بـين الرد السريع والرد المناسب


بعد أن أيد يوم الأربعاء الماضي 3 مارس 2010م مجلسُ وزراء الخارجية العرب قرار لجنة متابعة ما يسمّى بـ”مبادرة السلام العربية” بإعطاء الفرصة للمفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمدة أربعة أشهر، وبعد أن أعلن الكيان الصهيوني عن بناء مستوطنات جديدة في القدس كتب مراسل لإحدى الإذاعات المغربية في المنطقة ما مضمونه بأنه “في الوقت الذي يَمد فيه العرب أياديهم للإسرائليين طلبا للسلام، جاء الردّ السريع من اسرائيل، بالإعلان عن بِناء المآت من الوحدات الاستيطانية في شرق القدس والضفة الغربية..<.

وفي الواقع استوقفتني هذه المراسلة، إذ أنه إذا كان رد قوات الاحتلال الصهيوني بالإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة هو “رد سريع” على الإعلان عن المفاوضات غير المباشرة من الجانب العربي حيث إن هذا “الرد” بيّن بكل وضوح ولكل ذي عينين أن ما أُخذ بالقوة لا يمكن أن يسترجع بمفاوضات سلام، أو لنقل باستجداء السلام فمتى يأخذ العرب والمسلمون المبادرة برد مناسب وإن لم يكن سريعا على هذا الاستخفاف من قبل العدو.

في فترة أسبوع واحد، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيونية باحات المسجد الأقصى ومن جميع أبوابه، وأغلقتها على المصلين و المعتصمين هناك وحاصرتهم، مستخدمة كل وسائل البطش والترويع والتهديد، ولما لم يحرك العرب والمسلمون ساكنا احتجاجا على ما وقع، بل تنادوا إلى استئناف مفاوضات ووصفوها بأنها غير مباشرة، أعلن الإسرائيليون عن انفتاح شهيتهم التي لم تشبع  ولن تشبع على الإطلاق من ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى مادام العرب على هذه الحال، وأعلنوها بصوت مدوي؛ بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس و1300 وحدة أخرى في الضفة الغربية وقبل ذلك بقليل كانوا قد أعلنوا ضم عددٍ من المآثر الإسلامية إلى التراث اليهودي.. وهكذا مما يعني استهانة كبرى بمشاعر العرب والمسلمين واستخفافا بمواقف استجداء السلام العربية الرسمية والمزمنة.

لقد آن الأوان لكي يكون “الرد المناسب” من قبل الدول العربية والاسلامية تأييداً للمعتصمين في بيت المقدس الذين يدافعون عن حرمته ووجوده وتأييداً للمقدسيين الذين تهدم بيوتهم يوماً بعد يوم، ويرحلون ويُهَجّرُون، واستنكاراً لهدم المآثر الاسلامية وضمها وتهويدها، وفكّاً للحصار الظالم الذي يعيشه الفلسطينيون في  غزة، الذين يُرادُ لهم أن يعيشوا في عصر ما قبل التاريخ.

آن الأوان لكي يكون “الرد المناسب” رسميا وشعبيا حتى يستعيد العرب والمسلمون وحدتهم ومجدهم وتكون لهم “الكلمة المناسبة” لصد العدوان ودفعه حِماية للمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها ثالث الحرمين وأولى القبلتين، فمتى يكون ذلك؟!

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>