لم تدر أنها ستعشقه كل هذا العشق..!
كل ما كا نت تخطط له منذ صغرها، أن تكون نجمة في عالم الطرب والغناء..
كل من استمع إليها، أعجب بصوتها وشجّعها… ستخوض مسابقة غنائية في بلد عربي.. الجائزة مغرية… والشهرة مدوية!
نصحها أهل الاختصاص أن تصقل موهبتها بتعلم في المقامات… توجهت إلى دار للقرآن… حيث بدأت قصة عشقها!
عشقت القرآن الكريم منذ أول وهلة… ومع كل آية، وكل كلمة، وكل حرف يزداد عشقها توهجا… تطرب له روحها قبل أذنها، ينساب بداخلها عذبا طريا صافيا، كقطرات غيث من السماء…!
موعد المسابقة يقترب، لم تكفها تلك الدروس المكثفة، فمازال بداخلها ظمأ إليه.. صدم مقربوها من قرارها : لن أغني… سأنذر حياتي للقرآن الكريم…!
عارضوها : لكن الجائزة ضخمة.. وصوتك نادر.. مستقبلك في عالم الطرب!
لكنها لم تعرهم أي اهتمام… فجائزتها عند الله عز وجل… وعشقها أكبر من كل كنوز الدنيا… لم تطربها أي آلة موسيقية كما يطربها القرآن، فكل حرف يعزف على أوتار قلبها لحنا قدسيا.. ولم تتغن بأي قصيدة كما تتغنى بالقرآن… كان غناؤها لا يبرح حنجرتها، ولا يتعدى الآذان… لكن القلوب تتغنى بالقرآن، فينساب إلى سويداء القلوب… وتهطل شآبيب الرحمة، وتينع الروح طمأنينة وسعادة…!
أصبح شغلَها الشاغلَ، تتمتم به وهي في طريقها… وإن فتحت المصحف، تراءت لها حروفه نجوماً تضيء دربها.. وإن دخلت البيت، التفت الأسرة حول مائدة القرآن.. سحر الجيران بمزمار من مزامير داوود، فأقبلوا على بيتها.. وعاشوا معها ذلك العشق الكبير، فهرولوا نحو مجالس القرآن الكريم بالمسجد، ليعبوا من معينه العذب…!
ذة. نبيلة عـزوزي