مبشرات حداثية جدا!!


…جميل جدا أن نشيع ثقافة وروح الأمل بين الناس خاصة في زمن عز فيه الأمل وطغت ثقافة الإحباط والهزيمة والعبث. والأجمل من هذا أن يؤسس هذا الأمل على قواعد متينة ومعطيات سليمة، تقنع الناس وتحترم عقولهم في الحد الأدنى.

إحدى المجلات المحترمة جدا والحداثية (من الحدث) جدا جدا لم تحترم عقول الناس ولم تعمل على تحديث وتنوير أفكارهم وهي تقترح عليهم إحدى أسطواناتها المشروحة والمؤلفة من مائة سبب ومُبشر لبعث التفاؤل والطمأنينة لدى المغاربة : وهاته المبشرات المئة أنزلها أصحابها هذه المرة مجتمعة ومرتبة بعدما أنزلوها منجمة على امتداد سنوات تواجدهم على الساحة الإعلامية.

هذه المبشرات اختلط فيها الحق الذي يراد به الباطل والباطل الذي يراد به الباطل والضحك على الذقون والاستخفاف بعقول الناس. وقد تنوعت وتوزعت من “حزام السلامة” الذي فرض على سائقي السيارات إلى “مدونة الأسرة” في حلتها الجديدة : طبعا لا يمكن للمرء أن يقف على كل واحد من هذه المبشرات، لذلك سأقتصر على ثلاثة منها فقط ليس لأهميتها وإنما لسطحيتها وتفاهتها

1-  المبشر الأول هو أن المثقفين في المغرب بدؤوا يطرحون قضية إعادة النظر في الدين الإسلامي ويدعون لقراءة نصوصه قراءة جديدة و “حداثية” تتلاءم ومتطلبات العصر والعولمة؟؟ هذا الكلام يوحي بأن مصائب هذا البلد وما هو فيه من تخلف وبطالة وفقر إنما مرده إلى الإسلام، ولذلك ينبغي إعادة قراءة الإسلام قراءة “حداثية” وعلمية من شأنها أن تساهم في تقدمنا ورقينا وقد نصبح بعد ذلك في مصاف الدول الراقية والمتقدمة فلا فقر ولا أمية ولا هم يحزنون..بمعنى أن كل هذه الخزائن التي نهبت والثروات الهائلة التي سرقت وهذه الآلاف من الشباب العاطل أو أولئك الذين يركبون البحر على متن قوارب مهترئة لتلقي بهم الأمواج جثثا هامدة في اليوم الموالي هربامن البطالة والفقر…كل ذلك سببه تشبث هذه الأمة بالدين الإسلامي..!!

2-  المبشر الثاني -وله علاقة بالأول- مفاده أن بعض مفتشي التعليم بدأوا ينتقدون مقررات مادة التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وهنا أيضا تريد صاحبة المبشرات أن توحي بأن فشل السياسة التعليمية في البلاد مردها إلى مادة التربية الإسلامية التي ما أعطيت لها الاهتمام ولا العناية الضرورية بها من البدايات الأولى:

- يخصص لها الساعات الأخيرة من اليوم (5-6)

- وغالبا تسند لأشخاص لا علاقة لهم بالمادة اللهم إلا من باب القربى أو الشهادات التي يحملونها ولذلك يدرس المادة وهو في حالة سكر ووجد من يدرس وهو من أعلام الاستئصال والعبث وهكذا… فأين دور التربية الإسلامية في تخلف المنظومة التربوية وما تعانيه من مشاكل وعاهات بنيوية عميقة،

إن العيب كل العيب ليس في الدين وإنما في قلة الدين لدى العديد من مسؤولينا التربويين ومثقفينا وصحفنا ومجلاتنا وبرامجنا الإعلامية والترفيهية “فالديفو إذن “في قلالين الدين ماشي في الدين” كما تحاول صاحبة المبشرات أن توهمنا؟؟

3- أما ثالث هذه المبشرات وثالثة الأثافي أن الشواذ الجنسيين في المغرب أصبحوا أخيرا يتمتعون بحرية أكثر ويعبرون عن شذوذهم بتلقائية أكثر..

“تفو” “الله ينعل لي ما يحشم” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ذ.عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>