آيبون… تائبون! 17- لوّامة… مطمئنة!!


((أنت أحمق،.. المصاريف كثيرة.. الغلاء كالنار في الهشيم.. طلبات أسرتك لا تنتهي… عليك أن تدلّل صغارك.. أن تتمتّع وتمتعهم… أنت حر، إن أردت أن تمارس الحرمان على نفسك، لكن لا يعقل أبداً أن تمارس الحرمان على صغارك، فما ذنبهم؟! وما ذنب زوجتك؟!  إن كنت فعلا تحبها، فلا تجعلها تشعر بالنقص في الملبس والمأكل ومتع الحياة…!)).

توسوس له نفسه أحيانا كثيرة.. ويوسوس له أكثر زملاؤه وشركاؤه في “الغنائم” أو الرشاوى بصريح العبارة، والتي تسمى جزافاً بالهدايا! قيل له :

- ما تلك سوى “هدايا”… أو لنسمها “قهوة”!

- إنها رشوة.. إذا  استقلت من عملي هذا، وجلست في بيتي، هل سأتلقى تلك الهدايا؟

- هذه عقد أصابتك… عليك بطبيب نفساني… تحرم نفسك من المال… فكم ستعيش؟!

ردد :

- كم سأعيش؟! لابد أن ألقى الله، سيسألني عن مالي، فبم سأجيب؟!

غرد وحيداً خارج السرب، فطاردته البنادق.. مورس عليه ضغط نفسي في عمله.. صار أضحوكة.. حِيكَتْ ضده قضايا… حُمِّل مالا طاقة له به.. فالزبانية كالطوفان… إما أن تكون معنا أو ضدنا…!

لكنه اعتصم بالله عز وجل، تسلح بالجلَد والدعاء… لم يضعف، ولم يكترث…

حِيكَتْ حوله قضية اختلاس، كادت تلقي به في السجن، لكن، سبحان الله، انقلب الكيد على الكائدين.. مكروا، ومكر الله، والله خير الماكرين…!

توصل القضاء بعد جولة كبيرة أثناء المحاكمة، أن ثمة تضارب بين الأدلة، وبَيْن شهود الزور… ليكتشف عدة قضايا اختلاس أبطالها أعداؤه الذين قدموه للعدالة..!

جمع أسرته الصغيرة عند بداية الامتحان، أخبرها بتوبته من الرشوة والمال الحرام… ذكّرها بوعيد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم… لم يكن سهلاً عليه ولا على الأسرة في البداية التأقلم مع الوضع الجديد… لكن الله عز وجل جعل له البركة في راتبه، وفي أبنائه أيضاً.. والأجمل من ذلك، أنه منحه الإحساس بالرضا والقناعة، والطمأنينة العميقة التي لا تنال ولو بكل أموال الدنيا!

 ذة. نبيلة عـزوزي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>