طاحت ” السُّمْعَة” ، عفوا الصمعة عَلْقُوا نساء أكادير بل علْقُو الطليعة الغائبة


 

وأذان المغرب يتعالى  مساء السبت بالتكبير والتوحيد لله سبحانه والإيمان برسوله المجتبى عليه أزكى الصلاة والسلام، والدعوة إلى إقامة الصلاة، عنوان الفلاح، كانوا هناك بأحد أحياء الدار البيضاء يصطفون طوابير طوابير. لأداء الصلاة؟؟ بالطبع لا، بل كانوا يصطفون وراء الباب الخلفي لمتجر ” أسيـما “ذكورا من أعمار متباينة، وشابة في جلها، وباصطبار عجيب في انتظار دورهم لشراء قنينات الخمر وبأبخس الأسعار ” ولا غلا علا مسكين “، وآلمني وأنا أمر من هناك كل ذلك التطبيع مع محرم قطعي يتهافت لاقتنائه شبابنا، آباء مستقبلنا، والعابرون المحايدون من المسلمين  يتدافعون لداخل المتجر للتبضع غير مكترثين بهذا الإستعلان بالفاحشة  وكأن الأمر يتعلق بشراء قناني الحليب أو حزمات النعناع!! في حين كان هؤلاء الشباب يضحكون ويدردشون في دعة وبرود مدهش، سينقلب بعد اشتعال الرأس بالخمرة إلى الهياج والعربدة العلنية والاعتداء والعنف في البيت ضد الأطفال والزوجة والأم والأخت وفي الشارع ضد المارة ضربا واغتصابا وحتى قتلا!.. وذكرت قول الله سبحانه : {لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.

وحقا أليست لهم آذان يسمعون بها أذان المغرب للصلاة، أو ليست لهم أبصار يرفعونها ليروا فوقهم سماء تشهد بالواضح على أرجلهم التي تتدافع لاقتناء الحرام، وأياديهم التي تحمله نهارا جهارا،  وأثناء كل ذلك،  تقـل أجسامهم التي تخف إلى المعاصي، أرض ذلول ستحدث أخبارها يوم تزلزل زلزالها بعبورهم على أديمها نحو المخادع والعتمات مثقلين بأوزارهم، ليس يخطر ببالهم قوله سبحانه : {أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور}.

ماتقيسش نساء بلادي

لعنت حمى “سامدي سوار” ( السبت مساءا)، وضريبة  “الفيجتة ” والاحتفالية الآثمة، وجلست إلى جرائدي الأسبوعية أتصفحها وتوقفت مرة أخرى ذاهلة وهذه المرة في أكادير، أمام صور طوابير الجنس اللطيف يا حسرة من فتياتنا، وهن ينجزن مهمات جنسية صرفة من الطراز التايلاندي الاحترافي، وتذكرت بأسى المثل المغربي : (ما حدها كاتقاقي وهي كاتزيد فالبيض بل في البزاقـي) فهاهي عورات بناتنا منشورة على سطوح مواقع الانترنيت وبكل الأوضاع الهمجية الحاطة من كرامة المرأة، فأينهن محاميات حقوق المرأة المغربية لا في المغرب فحسب بل وإلى داخل أروقة الكونغرس ومقاعد المؤتمرات الدولية بنيويورك؟!! كيف لا يرفعن الآن شعار (ماتقيسش نساء بلادي)، ضد هؤلاء الأجانب “الطيبين ” الذين نريد استقطاب 10000 سائح منهم، وهم  يتخذون من بناتنا مراحيض عمومية يفرغون فيها كل انحطاطهم الحضاري ثم يسلمونهن أوراقا نقدية لن تكفيحتى في القضاء على الأمراض الجنسية التي يودعونها فيهن ويرحلون إلى ديارهم سالمين غانـمين!..

ومع ذلك هل نفعل في أولادنا المرابطين أمام أخطبوط محلات الخمور (وعلا عينيك أبن عدي)، وبناتنا المتهالكات كالفراش الـنـزق، على مخادع ( الكور) من أجل الدولار، كما فعل ذلك الرجل الذي رفضت زوجته أن تصلي الفجر وترتدي الحجاب فذبحـها باسم الدين ولعله ذبحها باسم التقاليد أو باسم الغيرة؟؟؟!

(وماكنامعذبين حتى نبعث رسولا )

قال سبحانه الذي شرط العقاب والتعذيب بسريان الدعوة وأداء الأمانة : {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} فهل لـقـن  المؤتمنون على الرسالة وكما رسولنا الأمين،  روائع ديننا لشبابنا  حتى ينطلق بدواخلهم  الرساليون الراشدون المنشغلون بهموم التنمية والإقلاع الحضاري؟  أليس بالإمكان إنتاج سوبر ستارات من صنف جيل الصحابة كما نبرع في اكتشاف نجوم هز الوسط والقدم؟!..

