الرؤيا والبشرى


أخي المسلم هل تعلم أن العبد الموصول بالله، إذا أشكل عليه أمر من أمور الغيب، دعا سيده ومولاه أن يريه فيه رؤيا صادقة، تأتي بالبشارة أو النذارة فيما أشكل عليه من غيوب الأمور، فكان ذلك في حق المؤمن جزءا من أجزاء النبوة، قال  :>لم يبق من النبوة إلا المبشرات ” قالوا : وما المبشرات ؟ قال : >الرؤيا الصالحة<(رواه البخاري) وفي رواية ” إذا اقترب الزمان لم يبق تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ” متفق عليه، وفي رواية : >أصدقكم رؤيا: أصدقكم حديثا<(متفق عليه).

وإن من أعظم الكذب أن يكذب الرجل في منامه أو يري عينه ما لم تر، ومن كان هذا شأنه مستحيل أن يرزق الرؤيا الصالحة الصادقة التي يطلعه الله فيها على ما أشكل عليه من الأمور، قال  : >إن من أعظم الفرى أن يُدْعَى الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول اللهما لم يقل<(رواه البخاري).

فالرؤيا الصالحة التي يطلعك الله فيها على ما غاب عنك، تعتبر آية عظيمة من آيات الله، قال تعالى: {ومن آياته منامكم بالليل و النهار}(الروم:23). والمنامة الصالحة الحسنة من رحمة الله، قال  : >الرؤيا الصالحة من الله، و الحلم من الشيطان، فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا، وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره<(متفق عليه).

فهل أدركت يا أخي هذا المعنى اللطيف في موضوع الرؤيا وأنها سلم رباني تعرج فيه للإطلاع على ما أهمك، وشغل بالك من غوامض الأمور، أليس هذا من رحمة الله بك ولطفه بأصفيائه؟! فحدث بنعمة الله عليك يا مسلم يا عبد الله، قال  : >إذا رأى أحدكم رؤيا  يحبها فإنما هي من الله تعالى فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره<(متفق عليه).

ذ.عبد الحميد صدوق

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>