تَبَّتْ يداهمْ بكرةً وأصــيلا وخَلَدْتَ في حِقَبِ الزمانِ رسولا ومضى على الأيامِ ذِكْرُكَ طيِّباً ومُجَــوَّداً … ومُرتَّـلاًً ترتــيلا وتعطَّرتْ كلُّ الدُّنا بالمصطفى فاليــاسمينُ بفيهِ كانَ حــقولا وقفَ الزمان أمامَ هيبةِ أحمدٍ وتحدّثَ النبلاءُ عنهُ طــويلا والمــجدُ أسرج للنّبيِّ خيولَه، المـجدُ كانَ مبادئاً وخـيولا وتَتَوَّجَ الشُّـرفاءُ نعلَ المصطفى فَغَــدتْ نعالُ حـبيبِنا إكلــيلا وتفاخَرَ التّاريخُ دونَ دَلالـــةٍ ما احتاجَ فخرٌ بالنبيِّ دلــيلا وتسابقّ العظماءُ في أعتابهِ وتناوبوا أقــدامَهُ تقــــبيلا عرفوا فضائلَه وكانَ إمامَهم وكذاكَ يعرفُ فاضلٌ مفضولا
**************
يا سـيِّدَ الأخلاقِ كنتَ مثالَـها لم يأتِ بعدكَ في الخلالِ مـثيلا الحِلمُ ، والصّبرُ الجميلُ ، ورأفةٌ والعفوُ ، كانَ سلاحَك المسلولا ولكمْ يكونُ العـفوُ سيْفاً بـاتِراً ولكمْ يكونُ جميلُهُ … تكـبيلا يا سـيِّدَ الأخلاقِ تبني صرْحَهَا وتُشـيِّدُ منها أَنْفُـساً وَعُـقُولا أنْقَذْتَ من موتِ الجّهالةِ أُمَّـةً وَبَــعَثْتًها فَتَضَوَّأتْ قِـنديلا فأنارتِ الدّنيا قُروناً عِدَّةً كانَ التَّسَامُحُ إِرْثَها المَنْقــــولا عاشَ اليهودُ مع النَّصارى بيننا وَلَداً وأحفـاداً وكنتَ كـفيلا هـذي حـضارةُ أحمدٍ فَتَحدَّثِي (يا إيلياءُ) وَأَطْنِبِي تفصـيلا ولَرُبَّما كانتْ كنـائسُ شرْقِنا عند (التَّعايُشِ) شاهداً ودلـيلا ولَرُبَّما وَجَدَ اليـهودُ بديننا لما (استغاثوا) ملجأً مـأمــولا ضَمِنَ المُشَرِّعُ للجميعِ حقوقَهمْ فتَنَزَّلّتْ آيـاتُهُ تنزيــــلا الحقُّ ، والعَدْل العظيمُ ، ورحمةً مَثَّلْنَ أمَّـةَ أحمدٍ تمثيـــلا قدْ ينطِقُ الحجرُ الأصَمُّ مُكَبِّراً ولقد يكونُ سًــكوتًهً تهلــيلا غَنَّتْ (نواعيرٌ) بعدْلِ محمدٍ وكذا (الفراتُ) شَدَا فَأَسْمَعَ (نيلا)
**************
فاسألْ عنِ ( القِبْطِيِّ ) يأخُذُ ثَأْرَهُ من (عمروِ بن العاصِ) تلقَ ذهولا (عُمَرٌ) يُؤَرِّخُ للحـــقوقِ مَقُولةً “المَـرءُ يولدُ مُكْـرماً ونبيـلا” واقرأْ (أبا بكرٍ) يُوَصِّي جُنْـدَه لترى (جُنَيفاً) في العهودِ ضئِيـلا وترى المـواثيقَ الدّقيقةَ وَضَّحَتْ بالعَـدْلِ ما لا يَقْبَلُ التَّأويـلا واسْلُكْ قوانينَ الحــقوقِ فأحمدٌ جعلَ التَّسـاويَ في الحـقوقِ سبيلا ساوى فلا عِـرْقٌ هناك مُفَضَّلٌ الحــقُّ كانَ الفضلَ والتَّفْضيــلا لو أنَّ (فاطمةً) – وحاشا