المؤتمر وغيره من مؤتمرات ومشاريع مؤسسة (مبدع) ما يؤسس لهذا المنحى ويرشد هذا المسعى: “إن الأمة اليوم على موعد مع التاريخ، لتثبت جدارتها وأحقيتها في ريادة العالم وسيادة الشعوب، لتخرجها من الظلمات إلى النور. ولن يكون ذلك، يوم يكون، إلا على يد جيل راسخ ناسخ، مستوعب حصيلة الأمة وجهودها في مختلف الميادين عبر التاريخ، من أجل استخلاص ما هو خالص سائغ للشاربين، وأساس قوي لبناء صرح الأمة المتين. وإن البشرية الآن في أمس الحاجة إلى نموذج ابن آدم المثاليِّ الكامل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذلك النموذج الأكمل للتجربة الخاتمة، الكاملة، الشاملة، التجربة التي لم تقتصر على مرحلة بعينها من حياة الإنسان الفرد أو حياة الإنسان الجماعة، ولكن تجربةٌ كاملةٌ لإخراج أمة بكاملها من الظُّلُمات إلى النور، وتأسيس أساس للبشريَّة حتى قيام الساعة تسترشدُ به وتستهدي به. ولقد شهد التاريخ أنه لم يكتب عن أي شخص على وجه الأرض كما كتب عن محمد صلى الله عليه وسلم، وإن استخلاص خلاصة كسب الأمة في ذلك ووضعه بين يدي أجيال الغد المنشود، هو مفتاح الباب لإنجاز مشروع السيرة السنة الذي يجب على الباحثين الصادقين من أبناء هذه الأمة أن ينهضوا لإنجازه”. أما من حيث سياق المؤتمر فيأتي في سياقين:

أولهما: سياق زمني ظرفي وافق أجواء حملة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسياق ردود الفعل الإسلامية المتباينة والمتنوعة كما وكيفا.

ثانيهما : سياق استراتيجي واختيار فكري ومنهجي لدى مؤسسة مبدع التي نهجت منذ زمن مبكر في شخص أمينها العام الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي التوكيد على الانطلاق في البعثة الجديدة للأمة من الاختيار القرآني والتربية والإصلاح انطلاقا من الهدى المنهاجي والدعوي للنبي صلى الله عليه وسلم الذي جسدته السيرة النبوية خير تجسيد ومثلته أحسن تمثيل. ثانيا قراءة في إشكالات المؤتمر ومضامينه ومحاوره :
1- إشكالات المؤتمر: انطلقت أعمال المؤتمر من استحضار مجموعة من الإشكالات والانشغالات تمس جانبين كبيرين هما: جانب علمي ومنهجي، وجانب إصلاحي عملي. أ- الإشكالات العلمية والمنهجية: ومن أبرز الإشكالات في هذا السياق : ما هي مكانة السيرة ضمن نسق العلوم الإسلامية؟ وما علاقتها بمكونات هذا النسق؟ وما هي وظيفة علم السيرة وقيمته العلمية والعملية؟ وما هي الجهود التي بذلها العلماء في التعامل مع السيرة النبوية؟ وما هي مناهج كتابة السيرة تدوينا وتيسيرا وفقها وتقريبا وترجمة؟ وما السبيل إلى حصر تلك الجهود والمناهج وتصنيفها؟ وما هي المناهج المساعدة في كل ذلك؟ ب- الإشكالات الإصلاحية والعملية: لماذا البحث في السيرة مجددا وما هي مقاصد ذلك؟ ولماذا عودة الاهتمام بالسيرة في الفكر الإسلامي المعاصر واستئناف الكتابة فيها؟ هل هي مقاصد علمية خالصة أم تمتزج بالروح الإصلاحية شأن كل بحث علمي ينحو منحى خدمة الإنسان والمجتمع؟ لماذا ركزت كثير من الدعوات الإصلاحية الحديثة والمعاصرة على السيرة النبوية وعلومها وفنونها؟ وإلى أي حد يمكن أن تكون السيرة النبوية واحدا من أهم مفاتيح تجديد الأمة واستعادة وعيها بذاتها واستئناف سيرها الحضاري؟ وما هي أهم جهود المعاصرين في خدمة السيرة وتوظيفها في الإصلاح والنهضة؟
