من الإعجاز العلمي للماء في السنة النبوية


الماء مركب كيميائي مكون من ذرتي الهيدروجين والأوكسيجين، ويسمى علميا بأكسيد الهيدروجين.

يتكون الماء من أجسام متناهية الصغر، تسمى “جزيئات”، وقطـرة الماء الواحدة تحتوي على الملايين من هـذه الجزيئات. وكل جُزيء من هذه الجزيئـات يتكون من أجسـام أصغر تسمـى “ذرات”

ويحتوي جزيء الماء الواحد على ثلاثة ذرات مرتبطة ببعضها، ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين. وقد توصل إلى هذا التركيب الكيميائي للماء عام (1860) العالم الإيطالي “ستنزالو كانزارو. (Cannizzarro Stanisalo)..

والماء النقي لا يحتوي على الأكسجين والهيدروجين فقط، بل يحتوي على مواد أخرى ذائبة، ولكن بنسب صغيرة جداً. لذا فإنه يمكن القول بأن الماء يحتوي على عديد من العناصر الذائبة إلاّ أن أغلب عنصرين فيه، هما الهيدروجين والأكسجين.

والماء في صورته النقية سائل عديم اللون والرائحة يستوي في ذلك الماء المالح والماء العذب إلاّ أن طعم الماء يختلف في الماء العذب عنه في الماء المالح. فبينما يكون الماء العذب عديم الطعم فإن الماء المالح يكتسب طعماً مالحاً نتيجة ذوبان عديد من الأملاح به.

ويحتوي الماء على خصائص عدة أعطته قيمته في الحياة نذكر منها :

- يمنح الجسم الرطوبة الكافية مما يكسب الجلد الليونة ويحفظ للعينين البريق.

- ينظم درجة حرارة الجسم.

- يعمل على ترطيب المفاصل وليونة حركتها ويحميها من الكدمات.

- ينشط وظائف الكلى.

- أن جزئياته تميل إلى التصرف كمجموعات مترابطة وليس كجزئيات منفصلة، ومجموعات جزئيات الماء تكون محتوية على فراغات.

- أن الماء سائل متعادل كيميائيا بحيث أن درجة الحموضة أو القاعدية فيه هي (7) وهذا يعني أنه لا يمكن اعتبار الماء مادة حمضية أو قاعدية لأنه مادة متعادلة كيميائيا.

ويغطي الماء أكبر مساحة على وجه الأرض بحيث يشكل 71 % من مساحة سطح الأرض، يقول الدكتور زغلول النجار : “ثبت لنا بعـد دراسات مستفيضة لتقدير كمية الماء على سطح الأرض أنها كمية هائلة إذ تقدر بحوالي 1360 مليون كيلو متر مكعب، أغلبها (79,20%) على هيئة ماء مالح  في الـبحار والمحيطات، بينما تـتجمع الكمية الباقيـة (2,80%)  على هيئـة الماء العذب بأشكاله الثلاثة (الصلبة، والسائلة، والغازية)، منها (2,15%) من مجموع ماء الأرض على هيئة تراكمات الجليد فوق المنطقتين القطبيتين من الأرض , وعلى قمم جبالها، والماء الباقي وتقدر كميته بحوالي (0,65%) من مجموع مياه الأرض يختزن أغلبه في الطبقات المسامية من صخور القشرة الأرضية على هيئة ماء تحت سطح الأرض، تليه في الكثرة النسبية مياه البحيرات العذبة، ثم الماء المختزن على هيئة رطوبة في تربة الأرض، ويليه بخار الماء في الغلاف الغازي للأرض (رطوبة الغلاف الغازي)  ثم المياه الجارية في الأنهار، وتفرعاتها. والماء يغطي حوالي (71%) من مساحة سطح الأرض المُقدَّرة بحوالي 510 مليون كيلو متراً مربعاً، أي : إن مساحة المسطحات المائية فوق الأرض تقدر بحوالي 361 مليون متراً مربعاً، بينما تقدر مساحة اليابسة بحوالي 149 مليون كيلو متراً مربعاً”(1).

وقد حظي الماء في شريعة الإسلام بمكانة قلما يحظى بها سائل آخر، فقد ذكر في القرآن الكريم بلفظ ( الماء) في سبعة عشر ( 17 ) آية، وبلفظ ( ماء) في أربع وثلاثين (34) آية.

وهو من أوائل المخلوقات التي خلقها الله في هذه الحياة، قال تعالى {وهو الذي خلق السموات والارض في ستة أيام وكان عرشه على الماء}(2). والمعنى كما قال ابن عاشور في تفسيره : (أن العرش كان مخلوقا قبل السماوات وكان محيطا بالماء أو حاويا للماء، وحمل العرش على أنه ذات مخلوقة فوق السموات هو ظاهر الآية، وذلك يقتضي أن العرش مخلوق قبل ذلك وأن الماء مخلوققبل السموات والأرض)(3).

والماء أصل الحياة ومنه كل شيء فيها يتسم بصفة الحياة {وجعلنا من الماء كل شيء حي}(4).

ويشكل الماء من جسم الإنسان حوالي (70%) وهي نسبة مهمة تؤثر في الإنسان حيث أنه لا يستطيع أن يستمر حيا أكثر من أربعة أيام دون ماء رغم ما يمتلكه من إمكانيات التأقلم مع الجفاف.

