- ثلاثة أطفال يكفي.. بالكاد أستطيع الإنفاق عليهم.. فكيف يكون الحال مع توأم..؟! ستنشغلين بالمولوديْن الجديديْن.. مللت صراخ المواليد وإزعاجهم.. ستفقدين رشاقتك..!
لم تجْد دموعها ولا توسلاتها.. خيّرها بينه وبين جنينيْها.. وافقت على الإجهاض على مضض.. ستقول لطبيبة إنها تعاني أمراضا كما لقّنها.. تحسست بطنها.. دعت الله أن يحفظ حملها…!
دلفا عيادة.. جلسا ينتظران دورهما.. همست امرأة لأخرى :
- استدنت لغلاء العلاج، أدعو الله أن أجرب الأمومة ولو مرة واحدة!
ردت الثانية:
- أقرأت خبر ذلك المولود الملْقى في حاوية للنفايات؟!
- آه.. أمّ بلا رحمة! أستغرب كيف تتخلى الأمهات عن فلذات أكبادهن، وأستغرب أكثر لجريمة الإجهاض.. بأي ذنب تقتل الأجنة؟!
خرج رجل باكيا من مكتب الطبيبة يردد: “الحمد لله إني عقيم.. ادعوا لي!”
نظرت إلى زوجها يواسي ذلك “العقيم”.. انهمرت دموعها…!
جاء دورهما.. استبد بها الخوف.. كيف سترتكب جريمة قتل في حق فلذتي كبدها؟!
أغمي عليها.. أسعفتها الطبيبة..قال الزوج: – دكتورة، تبين من فحص سابق أن زوجي حامل بتوأم.. أرجوك إرشادنا لتمر مرحلة الحمل والولادة بسلام!
استغربت الطبيبة حين لمحته يبكي.. فأضاف:
- الحقيقة أني كنت أفكر في الإجهاض!
لكنها قاطعته:
- أعوذ بالله..إني هنا من أجل الحياة لا القتل.. لم ولن أجهض امرأة.. ولو طلبت مني ذلك لأبلغت عنك الشرطة!
رد معتذرا:
- أستغفر الله وأتوب إليه.. لقد غيرت رأيي في قاعة الانتظار، شعرت أني أجحد نعمة ربي علي!
- تجهم وجه الطبيبة وهي تعيد الفحص مرات ومرات.. ثم قالت متأسفة: – الحمل في وضع غير طبيعي.. لا أظن أنه سيتم.. الله أعلم! هبّ فزعا: – أرجوك افعلي المستحيل.. سأكون أسعد مع فلذتي كبدي !
حزن كثيرا حين أجهضت زوجته كما أخبرته الطبيبة رغم محاولات العلاج.. لكنه صبر واحتسب ذلك لله عز وجل، وواظب على الاستغفار..!