الكلمة الطيبة صدقة، وإذا كانت للزوجة فهي بر وصلة وصدقة، وبالعبارة الحلوة ونشر الكلام الطيب نستطيع أن نبني علاقة طيبة مع الآخرين وندخل قلوبهم. فالكلمة الطيبة ذات أهمية كبيرة في حياة البشر، ولعظمتها خصها الله جلَّ وعلا في القرآن الكريم قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يرفعه}(فاطر: 10) وقال تعالى عن كلمة التوحيد: : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء}(إبراهيم : 24). فالكلمة الطيبة فيها نفحة روحانية قد تصل مابين القلوب، وتربطها برباط المحبة والود والتآلف، وتزهر النفس لتتفتح بأجمل أزهار الخير والحب التى يعبق شذاها فواحا في كل مكان وزمان، كما أنها تسعد قائلها وسامعها فهي تخرج من القلب ويطلقها اللسان لتستقر في القلب، وتسعد الناس بما تخلفه من جو يفيض بالألفه والمودة وتنعشهم بالمحبة. ولكم تعيش زوجاتنا في صحراء قاحلة، لا نسيم فيها ولا عليل لا يسمعن كلمة رقيقة، وأما بناتنا فمعزولات عن آبائهنّ ، وندر منهن من تسمع كلمات الثناء على أناقتها وحسن اختيارها، مع أن المدح من شأنه توثيق روابط المحبة والألفة والإشباع العاطفي بين الزوجين، وتحتاجه المرأة في جميع مراحل عمرها المختلفة. وأما من تخلو بيوتهم من تلك الإشراقات الرائعة الرقيقة فيكون للشقاء فيها نصيب، وقد تكون وللأسف الشديد قنطرة يعبر عليها من أراد الفساد إذا قل دين المرأة ونزع حياؤها وسقط عفافها.. وقد رأيت وسمعت ما أفجعني وأقضّ مضجعي.. فإحداهن سقطت في الفخ لأنه قيل لها “أنت جميلة” كلمة لم تسمعها مطلقاً.. وأخرى زلّت قدمها عندما رفع أحدهم صوته: “أنت امرأة ذات ذوق رفيع”.. وأخريات صادتهن شباك الذئاب البشرية لجوع عاطفي وفراغ نفسي لم يشبعه زوجها أو أبوها. تقول ذة. رانيا محمد حفني: “ولك أن تعلم سيدي الرجل أن المنطقة المختصة بالسمع في مخ المرأة نشيطة جدا، ولذا فهي مؤهلة أكثر للحوار وسماع حلو الكلام، وهذا يثبت أيضاً أن الكلمة السيئة ستبقي حبيسة في نفسها تاركة جرحاً أعمق من المتوقع، يجب أن ندرك أن الكلمة الحلوة سريعة ومباشرة ووافية فهي الوحيدة القادرة على أن نبقى أصحاء فهي الغذاء الرئيسي للحياة، وأذكر من الأقوال التي مازالت تتردد بيننا: لكي تكسب المرأة كن حليما في الاستماع إلى كلماتها، والآن ألا تريدون فتح حساب في بنك الكلمات الطيبة الحلوة؟” أيها الزوج الحبيب هيا إلى صاحب السهم الوافر في تلمس الحاجات العاطفية في زوجاته وبناته نبينا محمد ، نرى كلامه لا يخلو من حسن تدليل وممازحة وملاطفة وحسن إنصات، فها هو إذا أتته ابنته فاطمة رضي الله عنها قام إليها أخذ بيدها فقبلها، وأجلسها مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها، وكان إذا رآها رحب بها وهش، وقال: (مرحباً بابنتي)، وأما عن زوجاته فقد ضرب المثل الأعلى في مراعاتهن وتلمس حاجاتهن فها هو يجيب عن سؤال عمرو بن العاص ]، معلماً أن محبة الزوجة لا تُخجل الرجل الناضج السوي، سأله : أي الناس أحب إليك؟ .. فقال عليه الصلاة والسلام: (عائشة)متفق عليه، وكان عليه الصلاة والسلام من حسن خلقه وطيب معشره ينادي أم المؤمنين بترخيم مدللاً لها في اسمها. وهنا يؤكد الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر: الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تؤثر فيه الكلمات، وكلمة واحدة تسعده, وكلمة أخرى قد تسبب له الشقاء، وهذه الكلمة تؤتي آثارها في الجسم كله بالسلب أو الإيجاب، فالكلمات الحلوة المشجعة تعطيه نشاطا زائدا والكلمات الجارحة أو التي تقلل من قدره وتذكر عيوبه تجعله قعيداً في الفراش، وقد حلت عليه كل أمراض الدنيا، والكلمات الحلوة الجميلة لها تأثير السحر ليس على المستوي النفسي والمعنوي فقط، إنما على المستوي الصحي والجسمي”. لن تخسر شيئاً لو نشرت الكلمات الجميلة في بيتك، وقلت لزوجتك أنت رائعة، أنت جميلة، طعامك أشهى طعام أكلته، لك ذوق خاص في تنظيف المنزل وتجميله، ألوان ملابسك متميزة، وعلى غرارها، كلمات رقيقة سهلة ميسورات تجعل بيتك جنة تعيشان معاً فيها.
محمود القلعاوي