بِنَبْضِ القلب – الحرية قبل الخبز أحيانا


ليس بالخبز وحدة يحيى الإنسان… الذين يقولون إن تحرك الشعوب العربية سببه الأزمة الاقتصادية وانسداد الأفق المعيشي ليسوا على صواب… هناك شيء اسمه العيش بكرامة وحرية وراء كل هذه الأحداث التي بدأت تحرك هذا السديم الآسن الذي بنته الأنظمة العربية حول شعوبها… وإلا لماذا لم تتحرك الشعوب الغربية مطالبة برحيل الزعماء رغم الأزمة الاقتصادية المزمنة التي عصفت بأوربا وأمريكا؟! حتى وإن تحركت يكون حراكها مخالفا لما نشهده اليوم على الرقعة العربية، إن الإنسان الأوروبي يقتص من الحاكم الذي لم يحقق رغباته عبر القانون والعدالة وعبر صناديق الاقتراع، فهناك تعاقد بين الأنظمة وبين الشعوب، وإذا أخلت الأنظمة بهذا التعاقد فستُؤدي الحساب بعد أربع سنوات حينها يخرج الشعب في عرس للديمقراطية..! أما الحاكم العربي فلم يأت عبر صناديق الاقتراع وإنما على ظهر دبابة، فهو غير مدين بشيء لهذا الشعب، لذا فكل آماله أن يحقق رغبته الشخصية ورغبة من حملوه إلى سدة الحكم…. هنا يكمن السر في الحراك العربي في كل من تونس ومصر وغيرها من الأقطار العربية، إنها الرغبة في العيش بكرامة، والرغبة في تنسم هواء نقي مشبع بالحرية… فليس من العدل أن يعيش العالم من حولنا حرا طليقا، وأن يتغير كل شيء بينما يبقى الإنسان في كثير من بلداننا العربية والاسلامية والعالم الثالث يتحرك وسط سجن كبير… في زمن الآتين للحكم على ظهر دبابة… في زمن الكاتمين أنفاس الحرية والكرامة… ليس هناك من سبيل إلا الانتفاضة والصراخ بصوت عالٍ : لا للفساد لا للظلم نعم للحرية نعم للكرامة.

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>