وبلغة حداثية أقل عسرا بالنسبة لأصحاب الحساسيات المصطلحية، هل أنجز المؤطرون بكل أطيافهم داخل المجتمع المدني مهمة تأطير موارد بشرية مغربية، هائلة القدرات ودليل عبقريتها الاختراعات المسجلة دوليا باسم عشرات المغاربة؟؟..

وبلغة المكاشفة دعونا نقول بأننا صراحة إزاء عينات من المدبرين في بلادنا والعاملين في ورش الإصلاح من الذين يصدق في البعض منهم المثل المغربي : (كون الخوخ يداوي كون داوا راسو) فبين علمانيينا وحداثيينا الذين يفهمون الإصلاح في استنساخ وصفات الغرب الرديئة، واتخاذ هذا الدين مهجورا بحجة قداسته التي تتنافى وعفن الواقع، ومرورا بإقصائيينا  من التكفيريين باسم الدين من الذين يفهمون الإصلاح والتربية خاصة في مجال المرأة، على أنهما ليسا إلا ترجمة أمينة للمثل المغربي: (قطع هبرا تبرا  واربط تصيب ماتقبط) بعيدا عن كل معروف، و كأن الأمر يتعلق ببهائم لا بآدميين مكرمين، وانتقالا إلى مدبري الحركة الإسلامية من المدمجين في الشأن العام  وهؤلاء يظل تدبير جزء منهم نسبيا وشبيها بمفعول المحرضات التي قد تزيل كسلا إيـمــانيا عابرا كما محرضات الجهاز الهضمي في الحالات الطبية،  لكنها كالأقراص الفوارة، سرعان ما تهمد، ولن تمنع من تمدد ورم سرطاني على سبيل المثال، ودليل قولي هذا،  أن داخل طليعتها التي يعمل في صفوفها رجال ونساء  ربانيون إذا حضروا كما قال عليه الصلاة والسلام لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا عرفوا فهم منارات هدى وبذل وعطاء،  هذه الطليعة ترتع في منابرها حالات نفعية وتسلقية لا تمت إلى الخلق الرسالي بوثيق صفة، والأدهى أنها   تسيء إلى خلاياه الحية أمام العوام الذين يعتبرون أن حوتة واحدة من شأنها بكل تأكيد تعفين الشواري برمته!!، ومن نافلة القول إن رقعة السواد  لا تبدو  مشينة إلا على ثوب شديد البياض،

(ادخلوا عليهم الباب )

ويتعلق الأمر بالدخول إلى القلوب، فكما أن هناك قوافل تيمم صوب المدن والقرى لمحو الأمية أو التوعية بمخاطر الإنجاب المبكر وكينـة الهلال وقوافل الكوكاكولا فلا ضير من تجهيز قوافل للتوعية الدينية الربانية، المؤثرة الخطاب لا المكرورة الباردة، يؤطرها أناس نموذجيون شعارهم (لا يعذر أحد بجهله الدين )، قوافل تدخل بيوت المواطنين  بكل يسر كما تدخل الفوطة المسخة أولويز وكذا تيد وجافيل. وقد حكى لي أحد معارفي في هذا السياق أن المبشرين المسيحيين في فرنسا يدقون أبواب المواطنين المسلمين فإذا فتح الباب لم يتوقفوا عند العتبة بل سرعان ما يضعون القدم الأولى بالداخل ليصعب إغلاق الباب في وجوههم  وبالتالي يضمنون إيصال خطابهم التنصيري، فهل بصعب علينا أن نحذو حذوهم، ونحن أمة البلاغ؟

ومع ذلك، فعلينا قبل أن ندخل قلوب الناس أن نسارع إلى دخول قلوبنا وإعادة برمجة سيرها إلى الله سبحانه.

إن بناتنا اللواتي يبعن أجسامهن باسم الحرية أو باسم الحاجة  لا يعرفن أن إحدى جداتهن الماجدات في زمن رسول الله  وتدعى هند حين سأل رسول الله  النساء أثناء مبايعتهن له أن لا يزنين،  ابتدرته مستغربة بالسؤال : ( أوتزني الحرة)؟! كما لا يعرف أبناؤنا المتدافعون إلى الخمارات ومحلات بيع الخمور باسم انسداد الآفاق وباسم الجوع أن أصحاب رسول الله كانوا يعيشون حصارا اقتصاديا ونفسيا و…،  من طرف مشركي قريش، لكنهم عصبوا البطون من الجوع وما ضعفوا وما استكانوا إذ هجروا من بيوتهم وعذبوا وزلزلوا،  وما اتخذوا الخمارات ملاذات تنفيسية.

فمن يعرفهم بأسلوب ابتكاري جذاب، بهذه المآدب الربانية والرسالية ويحببها إليهم؟؟،  أليست السلعة الرائجة من شطارة التاجر الخلاق، فما بالك إذا كانت السلعة هي الجنة وتجارها الرواد هم رسول الله  وصحابته العباقرة، عبادة ومعاملة!.

ذة.فوزية حجبي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>