بارقة – من الـمهم أن يسلم السويسري أو غيره ولكن الأهم أن نكون نحن في مستوى إسلامنا..


الإسلام دين مخاطَبٌ به الجميع وقد بشرنا القرآن الكريم بأنه سيظهر على الدين كله كما بشرنا رسول الله  في أحاديث كثيرة أن العاقبة للإسلام وقد خاطب القرآن الكريم الإنس والجن فهو خاتم الأديان وسيدنا محمد  خاتم الرسل والأنبياء وقد انتشر هذا الدين في العالم المعروف آنذاك وأمامي خرائط تعكس باللون الأخضر هذا الانتشار المستمر إلى أن نصل إلى بداية الانحسار والانكسار فأصبحنا أخيرا في واقعنا الحالي، وقد تغيرت الألوان فانمحى اللون الأخضر من عدة أمم وشعوب فعادت إلى لونها غير الإسلامي مثل الأندلس كما صرنا أكثرية في بلدان وأقلية في أخرى ولو لوَّنا البلدان الإسلامية التي أصبحت مستعمرة باللون الأصفر لطغى على خريطة العالم الإسلامي وما لم يستعمر كان لونه أسود مع الأسف مثل اليمن الشمالية في عهد الإمامة لإغراقها في التخلف…

وقد شاء الله أن ينتشر اللون الأخضر في العالم كله بنسب متفاوتة بين أرض إسلامية خالصة وأرض نحن فيها أكثرية وأرض نحن هم الأقلية. وهذا الانتشار الجديد لم يكن في معظمه بجهود قام بها الدعاة وإنما بالهجرة إلى تلك البلدان للفرار من الظلم أو للعمل أو الدراسة أو للبقاء للتدريس أو العمل في المختبرات ومؤسسات الأبحاث والصناعات وغيرها.

وبذلك يتبين أن الانتشار الثاني للإسلام تم من عند الله وأقداره وبفضله وما تقوم به بعض الجمعيات والجماعات والأفراد لنشر هذا الدين في العالم الإسلامي نسبة ضئيلة جدا. وقد قرأنا لبعض الأعلام الذين أسلموا عن أسباب دخولهم للإسلام بأن ذلك وقع بفضل الله كقول أحد كبار المختصين في اللغة العربية” إن سبب إسلامه هو أنه فُطِر على التوحيد وأنه وجد اللغة العربية لغة معجزة فأقبل على القرآن الكريم وأسلم” . ومثل البروفيسور القسيس دافيد بنجامين كلداني الذي يقول:”… إن اهتدائي للإسلام لا يمكن أن يُعزى لأي سبب سوى عناية الله عز وجل وبدون هداية الله فإن كل القراءات والأبحاث ومختلف الجهود التي تُبذل للوصول إلى الحقيقة لن تكون مُجدية “(محمد في الكتاب المقدس ص 2).

وأعرف بعض أعلام سويسرا الذين أسلموا منذ أكثر من نصف قرن وهناك من هو أدرى مني بالإسلام في سويسرا فلو اطلعت على بعض ذلك لانتشَيْت كثيرا وازددت فرحا وسرورا، وآخر ذلك إسلام السياسي السويسري الشهير دانييل سْتِرِيتْش من الذين قادوا حملة لمنع بناء المآذن في سويسرا (جريدة المساء: 06 / 02 / 2010 )، وهذا أمر مهم ولكن الأهم منه أن نُصبح نحْن جديرين بأن نكون في مستوى خيرِ أمةٍ أُخْرِجَتْ للناس وذلك يتحقق بأن يقوم كلٌّ منا بالمطلوب منه حسب قدرته وإمكاناته وعلمه وصلاحيته لا حسب شهوته وحساباته غير المضبوطة ورحم الله ابن عطاء الله الذي يقول: “اجتهادُك فيما ضُمِنَ لَك وتقصيرُك فيما طُلبَ منك دليلٌ على انطماسِ البصيرة منك “.

فالمجتمعات الإسلامية في أشد الحاجة لمن يأخذ بيدها في جميع المجالات والعنصرُ المسلم المؤهلُ لخدمة مجتمعه كثيرٌ ولكن هذا الكثير معظمُه في غفلة عن واجباته المطلوبة منهم شرعا إزاء أمته ومجتمعه بل إن بعض هؤلاء غافل حتى عن أقرب الناس إليه إلا فيما يتصل بمعيشته ودراسته وحياته المادية فَهُوَ لا يُعنَى به في تربيته الدينية لإعداده كي يكون عضوا عاملا نافعا في مجتمعه الإسلامي مثل ما يبذله معه في حياته البدنية والدراسية والمهنية… إن طاقات عظيمة ومتنوعة خاملة في المجتمعات الإسلامية لا تقدم لأمتها واجبها من النصح فهي كما يقول لسان حال بعضهم كالمتقاعدين وأمثالهم: “نأكل القوت وننتظر الموت”.

إن النصح لله وللرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم هو من تعريفات هذا الدين وما أعظم النصح إذا كان منتظما في جماعة أو جماعات كما يقول تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يَدْعُون ربَّهم بالغداة والعشي يريدون وجهَه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتَّبَعَ هَواه وكان أمرُه فُرُطا}(الكهف 28).

فالعملُ ضمن جماعة منظمة ذات أهداف سامية لخدمة المجتمع يَعكس وجهاً حضاريا إسلاميا يبشر بكل خير، ولقد أعطت لجنة مسلمي إفريقيا مثلا رائدا في هذا المجال بقيادة الدكتور عبد الرحمان السميط، وكم كنا نود أن تسارع دول المغرب العربي لخدمة مجتمعاتها والمجتمعات الإفريقية على غرار هذه اللجنة التي ينتشر عملُها إلى جيران هذه الدول وعندئذٍ سنكون أكثر فرحا من إسلام بعض الغربيين !

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>