حين يطرق التنصير أبواب المنازل


لعل الصورة واضحة تعبر عن العديد من الخبايا والخفايا التي تصاحب العديد من الأنشطة التي توصف عادة بأنها خَيْرية أو ثقافية أو اجتماعية أو تنموية أو غير ذلك. في الصورة دعوة من معهد “سرفاتيس” (للثقافة الإيمانية) إلى تعلم اللغة الدارجة المغربية أرسلت عبر البريد الإلكتروني إلى عدة عناوين، وفي الخلفية لهذه الدعوة، مقطع من الإنجيل، وهو كما يظهر كُتِب بخط عربي جميل، بل إن الناظر إليه من بعد يمكن أن يلتبس لديه بالرسم القرآني من عدة وجوه أبــرزها: 1-  شكل الخط العام وضبطه. 2- كتابة بعض الكلمات بالرسم القرآني ككلمة (الحيواة). 3- وضع علامات في نهاية الجمل شبيهة بعلامات رؤوس الآي في بعض المصاحف. وهذا كله إغواء للقارئ وتضليل له، ودعوة خفية لتنصيره، وتحد سافر لمعتقدات الشعب المغربي، وليس ببعيد أن تنشر هذه الدعوة في ملصقات مكتوبة تعلق على الجدران في المؤسسات العمومية والخصوصية على حد سواء. ولا يخفى ما تتضمنه خلفية المنشور من خلفية صهيونية تتجلى في النجمة السداسية التي تختم فقرات نص الإنجيل. قد يقال إن هذه الرسائل أرسلت لغير المغاربة الذين لا يعرفون الدارجة المغربية، ولكن هذا القول مردود على صاحبه، فالعناوين الإلكترونية التي يرسل عليها المعهد المذكور رسائله هي التي يرسل عليها دائما إعلاناته عن أنشطته المختلفة في تعليم الإسبانية وغير ذلك. ومن ناحية أخرى لو كان الحدث معزولا عن السياق العام الذي تم فيه ضبط عدد من  المنصرين في مناطق من المغرب، وخاصة في منطقة عين اللوح، ثم ما صاحب ذلك من أفعال تعتبر تحدياً سافراً لمشاعر الشعب المغربي المسلم، وأقصد هنا بالذات ما حدث في الأسبوع الثالث من شهر مارس الماضي، حيث إنه ذات صباح من هذا الأسبوع، كان سكان بعض الأحياء في فاس يتحدثون عن منشورات وزعت تحت أبواب المنازل، منشورات تدعو إلى التنصير بشكل صريح، حيث إن هذه المنشورات تضمنت نسخا من الإنجيل ومطبوعات تتحدث عن المسيح \ وفق عقيدة النصارى اليوم. وقد يقال أيضا إننا في عصر الحريات، بما في ذلك حرية المعتقد والقول والتعبير… وهذا صحيح، بل ومطلوب أن يكون فيه هذا، أو على الأقل شيء مما يوصف بأنه حرية التعبير، لكن هذه الحرية لا بد لها من شروط وحدود وإلا أصبحت فوضى واستغلال القوي للضعيف، وهذا ما يبدو واضحا في الحركات التنصيرية في العالم الإسلامي، بما في ذلك المغرب، حيث يستغل المنصرون هشاشة شرائح معينة وفقرهم المذقع فيزينون لهم تغيير معتقدهم، أو تربيتهم على النصرانية منذ نعومة أظفارهم كما حدث في عين اللوح. أما إن عاد الأمر إلى العقل والحجاج والاقتناع العقلي فإن الإسلام دين العقل والحجة والدليل بامتياز. هذا فضلا عن الجانب الديني الصرف من حيث تغيير المعتقد بالنسبة للدين الإسلامي. وبالنسبة للنصرانية أو غيرها من الملل.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>