تعرضت كنيسة بالإسكندرية إلى تخريب مع موت بعض المصلين بها، وقد سُئل الراهب الفلسطيني المحترم -أُنْسِيتُ اسمه- عن هذه الحادثة فأجاب إن أيادي إسرائيل غيرُ بعيدة من ذلك: شِنْشِنَةٌ أعرفها من أَخْزَمِ- ولكن رئيس فرنسا اليهودي الأصل علق على ذلك: بأن النصرانية محاصرة في البلاد العربية ناكرا أو جاهلا أن الإسلام حمى الأديان كلَّها، فقد عاشت في ظله حتى المجوسية، وقد كَاتَبَ حاكمٌ بالعراق عمر بن عبد العزيز في نازلة وهي أن مجوسيا تزوج ابنته فما العمل، فأجابه ما دام الأمر مباحا في دينهم فلا حق لنا في التدخل كما في عهدنا لهم، وقد حمى الإسلام النصرانية واليهودية في جميع العالم الإسلامي، في حين أن ديننا تعرض أصحابه للإبادة عندما ضعف المسلمون كما وقع في الأندلس (إسبانيا والبرتغال)، وبفضل الإسلام عاش النصارى واليهود في ظل حكم الإسلام في أمنوهناء واطمئنان، والوثائق الخاصة بمسؤولية المسلمين على الأقليات النصرانية واليهودية وغيرهما ما تزال باقية إلى الآن.
وعندما اضطُهِدَ اليهود بالأندلس لم يجدوا في غير بلاد المسلمين ملجأ ً، والأمر لا يحتاج إلى دليل، فهو مثبت في كتبهم معترف به في التاريخ الإسلامي، والوجود النصراني واليهودي في الشام- سوريا ولبنان وفلسطين- ومصر وغيرها معروف ومشهور.
إن الكنائس والبيّع في أمن وسلام في ظل حكم الإسلام إبّان قوة المسلمين، وقد احترم الإسلام هؤلاء واعتبرهم من أهل الكتاب رغم ما وقع فيها من تحريف، في حين وقع بين النصارى من الحروب والفتن ما يشيب له الولدان.
إن إنكار فضل الإسلام على اليهود والنصارى لا يمكن قَبُولُه عند المنصفين منهم، ولقد كان من الواجب على حكام العرب الرد على ذلك القول الناكر للحق غيرة عليه ودفاعا عنه.