2- مضامين المؤتمر ومحاوره: تبعا للإشكالات الصريحة والضمنية التي وجهت المؤتمر جاءت محاوره متكاملة في رصد جهود الأمة في خدمة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.وقد تم توزيع محاور المؤتمر بتصنيف هذه الجهود إلى محاور خمسة:
أ- تدوين السيرة: التدوين في تاريخ العلوم هو شهادة ميلادها، والتدوين هو إخراج أصول العلم من الحيز الشفهي والنظري إلى نص مكتوب مضبوط موثق، وقد قصد العلماء الذين اهتموا بمجال تدوين السيرة الوقوف على أهم المؤلفات وتصنيفها بحسب العصر والمذهب والمضمون والمنهج المعتمد في التدوين ومقاصده، وتقويم تلك الجهود قيمة وأهمية. وفي هذا السياق تناول هذا المحورَ ستةُ عروض تناولت جهود المدونين وأصنافهم؛ فتناول الدكتور الحسين آيت سعيد من كلية الآداب بمراكش “جهود المحدثين في تدوين السيرة النبوية الشريفة” متتبعا لجهودهم حسب العصور ومؤلفاتهم ومناهجهم في ذلك، وفي نفس السياق تناول الدكتور عاشوري قمعون من المركز الجامعي بالوادي بالجزائر في موضوعه “جهود المؤرخين في تدوين السيرة” فرصد هذه الجهود تاريخا ونوعا ومنهجا ومقارنة بينها وبين جهود المحدثين، أما الدكتور محمد السرار رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة فتناول: “جهود أصحاب كتب الطبقات في تدوين السيرة” وتوثيقها فوقف عند بداياته وأنواع التدوين في هذا المجال في كتب الطبقات العامة والخاصة، وفي نفس المنحى تناول الباحث العربي الفرياطي من كلية الآداب ببني ملال “جهود أصحاب الطبقات في تدوين السيرة” خاصة النماذج المؤسسة، ومن جهة أخرى رامت دراسة الدكتور إدريس الخرشافي من كلية الشريعة بفاس إلى تناول مسألة “تقويم أهل الحديث لمرويات السيرة النبوية قضايا ونماذج”.
ب- تيسير السيرة: ويقصد بالجهود المبذولة في التيسير ما تعلق بالشرح والاختصار والنظم والفهرسة، وتناوبت على هذا المحور/ المضمون أربع مداخلات : الأولى للدكتور مصطفى يعقوبي من كلية الآداب وجدة في موضوع: “من جهود الأمة في شرح السيرة النبوية”، والثانية الدكتور محمد الصقلي من كلية الآداب ظهر المهراز بفاس في موضوع “جهود علماء الأمة الإسلامية في نظم السيرة النبوية” ، والثالثة للدكتور صالح محمد زكي اللهيبي من مركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية بالإمارات العربية المتحدة في موضوع “جهود المؤرخين في كتابة السيرة النبوية المختصرة والمستقلة والمفردة”، أما المداخلة الرابعة والأخيرة في هذا المحور فكانت للدكتور محمد يسري إبراهيم عضو المكتب التنفيذي لمنظمة النصرة العالمية والمشرف العام على مكتب القاهرة في موضوع ” الموسوعة العلمية للفهرسة الوصفية للسيرة النبوية”.
