إشراقة – ابن جماعة الكناني ينصحك


يقول الإمام بن جماعة رحمه الله تعالى : “واعلم أن قول المسؤول : لا أدري لا يضع من قدره كما يظنه بعض الجهلة، بل يرفعه، لأنه دليل عظيم على عظم محله، وقوة دينه وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته، وقد روينا معنى ذلك عن جماعة من السلف، وإنما يأنف من قول لا أدري من ضعفت ديانته، وقلت معرفته، لأنه يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين، وهذه جهالة ورقة دين”(1).

وقال محمد بن الحسن الآجري رحمه الله : وما الحجة لعالم يسأل عن الشيء لا يعلمه فلا يستنكف أن يقول لا أعلم إذا كان لا يعلم وهذا طريق أئمة المسلمين من الصحابة ومن بعدهم من أئمة المسلمين اتبعوا في ذلك نبيهم صلى الله عليه وسلم لأنه كان إذا سئل عن الشيء، ما لم يتقدم له فيه علم الوحي من الله عز وجل فيقول لا أدري وهكذا يجب على كل من سئل عن شيء لم يتقدم فيه العلم أن يقول الله أعلم به ولا علم لي به ولا يتكلف ما لا يعلمه فهو أعذر له عند الله وعند ذوي الألباب(2).

وذكر العلامة الحجوي عن الحافظ ابن بطة عن الإمام أحمد قال : لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتوى حتى يكون فيه خمس خصال :

أولاها : النية ليكون على كلامه نور.

الثانية : أن يكون له علم وحلم ووقار وسكينة.

الثالثة : أن يكون قويا على ما هو فيه، وعلى معرفته.

الرابعة : الكفاية وإلا مضغه الناس.

الخامسة : معرفة الناس وإلا راج عليه المكر والخداع والاحتيال(3).

 ذ. عبد الحميد صدوق

—–

1- مختصر التذكرة، ص 31.

2-أخلاق العلماء، ص 81.

3- الفكر السامي : 487/4.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>