آيبون… تائبون! 25- “خدعوها.. فقالوا…”


تفتخر بين صويحباتها بأنها بكر لن تسقط في الرذيلة… فجمالها الصارخ وحده يؤهلها بأن تحصل مبالغ مالية خيالية…

تعمل في علبة ليلية، وتعود آخر الليل إلى  بيتها، لتدرس نهارا في الجامعة… كل ليلة، يقدمها صاحب العمل إلى “شخصية مهمة” لتؤنسه على  مائدته، مقابل مبلغ باهض لها ولصاحب الملهى.. لا تدخن ولا تشرب الخمر ولا…

لعب بها المال قبل أن تلعب به.. تضاعف غرورها بجمالها وذكائها، وتمشي في الأرض مرحا، والمراهنات والمزايدات تتضاعف عليها…

بيعت في سوق النخاسة بثمن، خيل إليها أنه باهض.. تردت في حفرة طين آسن مظلمة تعج بالخفافيش.. ولم تفق من كابوسها، إلا وقد “بخس” ثمنها بعد أن كانت محل مضاربات… بل أصبحت بلا ثمن، فلفظتها أوكار الرذيلة كما يلفظ البحر الجيفة.. إنه قانون سوق النخاسة…

صَدِمت حين نظرت إلى مرآتها.. تلاشى ذلك الجمال بالدخان والسكر والسهر.. عادت إلى ملابسها الغالية، فوجدتها قد تقادمت حسب قانون الموضة” ولم تبع ولو لتنظيف الأرض.. عادت إلى جامعتها، فوجدت نفسها مطرودة.. أما زملاؤها فقد تخرجوا وأصبحوا آباء وأمهات.. عادت إلى أسرتها، فطردتها شر طردة.

اسودت الدنيا أمامها وقد أوصدت أبوابها في وجهها.. تشردت.. تجرعت الضياع.. وعادت تبحث عن باب تطرقه.. فلم تجد إلا بابا واحدا مشرعا على مصراعيه.. لم تلبث طويلا على  عتبته.. غشيتها نسمات رحمة، فولجته آيبة تائبة.. وبداخلها أينع جمال حقيقي لا يبلى ولا يفنى.

ذة. نبيلة  عـزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>