عزة أهل غزة


… كما كان متوقعا سارع الجميع تقريبا إلى إدانة عملية القدس الأخيرة بأشد وأقوى أساليب الإدانة مع ألا أحداً من هؤلاء نبث ببنت شفة ولا أدان أو حتى أشار إلى “المحرقة” التي أقامها الصهاينة منذ أيام فقط ضد شعب غزة الأعزل والجائع… وقد أريد له أن يجوع ويعرى ويجف عوده وتلين شكيمته وتضمر بطنه من خلال شهور من الحصار الجائر بتواطئ دولي وعربي أحيانا وصمت مريب كصمت أهل القبور اعداداً لهذا الشعب للمحرقة المبيتة سلفا تماما كما يُعدّ صاحب الفرن الأعواد الياسبة والجافة لتسخين فرنه..

لكن أوّار هذه “المحرقة” سرعان ما انطفأت وارتدت لهيبا حارقا على وجوه من أشعلوها فارتدّوا خاسئين مذعورين كالجردان المرعوبة دون سابق إنذار مع أن وزيرهم في الدفاع كان يتوعد سكان غزة بالويل والثبور وعواقب الأمور قبل ذلك بيوم واحد بل هدد باستحالة وقف الهجوم والقصف على غزة حتى يقضي على جيوب “الارهاب” على حد تعبيره..

فماذا حدث؟ لا أحد سأل هذا السؤال؟

مباشرة بعد ذلك وقعت عملية القدس لتحدث مزيداً من الإرباك والتخبط في صفوف الصهاينة حتى أن العديد من المسؤولين عندهم عبروا عن مدى الارتباك لوسائل الإعلام عندهم، يقول مسؤول أمني اسرائيلي رفيع المستوى أن (الاستخبارات ترسم صورة قاتمة للتهديدات الاستراتيجية المحيطة باسرائيل).

وأضاف بأن (الجبهة الأكثر نشاطا حاليا هي جبهة غزة مع اطلاق الصواريخ وارهاب حماس).

وأضاف مسؤول آخر رفض الكشف عن هويته لاحدى الجرائد الاسرائيلية بأن (حماس لا تزال قوية جداً في الضفة الغربية، وهناك خطر حقيقي بأن تسيطر عليها).

كما عبر عن مخاوفه الشديدة من فتح جبهة أخرى : (نسمع أيضا عن عودة تسلح حزب الله والتهديد الذي يمثله على الحدود الاسرائيلية الشمالية).

هذا غيض من فيض التخبط والذعر الذي تعاني منه اسرائيل هذه الأيام حكومة وشعبا والذي يعبر عنه العديد من المسؤولين الاسرائيليين أنفسهم بدأً من تقرير (فينوكراد) الأخير وما خفي أعظم.

كل هذا يشير إلى بدء العد العكسي لدولة اسرائيل كما يقول العديد من الخبراء والاستراتيجيين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>