ويحتل الماء في شريعة الإسلام أهمية كبرى إذ غالبية أحكام العبادات متعلقة به تعلقا مباشرا فالصلاة مثلا لا تصح بكل أنواعها إلا بالوضوء الأكبر والأصغر وكلاهما لا يكون إلا بالماء، وفي ذلك يقول سبحانه {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا}(5). وقد بوب البخاري في صحيحه بابا تحت اسم “باب لا تقبل صلاة بغير طهور” وفيه عن همام بن مُنَبِّه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ))(6).

فللماء علاقة وطيدة مع الإسلام ومع رسول الإسلام، وتظهر علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالماء في أحاديث كثيرة نذكر منها :

- أن الماء كان آخر شيء حضورا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : ((لا إله إلا الله إن للموت سكرات)) ثم نصب يده فجعل يقول : ((في الرفيق الأعلى)) حتى قبض ومالت يده(7).

- أن الماء كان ينبع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم: فعن أنس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه، قال : فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضؤوا من عند آخرهم(8).

- أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه نفسه بالماء : فعن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به))(9).

- أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الماء محلول مؤثر : فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من أراد أهل هذه البلدة بسوء (يعني المدينة) أذابه الله كما يذوب الملح في الماء))(10). وعن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت إذا أتيت بالمرأة قد حُمّت تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها وقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نبردها بالماء (11). وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء)). وقد ثبت علميا أنه عند إصابة الإنسان بالحمى ترتفع درجة حرارته إلى درجة قد تؤدي إلى هياج شديد ثم هبوط في الضغط وغيبوبة قد تكون سببا في الوفاة، ولذا نصح الأطباء بضرورة تخفيض هذه الحرارة المشتعلة في الجسم حتى ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ، وليس لذلك وسيلة إلا بوضع رأس المريض في ماء أو صنع كمادات من الماء البارد والثلج حيث إنه إذا انخفضت شدة هذه الحرارة عاد الجسم إلى حالته الطبيعية، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حُمَّ دعا بقربة ماء فأفرغها على رأسه، وعن امرأة الزبير بن العوام قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا حُمّ الزبير أن نبرد الماء ونحدره عليه(12).

- أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الماء محلول يتأثر : فعن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة، فقال : ((لقد قلت كلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج))(13). أي لو سمع ماء البحر بهذه الكلمة لتغير، وهذه دلالة على أن الماء يتأثر بالكلام، وقد أكد العالم الياباني “إيموتو ماسارو” في كتابه “رسائل من الماء”

على أن الماء يمتاز بخصائص فريدة، منها أن البسملة في القرآن الكريم والتي يستخذمـها المسلمون في بداية أعمالهم وعند تناول الطعام  أو الخلود للنوم لها تأثير عجيب على بلورات الماء، وأوضح الدكتور الياباني في ندوة علمية ألقاها بكلية دار الحكمة للبنات في جدة بالمملكة العربية السعودية أن من أبرز تجـاربه إسماع الماء شريطا يتلى فيـه القرآن الكـريم  فتكونت بلورات من الماء لها تصميم رمزي غاية في الصفاء والنقاء، وأوضح كذلك أن الأشكال الهندسية المختلفة التي تتشكل بها بلورات الماء الذي  قرئ عليه القرآن أو الدعاء تكون اهتزازات ناتجة عن القراءة على هيئة صورة من صور  الطـاقة مشيرا إلى أن ذاكرة المـاء هي صورة من صور  الطاقة الكامنـة التي تمكنه من السمع والرؤية  والشعور والانفعال واختزان المعلومات ونقلها والتأثر بها إلى جانب تأثيرها في تقوية مناعـة الإنسان وربما علاجه أيضا من الأمراض  العضوية والنفسية، والمعروف عن العالم الياباني أنه قام بالتقاط تعبير الماء وطور تقنية لتصوير البلورات التي تشكله حديثا من عينات المياه المجمدة عن طريق مجهر قوي جدا في غرفة باردة. وأشار إلى أن ذرات الماء تتسم بالقدرة على التأثر بأفكار الإنسان وكلامه فالطاقة الاهتزازية للبشر والأفكار والنظرات والدعاء والعبادة تترك أثرا في البناء الذري للماء.

وقد قام العالم الياباني بتجميد قطرات الماء واختبارها تحت أجهزة عالية التقنية وقام باستخدام آلة تصوير فائقة السرعة ليصور اختلاف شكل بلورات الماء المجمدة عندما تتجاوب مع مشاعر الإنسان فإن قال الإنسان كلمة “حب” تهللت جزئيات الماء وفرحت، وإن قال كلمة “حرب” أو “كره” ضاقت واضطربت.

فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لقد قلت كلمة لو مزج بها ماء البحر لمزج)).

————

1- مقالة تحت عنوان ( ثبات المطر ) على موقع الدكتور زغلول النجار : www.elnaggarzr.com

2- سورة هود الآية : 07.

3-  التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور 7/12.

4- سورة الأنبياء الآية : 30.

5-  سورة المائدة الآية : 07.

6- أخرجه البخاري في صحيحه، حديث رقم ( 135 ).

وكذلك عند الإحرام بالحج لابد من الاغتسال وعند دخول الإسلام وغير ذلك كثير مما تتعلق به الأحكام التعبدية من طهارة وتطهر .

7- أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم ( 6510 ).

8- أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم ( 169 ).

9- أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم ( البخاري 79 ).

10-  أخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 1386 ).

11-  أخرجه البخاري في صحيحه حديث رقم ( 5724 ).

12-  أخرجه البخاري في كتاب العلل الكبير ( 317 ).

13-  أخرجه الترمذي في جامعه حديث رقم ( 2502 ).

ذ. امـحـمـد  رحـمـانـي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>