آيبون… تائبون!21- هو… الموت!


عاد من غربته… بحث طويلا عن أخيه الأصغر.. ترى، لماذا رحل؟! فقد كفله صغيرا، وحرص على  تربيته وتعليمه أحسن تعليم.. وحين اشتد عوده، تركه “رجل البيت” مع زوجته وصغاره، ليغترب بعيدا…!

كان يبعث إليه بالمال من المهجر، للإنفاق على الأسرة.. فرح حين دخل البيت الجميل، الذي أشرف أخوه على بنائه وتأثيثه.. لكن فرحته لم تكتمل، فقد رحل الأخ الأصغر إلى وجهة غير معلومة، وغير رقم هاتفه.. ترى، لماذا هجره؟!

سأل زوجته إن كانت قد طردته، فأجابت بالسلب..

لكن الأخ الأصغر وحده يعرف السبب، يبكي بمرارة نادما، اسودت الحياة أمامه، وضاقت عليه الأرض.. احتقر نفسه.. لا يعرف كيف يكفر عن ذنبه، فكر في الانتحار، لكن كيف يهرب من ذنب إلى ذنب؟!

استفتى العلماء، فنصحوه بالتستر والرحيل بعيدا عن بيت أخيه.. فكيف سيتجرأ على  لقائه؟! وكيف سيسمع صوته عبر الهاتف؟! بل كيف أشرف على بناء منزله، وقد انتهك حرمة أخيه ليهدم عرضه، ويطعنه في ظهره؟!

إنه لعذاب أحر من الجمر، مرض مرضا شديدا.. هام على وجهه في الأرض، يهذي كالمجنون.. فكيف يخون أخاه مع زوجته، وهو الذي أحسن إليه، واستأمنه على عرضه وأبنائه وماله؟!

استطاع الأخ الأكبر أن يصل إلى أخيه ملهوفا معاتبا :

- لماذا رحلت…؟ سأمنحك طابقا في البيت، سأزوجك، سأقيم لك حفل زفاف لم تحلم به…؟!

انهار الأخ الأصغر باكيا مستحييا.. تمنى لو عرف أخوه السبب وانتقم منه شر انتقام.. تمنى أن يملك الشجاعة ليصارحه.. لكنه تذكر نصيحة العلماء!

فر بعيدا أمام ذهول أخيه الأكبر.. وهو يتمتم :

- أنا الموت.. أنا الحمو.. أنا الموت.. أنا الموت!

 ذة. نبيلة  عـزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>