الأقصـى ينـاديكـم


خديجة وسعدان

إن ما يعيشه الشعب الفلسطيني من قمع وتعذيب وتشريد ملايين الأطفال، وتدمير منازلهم ومؤسساتهم الاجتماعية، وترميل نسائهم واستئصال الحياء والمروءة ومن ثم استئصال الحياة فهذا ما يسعى إليه الكيان الصهيوني بقيادة أمريكا وزعماء اليهود، وما يتصل في قطاع غزة من مجازر ومذابح خير شاهد على ذلك، فأين من يدعي الحرية وحقوق الإنسان ومئات النساء ترملن وتنتهك حقوقهن بل وتحرم من أبسطها وفلذات الأكباد يقتلون بالمئات بدون شفقة ولا رحمة والعالم كله ينظر فأين حقوق هؤلاء؟ أوليس لهم حقوق، ومئات بل آلاف الشباب في عمر الزهور يعذبون في السجون الإسرائيلية أشد وأشنع أنواع العذاب ووسائل الإعلام خير شاهد على ذلك ولا من يتكلم، أو يدافع عن حقوقهم وكرامتهم، فأين الضمير الإنساني بل أقول العربي لأن هناك أناساً لا ضمير لهم أصلا، ونحن كذلك وأقولها بكل أسف وحسرة نامت ضمائرنا وغفلت قلوبنا فضعنا وضيعنا حقوق إخواننا فحان الوقت يا أمة الإيمان والقرآن لنستفيق من سباتنا العميق، وأن نعوذ للحياة والمجد وزمان العزة لنتحد كعرب ومسلمين لنعمل ونجتهد ونقول بصوت واحد، لا وألف لا للاحتلال الصهيوني والظلم والتعذيب ولا وألف لا لانتهاك حقوقهم وقتل أحلامهم، فهم مسلمون ونحن كذلك فلماذا نصمت على هذا الظلم ونبتسم للصهاينة، لماذا لا نقف وقفة رجل واحد محققين بذلك قوله  : >مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..< فهذا ما ينبغي أن نسعى إليه لنرفع الظلم والقهر عن إخواننا و من تم نحرر المسجد الأقصى فالقضية قضيتنا جميعا ولن يرفع الحصار ويستعيد الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله إلا إذا تعاونا وكثفنا الجهود لتصبح أمتنا واحدة وكلمتنا واحدة، استجابة لنداء رب الأرض والسموات الذي قال في محكم كتابه : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}(المائدة : 2) وقال : {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}(الصف : 4) وقال سبحانه : {والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر}(التوبة : 71)وقال عز وجل : {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}(آل عمران : 18). وانطلاقا من هذا الأمر الرباني أوجه نداء إلى كل مسلم ومسلمة إليك أنت أخي الفاضل وإليك أنتي أختي الفاضلة إلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إلى كل إنسان يحترق قلبه ألما وحزنا لما يحصل لإخواننا في فلسطين وغيرها إلى كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أقول :

الأقصى تناديكم       فبالله عليكم

وافدوها بدمائكم

فالأقصى بالله وبكم لا بسواكم

فإلى متى يا أمة الإيمان والإحسان سنبقى متفرجين وننتظر النصر من الخارج وننظر لإخواننا يقتلون، ولأبنائنا يذبحون فلماذا لا نمد يد العون لهم ونفديهم بأفنسنا فمن لم يجد ذلك فبماله ولو بجزء يسير فمن لم يستطع ذلك فبيده ومن لم يستطع ذلك فبقلبه والدعاء لهم فهذا يعد ذاته قمة النصر لله ولرسول الله وللشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء لنرفع شعار الانتصارات تلو الأخرى، ونستعيد الإزدهار والقوة ومن تم المسجد الأقصى لنسد رحالنا إليه فنصلي جماعة في ذلك المكان الطاهر المبارك تلبية لندائه  فنجسد بذلك و حدة الأمة الإسلامية وقوتها قال النبي  : >لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد : المسجد الحرام ومسجد رسول الله  والمسجد الأقصى<(متفق عليه) وقال جل شأنه : {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من  آياتنا إنه هو السميع البصير}(الإسراء : 1) فهو مبارك من عند الله عز وجل ألا فلبوا نداء إخوانكم فالأقصى يناديكم.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>