ج- فقه السيرة: وتعد خدمة الأمة بهذا الجانب من أهم وأبرز الخدمات بعد خدمة التدوين، لأنها الخدمة التي رفعت السيرة إلى مرتبة النص الشرعي الذي يمكن الاستنباط منه ما يكون تشريعا للأمة وتوجيها لها، وقد انصبت العروض المقدمة في هذا المحور على تجلية هذا الجانب وبيان أن علماء الأمة خدموا فقه السيرة من جهة “فقه الأحكام” وهو العرض الذي قدمه الدكتورمحمد جميل مبارك من كلية الشريعة بأكادير، ومن جهة الاستنباط الفقهي خاصة تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو العرض الذي قدمه الدكتور بنعمر لخصاصي من أكاديمية تازة، ومن جهة استنباط الهداية الدعوية التي تحتاج إليها الأمة اليوم في بعثتها الجديدة وهو ما ركز عليه عرض الدكتور محمد الينبعي من أكاديمية فاس، ومن جهة الفقه السياسي وهو الجانب الذي تناوله كل من الدكتور عبد السلام بلاجي أستاذ الدراسات الإسلامية والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث أبرز نماذج من التصنيف السياسي من خلال السيرة النبوية، والدكتور سليمان ولد حسان من جامعة المدية بالجزائر الذي رصد جهود العلماء في فقه السياسة من خلال السيرة النبوية أيضا. د- تقريب السيرة: وقد تضافرت عروض هذا المحور على إبراز مختلف الجهود التي بذلها العلماء في تقريب السيرة للأمة وخاصة الناشئة، وفي هذا السياق تناول الدكتور سعد أبو الرضا من رابطة الأدب الإسلامي العالمية موضوع: “لمحات من جهود الأمة في تقريب السيرة الكريمة من خلال الشكل القصصي”، وفي نفس السياق قدم الدكتور أحمد طاهر أبو عمر مدير مجلة الفرقان الأردنية “قراءة في الجهد القصصي في السيرة النبوية” وتناول الدكتور محمد عبد الحميد خليفة من كلية التربية جامعة دمنهور بمصر تقريب السيرة النبوية في القصة المقدمة للطفل والشاب، في حين أبرز الدكتور عبد الحكيم الزبيدي من الإمارات العربية المتحدة: “جهود السينما في تقريب السيرة النبوية من خلال فيلم الشيماء نموذجا”. هـ- ترجمة السيرة: ويعد هذا المجال من أوسع المجالات وأهمها في خدمة سيرة سيد المرسلين والمبعوث رحمة للعالمين وبهذه الخدمة تنفتح كثير من الآفاق في وجه الدعوة الإسلامية وهداية الأمم والشعوب للدخول في الإسلام، وقد ساعدت عروض هذا المحور في تجلية الجهود المقدمة في هذا المجال مثل عرض الدكتورمحمد بريش الخبير في الدراسات المستقبلية الاستراتيجية والتنمية حيث تناول “جهود العلماء في ترجمة السيرة النبوية إلى الفرنسية”، كما تناول الدكتور محمد بوحمدي من كلية الآداب ظهر المهراز بفاس “السيرة النبوية في الكتابات الإنجليزية : الإسلام والسلم نموذجا” كما تناول الدكتور حسن الوراكلي من كلية الأداب بتطوان “جهود العلماء في ترجمة السيرة النبوية إلى الإسبانية”.
و- إعادة كتابة السيرة في المرحلة المعاصرة : ركزت المداخلات في هذا الجانب على رصد مختلف الاهتمامات التي انبرت لإعادة كتابة السيرة النبوية وبيان الدواعي والحاجات التي أدت إلى ذلك، وفي هذا السبيل تناوبت على هذا المحور عروض أبرزت كثيرا من هذه الجهود في المرحلة المعاصرة وخاصة عرض الدكتور المنصف لكريسي من كلية الآداب بمراكش الذي عني بإبراز “عناية المحَدِّثين المعاصرين برواية السيرة”، وعرض الدكتور عمر أنور الزبداني من قسم البحوث والدراسات بموقع الشبكة الإسلامية بقطر الذي وقف فيه على جهود العلماء المحْدَثين في كتابة السيرة النبوية من خلال كتابات فتح الله كولن وهو نفس الموضوع الذي تناوله عميد كلية الإلهيات بجامعة بينكول بتركيا الدكتور محمد خليل جيجك، وعرض الدكتور محمد موسى الشريف الداعية الإسلامي والمشرف على موقع التاريخ والباحث الأكاديمي في العلوم الشرعية الذي حاول رصد “جهود المؤرخين المعاصرين في خدمة السيرة النبوية”، وفي نفس سياق إعادة كتابة السيرة النبوية من المنظور الدعوي جاءت ورقة الدكتور بسيوني نحيلة من جامعة قطر لتتناول “مناهج الدعوة الحديثة من خلال كتابات السيرة النبوية المعاصرة”وتناول الدكتور عبد الله الطارقي عن مشروع تعظيم البلد الحرام بمكة المكرمة موضوع “جهود العلماء في العنالية بتوجيه الشباب في السيرة النبوية، وفي سبيل بيان جهود علماء الهند في كتابة السيرة النبوية باللغة العربية قديما وحديثا قدم الأستاذ صاحب عالم الأعظمي الندوي عرضه في هذا الجانب راصدا حركة التأليف الهندية باللغة العربية مع تصنيفها ورصد مسارها الزمني.
