أعجب لقوم يستميتون في الدفاع عن الشذوذ الجنسي باسم الحريات الفردية والحق في الاختلاف، ومحاربة كل من سولت له نفسه أن يتفوه في حق المثليين بكلمة جارحة بل والتشكيك في سويته العقلية وطويته النفسية… سبب هذا الكلام ما جاء في مقال بإحدى الصحف المغربية المستقلة وبقلم إحدى الكاتبات اللواتي دأبن على الصراخ كلما قام أناس يستهجنون عمل بعض الشواذ الذين يريدون أن يقنعوا المجتمع بانحرافاتهمم الفطرية التي لا يقبلها العقل قبل الدين، ولا تستسيغها حتى غريزة الحيوان الأعجم، فهل سبق وأن سمعت هذه (الكاتبة) الألمعية بحمار يطأ حمارا آخر، أو بكلب يقع بكلب، أو ببقرة تضاجع بقرة؟! فكيف إذن تريدنا أن نتقبل علاقة جنسية بين رجل ورجل أو امرأة وأخرى؟. هل هانت على الإنسان نفسه أن يعمل عملا تعافه الحيوانات؟ ولا تقبله شرائع وأخلاق المجتمعات عبر العصور.
فإذا سلمنا جدلا بهرطقات هذه الكاتبة، فما الجدوى من مراد الله سبحانه وتعالى من خلق الذكر والأنثى؟ بل ما الجدوى من استمرار الحياة على وجه البسيطة؟.
إن الشذوذ الفكري أقبح بكثير من الشذوذ الجنسي، لكونه يحاول أن يكرس وضعا مقلوبا وقيما لا أخلاقية من شأنها أن تدمر المنظومة القيمية التي تكسب المجتمعات إطارها الهوياتي وفلسفتها السلوكية.
إن الإنسان السوي هو الذي يقدس الحياة البشرية، وينافح عنها وليس ذلك الذي يحاول بشذوذه وضع حد لاستمرار هذه الحياة… ولله في خلقه شؤون.
ذ. أحمد الأشهب