المغرب و أخواته مهيأ للنهضة ولكن!!


المغرب و أخواته الدول العربية و الإسلامية مهيأ لإقلاع حضاري عظيم لما حباهم الله من ثروة بشرية عظيمة وقيم أخلاقية كريمة وثقافة سامية نادرة وشاملة وعقيدة موحدة فعالة وسليمة وثروات طبيعية متنوعة كثيرة وأدمغة علمية وصناعية وثقافية متحمسة، لكنهم يحتاجون إلى تصور سليم وتخطيط علمي سديد وعزم شديد وتوكل على الله أكيد وقيادات رشيدة من نوع جديد، ولنستمع إلى الكاتب المكسيكي كارلوس فوينتيس الذي يتحدث فيه عن بلده وأخواتها (أمريكا اللاتينية) التي يرزح نصف ساكنتها في البؤس وما عادت لها ثقة في الحكومات المنتخبة… (أتمنى  لهذا البلد العزيز علي حيث ترعرعت الأرجنتين أن يسفر فيه الرأسمال البشري الخالق عن إنجاب ديمقراطية تعكس وتجسد وتتغذى على القيم الراسخة لهذا البلد الشديد الثراء الذي يسوسه أناس سياسيون شديدو الفقر ( المعنوي)، إن ما ينقص الأرجنتين ليس الثروة إنما ينقصها تدبير فعال لهذه الثروة وتجديد كلي للطبقة السياسية التي باتت اليوم أكثر اهتماما بمصالحها الذاتية ومصالح أنصارها أكثر مما تحرص على صالح الأمة فالجميع ضدا على الجميع أقزام يحاربون أقزاما والبلاد نهب للخراب.

وينصح الأرجنتين الإفادة من مواردها البشرية وان تنجح العملية اللازمة للإصلاحات الوطنية وتسريع الوصول إلى الاقتصاد التكنولوجي والصناعي، فلا يكفيك ما يقول الثرثارون.

كما يوصي هذه البلاد وفي مقدمتها المكسيك بإرساء المؤسسة الديموقراطية: (فقد انتقلنا من سلطة تحتكرها السلطة التنفيذية إلى تقسيم حقيقي للسلطة)، ويوصي بإيجاد سلطة تشريعية قوية تتفاوض معها السلطة التنفيذية، ويقول:(لكن الأهم من كل شيء أنه ينبغي تقوية السلطة القضائية بما يجعلها قادرة باعتبارها آخر ملاذ للعدل على مكافحة وباء انعدام الأمن في المكسيك الذي يجتمع فيه الاعتداء في الشوارع والمتاجرة في المخدرات) الصحراء المغربية 20 رمضان 1426ه عدد 6122 .

إن الكاتب فوينتيس إذ يتحدث عن بلده أمريكا اللاتينية التي تعاني أمراضاً داخلية وتدخلات أمريكية شمالية سافرة كأنه يتحدث عن( إن و أخواتها) أي عن بلادنا وبلاد العرب والعالم الإسلامي( ما عدا ماليزيا التي قفزت من خط طنجة – جاكارتا إلى خط واشنطن – بيكين) فبلاد الأعراب مشغولة عن التقدم والتنمية الحقيقية بالسراب: أقزام يحاربون أقزاما، رعاية للمصالح الخاصة ومصالح الأنصار، طغيان السلطة التنفيذية ، ضعف شديد للسلطة القضائية، وكذلك السلطة التشريعية  الهزيلة، انتشار الفوضى، ارتفاع معدل الجريمة، تغوُّل القطط السمان ، والذئاب السمينة، استنزاف الثروات الطبيعية، إهدار الثروة البشرية الكبيرة، إهمال الأدمغة وتجميد نشاطها، وجعلها تعيش على الهامش، اضطرار الكثير منها إلى الهجرة، التدهور العلمي وتجمد النبوغ بسببعدم استخدامهما بالجامعات والمعاهد العليا، ازدهار الرذيلة، انكماش الفضيلة.

فكيف لهذه البلاد أن تتقدم وتتحر؟؟

ذ.عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>