طُــهْرَها – سَرَقَتْ لكانَ جزاؤُها التَّنْكيـلا أو أنَّ فاطمةَ البتـولَِ تجاوَزَتْ ما كانَ يَنفَعُ أنْ تكونَ بَتُـولا شرْعٌ هو النَّسَبُ الأصيلُ فهل ترى بَعْدَ العدالةِ في الحـقوقِ أصـولا لا أبيضٌ ، لا أسودٌ ، لا أصفرٌ، فالعُـنْـصُرِيَّةُ أُلْغِيَتْ تَشْكيـلا فَخْرُ القبائِلِ بالمحارِمِ أُسْقِطَتْ أَرْكانُهُ، والحـقُّ صَارَ قبيــلا ( الأَعْجَمِيُّ) بِرَغْمِ عُجْمَتِهِ ارتقى بيتَ النُّبُوَّةِ دَوْحَةً وَخَمِيلا (والهاشِمِيُّ) بِرَغْمِ نِسْبَتِهِ انتفى وغدا على استِكْبارِهِ مَخْذُولا هذا هو العـدلُ الّذي ملأَ النُّفوسَ شبابَها، في عُنْفِها، وكُـهُولا قدْ بُـورِكَ العـدْلُ العظيمُ فكم بَنَى مجْداً وخَلَّدَ في القرونِ عُدولا
**************
شورى حُكُومَةُ أحمدٍ ونظامُـهُ كانَ الحوارُ ضمانَها المكْفُـولا وَقَفَتْ ، تجادلُ أحمداً في زوجها إحدى النِّسا، فَلَقَتْ لديهِ قَبُولا واستنكَفَتْ أخرى أمامَ خليفةٍ حتى يُقَدِّمَ واضِحاً تعليــلا البَرْلـــمانُ ، ونحنُ كنَّا أصلَهُ، والرَّأيُ حُرٌّ عندنا إنْ قيـلا ما صُـودِرَ التَّفْكيـرُ بلْ فُتِحَتْ لهُ كلُّ المنابرِ للنِّقاشِ طويــلا دينٌ على العَقْلِ السَّليمِ أَساسُـهُ فترى جميعَ بِنائِهِ معقُــولا (وَسَـطِيَّةٌ ) فيها اعتدالٌ مُحْكَمٌ قُُتِلَ (التَّـشَدُّدُ) منْهَجاً مرذولا ولكمْ تدومُ على التَّوَسُّــطِ فِـكْرَةً تتناقلُ الأجيالَ جيلاً جيـلا ولكمْ يموتُ مع التَّشَدُّدِ أهلُـهُ وُلِدَ التَّشَدُّدُ قاتلاً مقتُولا
**************
الله يسمعُ ما يُقالُ بِحُبِّهِ، لو شاءَ رَدّاً كان (جِبرائيلا) كَفَلَ الإلهُ الرّدَّ، ما مُسْتهزِئٌ بمحمَّدٍ إلاّ، وصارَ مُفَتَّتاً مأكولا ما كانَ قصدُ الهازِئين محمداً القصْدُ، كانَ اللهَ جلَّ وكيلا هذا حبيبُكَ سيِّدي ما حيلتي؟ ضاقَ الخناقُ على الجميعِ، وَحِيلا فإذا اعترضنا ضِدَّ (سَبٍّ) قيلَ صَهْ! العصْرَ يقضي حِكْمَةً وعقـولا فَقَدَتْ عقـولُ الَّناسِ كلَّ صوابِها، دّجّلاً ترى في السَّاحِ أَمْ تدجيــلا سَبُّ النَّبيِّ (حصانةٌ ) فِكْرِيَّةٌ ! ونُمِيتُهُ، مَنْ سَبَّ (إسرائيــلا!) كلاّ طغاةَ الأرضِ حاشا أحمداً حتّى ولو صادَ النّجيعُ سيـــولا (حُرِّيَّةُ التَّعْبــيرِ) هذه سُبَّةٌ إِنْ كانَ سَبُّ الأنبياءِ مقـولا ما كان يَجْرُؤُ ضِدَّ أحمدَ حاقدٌ لو كانَ يسمعُ للخيولِِ صهيلا .
للشاعر الدكتور محمد نجيب المراد