لقد بات من المقطوع به لدى جميع الأمم والشعوب أن التعليم يعتبر من بين أهم الركائز الأساسية التي يعتمد عليها في تكوين الفرد وبناء المجتمع وتشييد الحضارات…
لكن الحديث عن التعليم بدون استحضار المقاصد والأهداف التربوية يصبح غير ذي جدوى ولا معنى له.. إذ يصبح عملية آلية جافة لحشو المعلومات، وآنذاك تضيع الوظيفة التربوية والفكرية والمعرفية للتعليم.
إن التعليم في عصرنا الحالي لم يعد حشو الأدمغة بالمعارف والمعلومات وخزنها، ولم يعد المثقف هو ذلك الإنسان الذي يحفظ القواعد ويستظهر النصوص عن ظهر قلب، بل أصبح التعلم قدرة ذاتية مُسَاهِمَة في بسط الأفكار وإيصالها واضحة إلى الغير…
ومن هنا يمكن القول إن التعلم الذاتي المبني أساسا على نشاط الفرد وإيجابيته في البحث عن المعلومات والربط بينها يعمل على تنمية التفكير النقدي ويساعد الفرد على اكتشاف الحقائق والمفاهيم التي تربط المعلومات بعضها ببعض، كما يجعله قادرا على التطور والاستمرار في التعلم طيلة حياته بتلاؤم تام مع محيطه المحلي والوطني والعالمي.
ولتطويرالإنتاجية في ميدان التعليم، وتطوير الرأسمال البشري الذي يعتبر محور كل تنمية وإقلاع حضاري، نرى أن تنكب المجهودات على تحقيق الأهداف التالية :
- تعميم التمدرس والقضاء على الأمية والمساهمة في إعادة تأهيل الشغيلة من مختلف القطاعات
- ربط التعليم بالتنمية، تنمية وإحياء للقيم الوطنية والدينية والحضارية للأمة التي تدعو إلى الجماعية وخدمة الغير والتفاني في ذلك بكل صدق.
- إعداد المدرس الرسالي القدوة إعدادا يراعى فيه منطق التكوين والبحث، وتزويده بأحدث النظريات التربوية والأساليب البيداغوجية… فالمدرس باعتباره فاعلا اجتماعيا المطلوب منه أن يساهم فيالحفاظ على قيم المجتمع، ولن يتأتى هذا إلا بتجديد الفكر التربوي والتعليمي عن طريق إعادة النظر في أهدافنا التربوية ومحتويات برامجنا التربوية والتعليمية والأساليب المتبعة لتحقيق الأهداف فنصوغها من جديد وفق حاجاتنا الراهنة وتطلعاتنا المستقبلية
- إعطاء الأهمية القصوى للجامعات باعتبارها في المدى البعيد تضمن إثراء الفكر وفتح آفاق المعرفة ومجال الخلق والإبداع، ويجب أن يكون الانطلاق أساسا في التعليم العالي من الجامعة بحيث تكون هي المهيمنة على مراكز التكوين السريع والمتوسط والعالي، ومراكز البحث العلمي.
- إحداث دور الحضانة ورياض الأطفال وإدماجها في المناهج واعتبارها جزءا من النظام التعليمي باعتبار أن هذه المرحلة من نمو الطفل لها انعكاسات مهمة على مساره التربوي في مختلف مستوياته.
- الاستقلالية التامة عن أي إكراهات خارجية في إصلاح المنظومة التربوية.
- تقوية القطاع الإنتاجي سواء في صورته الخصوصية أو العمومية ليكون قادرا بالفعل على استيعاب المتخرجين الذين -ولا شك- يساهمون في الرفع من شأن المستويات الثقافية والحضارية لهذه الأمة، أمة الشهود الحضاري التي قال عنها الحق سبحانه وتعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله}(آل عمران : 110).
عبد المجيد طاهري
hammoud@yahoo.fr