الحلال والمعاملة المالية الاسلامية في انتشار بفرنسا


جاء في بعض جرائد المعتدين المغتصبين قتلة الأنبياء أنهم وراء محاربة حكومة ابنهم البار ساركوزي للحجاب والنقاب وبعض المظاهر الإسلامية بفرنسا ولأول مرة شاهدنا وزيراً فرنسيا يشارك في حوار مع مُفكر مسلم أ.د. طارق رمضان مهاجماً الإسلام بكل ما أوتي من قوة ولعلَّ من نتائج موقفه المعادي للإسلام وصولَه لرئاسة الدولة الفرنسية وفي عهد وزارته للداخلية كانت تلك الفوضى العارمة لشباب الأحياء المهمشين بباريس، ولا أبرئُ أيادي خبيثة كانت وراء ذلك لإظهار تخلف أبناء المسلمين الفرنسيين وهمجيتهم.. وقد شاهدنا عبر الشاشة الصغيرة كيف كان بعض المديرين  بالمدارس الفرنسية يرأسون عملية التفيتيش المهين للبنات المسلمات بسبب ستر رؤوسهن ويحاسبنَهُنّ على تجاوز الغطاء المساحةَ المسموحَ بها إلى حدود الآذان كما أن بعض البنات المسلمات آثرن الطرد من متابعة دراستهن في مدارس ساركوزي على هذه المهانة وفي مقدمتهن التلميذتان البطلتان ليلى ليفي وأختها أَلْـما ليفي ابنتيْ الزعيم الشيوعي اليهودي السيد ليفي كوهين الذي دافع عن قضية ابْنتيه دفاعاً مستميتاً وقد كان لطردهما وحرمانهما من متابعة دراستهن صدى قوي وواسع في العالم عموما وبفرنسا بخاصة ومن ذلك تصريحات وندوات وأحاديث ومقالات وتعليقات وحوارات ومن أهم ما أنتجته هذه القضية السركوزية كتاب : (“Des filles comme les autres Au-delà du foulard” مقابلة الأختين مع صحفييْن مشهوريْن : فيرونيك جيرو وايف سانتومير، ترجمة : ميشال كرم -دار الفارابي -بيروت لبنان- الأبيار -الجزائر -سنة  2004) وعنوان الكتاب بالعربية : (حجابي هويتي -فتاتان تدافعان عن حجابهما).

وأنصح كل فتاة وكل امرأة أن تقرأ هذا الكتاب و حبذا أن تقرأه بعضُ المتزعمات المتشبتاتبالماركسية اللينينية الرجعية المتخلفة والمتجنيات على الإسلام والمتهجمات على علماء أجلاء تستحيي منهم الملائكة لعلمهم ووقارهم وما يقومون به من أعمال جليلة في ميدان نشر العلم والأعمال الاجتماعية العظيمة.

وكانت لطرد المحجبات من مدارسهن نتائج عظيمة منها انكباب الأُختين ليلى وألما على دراسة العربية وحفظ القرآن ا لكريم وزواجهما بشابين فرنسيين ولادة وجنسية صالحين حافظين لمعظم كتاب الله عز وجل ومتخرجيْن من الجامعات الفرنسية ثم اعتناق سامي ليفي شقيق الأختين الملاكين للإسلام وقيامه إثر ذلك بأداء حجة وعمرة في هذه السنة وهو في ريعان شبابه فزواجه من شابة إفريقية مسلمة، من نتائج ذلك قيام بعض قادة المسلمين بفرنسا بتأسيس مدارس خاصة بالنبات المسلمات المحجبات وقد أعطت هذه المدارس نتائج عظيمة وفي مقدمتها : مدرسة لِيلْ التي أسسها الأخ الدكتور عمر الأصفر.

وفي هذا الشهر ربيع الثاني -أبريل نشرت الصحف الفرنسية أخباراً مثيرة لبروز سلع جديدة في ميدان الأكل والشراب بعناوين مُغرية مثل شراب حلال، كباب حلال، سوسيت حلال إلى غير ذلك من أحدث المأكولات والمشروبات بعروض تجارية مثيرة ومشوقة ومؤثرة مما جعل المعاملات المالية التي تُنفقُ فيها حوالي ثلاثة ملايير يورو و الأرقام في ازدياد لشدة الإقبال على هذا النوع من الحلال مما جعل شركات وأفراداً تتسارع للاستثمار في مجال المأكولات والمشروبات الحلال حبّا في الفوز بنصيب من تلك الأرقام الهائلة التي تروج في هذه التجارة.

وإذا أضفنا إلى ذلك إقدام بنوك فرنسية للتعامل بالحلال في ميدان التجارة والإقراض والمعاملات المالية الأخرى، فإن فرنسا في عهد ساركوزي الفرنسي جنسيةً أصبحت مضطرة للتعامل بالإسلام في جوانب متعددة كما رأيناه يزور بلدانا تطبق الإسلام رغبة في أموالها ذات النكهة الإسلامية.

ولو كان حكام العالم الإسلامي وشعوبه تطبق الإسلام في الحياة كلها معاملات وأخلاقا وتربية وسياسة وتعليماً وإعدادً واستعداداً وتعاوناً بين المسلمين وتضامنا وتناصراً وتواصلاً  وتجنبا للمشاكل مع جيرانهم المسلمين لأصبح المسلمون قُدوات صالحة للعالم كله ولدخل الناس إلى هذا الدين أفواجاً.. وصدق الله العظيم إذ يقول : {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>