بارقة – بادروا الانفـجـارات الاجتـمـاعية قـبل وقـوعـها


البلاد العربية غنية تزخر بموارد الثراء انطلاقا من أرضها وسمائها وبحارها ووديانها وبشرها ومستواها العقلي والعلمي العالي والمتنوع، ولكن تحتاج إلى قيادات تتولى إدارة هذه البلاد  الشاسعة بعلم وإخلاص وإسناد الأمور إلى أكفائها، وكي لا تضيع هذه البلاد فإنها تحتاج إلى تخطيط علمي وواقعي وتوجيه ناضج وإدارة علمية تناسب العصر والمصر.

ضيعت العقليات العسكرية كثيرا من فرص التقدم والازدهار على شعوبها، وقد عشنا في المشرق العربي وشاهدنا حياة الانقلابات العسكرية وما جرته على بلادها وعلى جيرانها وأشقائها من بلايا وويلات، وفضحت نفسها بهزيمة 1967، وكان للأحزاب الوطنية فضل كبير لإخراج الاستعمار من بلادنا، لكنها أخفقت في تربية شعوبها وتطهير النفوس والعقول من القابلية للاستعمار، وكان بعض القادة يردد القول المأثور: “عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر” ولكن الأمر كان ينبغي أن ينطلق من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ليظل إنساننا في حياة جهادية بناءة إلى أن يلقى الله وهو بين جهاديْن أكبر وأصغر، ولا يتولى التربية الجهادية  الكبرى والصغرى إلا قادة مؤهلون لذلك.

ولقد فضحت هذه الانفجارات الاجتماعية في بلادنا العربية الفراغ الروحي الذي نعانيه والذي لا تستطيع القيادات الصغرى والمشاريع الفجة أن تملأ هذا الفراغ.

وكان شيخنا أمير الجهاد الفقيه محمد بن عبد الكريم الخطابي يقول لنا -وكنا نخالفه- أنا معجب بمصطفى أتاتورك إذ حرر تركيا من الاستعمار، أما الإسلام فإن الشعب التركي قادر على أن يوجد قادة أخر تستطيع أن تعود بتركيا إلى دينها، وها نحن نشاهد تركيا تختصر المسافات لتخرج من دائرة “الرجل المريض” وقد تصل قريبا إلى العالم الأول.

وما هذه الانفجارات في بلاد العرب إلا لغياب القيادات التي تنطلق إلى الجهاد الأكبر لبناء مجتمعات قوية قادرة على أن تلد القيادات العظيمة التي تتحكم في توجيه شعوبها حتى لا تنفجر من حين لآخر…

أ.د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>