آيبون… تائبون! 29- قبل أن نندم


أخذ درسا بليغا من حيث لا يدري، وهو في رحلة على متن القطار : وجد راكبا شابا في المقصورة يعبر لأصدقائه عن سعادته ورحلته الممتعة مع حبيبته. فأول مرة يصحبها في رحلة استجمام خلال عطلته.. حيث دللها كثيرا.. وأحبها وأحبته أكثر!.

لم تكن الحبيبة سوى أمه الحنون،.. سافرت معه بعد انقضاء عدتها.. يبكي ذلك الشاب ويضيف : “توفي أبي رحمه الله بعد تخرجي مباشرة، ولم “يذق” من راتبي.. كنت أردد طيلة الرحلة : يا ليت أبي كان معنا!”.

تأثر مسافرنا تأثرا بليغا.. فقد عمل منذ زمن بعيد، وسافر كثيرا، ولكنه لا يفكر إلا في زوجه وأبنائه.. ولم يصطحب والديه ولو في خرجة قصيرة!

قرر أن يصطحبهما وأسرته في عطلته، رغم أنف زوجه وأبنائه..

استمتع معهما بعطلته استمتاعا فريدا لأول مرة في حياته.. كانا سعيدين يتنافسان على  الدعاء له ولأبنائه.. كانت أمه تداعب الموج كطفلة.. فلأول مرة ترى البحر.. وكان أبوه يجلس على تلك الصخرة الكبيرة يتمايل مع سبحته ويراقب أحفاده يسبحون..!

تنهد مسافرنا وهو يقضي عطلته رفقة أبنائه في المكان نفسه… لكنه يفتقد والديه.. فقد كانت أول وآخر رحلة معهما.. رحمهما الله.

وفاء لذكراهما، فإنه يبعث برسالة إلى الأبناء :

“لا تنسيكم أنانيتكم وأسركم الصغيرة الوالدين قبل فوات الأوان.. لا تظنوا أنهما كبرا ولن يستمتعا بالسفر.. أرجوكم دللوهم أكثر مما كانا يدللانكم حين كنتم صغارا!”

ذة. نبيلة  عـزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>