ز- مشاريع إعادة كتابة السيرة: وتتميما لجانب إعادة كتابة السيرة نظريّا انصب العمل في هذا الجانب على إبراز الجهود العملية في إعادة كتابة السيرة في شكل مشاريع عملية. لذلك رصد هذا المحور بعض الجهود التي أنجزتها بعض الؤسسات العلمية المعاصرة في خدمة السيرة مثل مشروع الشرح المنظور للسيرة النبوية تجربة “متحف السلام عليك أيها النبي” قدمه الدكتور محمد بن علي الغامدي، ومشروع منظمة النصرة العالمية وجهودها الذي قدمه الدكتور علي عمر بادحدح نائب الأمين العام للمنظمة، ومشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية قدمه الدكتور فهد بن عبد العزيز الدامغ بصفته مديرا للمشروع، كما قدم الدكتور الطيب برغوت باحث في البناء الحضاري الإسلامي من النرويج مشروع إعادة كتابة السيرة النبوية وفق المنظور السُّنَنِي، وفي نفس المسار قدم الدكتور عز الدين بن زغيبة عن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث مشروعا لإعادة كتابة السيرة النبوية وتغيير منهج التدوين يناسب الحياة الإسلامية المعاصرة ودواعيه.
وقد كان المؤتمر بجلساته فرصة كبيرة للباحثين والمهتمين لتوسيع النقاش والحوار في القضايا المعروضة. وقد توج المؤتمر ببيان ختامي ومجموعة من التوصيات ركزت على البعد المنهجي في البحث العلمي وأهمية التنسيق والتكامل بين جهود الباحثين، لذلك كانت التوصيات تصب في توسيع دائرة البحث في السيرة من خلال ربط البحث العلمي والباحثين بمراكز ومؤسسات ومواقع إلكترونية، وتوظيف التكنولوجيا المعاصرة في خدمة السيرة وتجميع البحث العلمي وربط الباحثين وتيسير التواصل بينهم. كما أوصى المؤتمرون بإنشاء رابطة عالمية للباحثين في السيرة النبوية بقصد التعاون والتنسيق والتشاور والتكامل، على أن يعقد هذا المؤتمر على رأس كل سنتين.
3- خلاصات واستنتاجات : يستفاد مما سبق عرضه عن المؤتمر في سعة مضامينه واتساع المدى الزمني وفي عمق أهدافه:
> أن مؤتمرا في هذا الحجم من الأهداف والمضامين والمدى الزمني والتاريخي والمكاني غير كاف في تجلية جهود الأمة كل الأمة وكل الجهود، ولذلك تظل الحاجة قائمة إلى توسيع مثل هذه الأعمال ومواصلة هذه الجهود لاستخلاص خلاصة صادقة للأجيال تعتمد فعلا في الانطلاق الحضاري.
> أن مسألة تجميع خلاصات جهود الأمة في كل ما أبدعته في مسيرتها التاريخية واجب علمي ومنهجي على عاتق أولي الأمر من العلماء والمسؤولين والغيورين كل بقدر ما له من المسؤولية، إذ لا نهضة للأمة من غير استيعاب كامل لتراثها ولتراث غيرها، ومن غير تشخيص لمواطن القوة والضعف ومواطن الخلل ومواطن النجاح، وما كمل ونضج وما يحتاج إلى تكميل وإنضاج…
> أن متابعة الجمهور من الباحثين والمشاركين والأساتذة والطلبة والمهتمين لجلسات المؤتمر من جلسة الافتتاح إلى جلسة الاختتام بكثافة منقطعة النظير ليدل بحق على حسن اختيار المنظمين وموافقة لحاجات الأمة وتطلعاتها في التعرف على جهود الأمة والاستفادة منها في البناء الحضاري المنشود.
> أن تصحيح مسار البحث العلمي تصحيح لمسار الأمة، وأن جمع خلاصات جهود السابقين يعتبر بحق المحدد الرئيس لعمل الباحثين والموجه لبوصلة البحث العلمي نحو التكميل والتتميم والإضافة الكمية والنوعية الإبداع المسدد والقاصد. ومن غير هذا الرصد وهذا الاستخلاص تضيع طاقات الأمة وتهدر الجهود في تكرار ما ليس حقه التكرار، وإهمال ما ليس حقه الإهمال.
> أن حاجة الأمة اليوم صارت ملحة لتوحيد جهود أفرادها وباحثيها ورتق الهوة بين مؤسسات البحث العلمي فيها، لأنه لا مستقبل للبحث العلمي إلا ما قام على العمل المؤسسي والتصور الشمولي والاستراتيجي المبني على التنسيق والتعاون والتكامل في جميع المجالات والتخصصات أفقيا وعموديا.

إعداد : د. الطيب الوزاني

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>