{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المومنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً} (الاسراء : 9).
إن العالم الاسلامي يغلي غليانا من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، ويزداد قوة وحماساً وإصراراً واستقامة كلما شعر بخطر يهدد دينه وأخلاقه وعرضه وشرفه ومجتمعه، وقد أصبحت الشعوب الإسلامية أكثر اقتناعاً بوجوب العودة إلى القرآن والسنة والحياة الاسلامية الراقية في أخلاقها ومعاملاتها وقوتها وقدوتها وتربيتها لاسيما وهي ترى الحضارة الغربية قد عادت أدراجها وتدهورت في سيرها وانتكست في معاملاتها، فأصبحت اليوم أشد على الاسلام مما مضى بتحالفها مع الصهيونية العالمية واختلاق الذرائع واصطناع الأسباب لضرب الاسلام بالخطة الشيطانية الرهيبة التي أسمتها “محاربة الارهاب”. واستطاعت أن تقنع شعوبها بإعلامها المضلل أن العدو الأول لحضارة الغرب ورفاهيته واستقراره وأمنه هو الإسلام بزعامة “بن لادن” و”الزرقاوي”، هاتان الشخصيتان اللتان أصبحتا وجهين للعملة التي ضربها المكر الصليبي على أنها “الاسلام” وحتى أصبحت الأربعون النووية في الحديث الشريف، تترجم في محاكمة مدريد : “أربعين قنبلة نووية” كما أفاد ذلك مراسل الجزيرة منذ ثلاثة أسابيع، وهم يبذلون وسعهم لتحريف القرآن بأساليب متعددة، كما عملوا على تمزيقه وتلويث صفحاته الطاهرة، والأخطر من ذلك هو ما يفرضونه على القادة الضعاف من محاربة القرآن وتربية القرآن وأخلاق القرآن، لذلك ينشط هذه السنوات عملاؤهم بحذف مقررات شرعية ومناهج قرآنية وتربية إسلامية والزحف على الجامعات الاسلامية العريقة مثل الأزهر.. ومن قبل ذلك قال أحد كفار الانجليز وهو يحمل المصحف في يده أمام مجلسهم النيابي : ما دام هذا الكتاب بين المسلمين فلا أمل في هزيمتهم والقضاء عليهم”.
ولقد سقطت الامبراطورية الانجليزية، وبقي القرآن مثلما مزق الله ملك كسرى لأنه مزّق كتاب رسول الله إليه، فدعا عليه الرسول واستجاب له ربه وكان ما كان.
إن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم، ومن أراد القضاء عليه فإنما يقضي على نفسه، وقد حاول بعض عملاء أولئك الاعتداء على القرآن وأهل القرآن وأخلاق القرآن، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، والعَجَبُ أن “القوم” لا يعتبرون ولا يرعوون، وقد رأوا وشاهدوا مصارع المجرمين ومآل المحاربين لله ولرسوله والعواقب السيئة لكل من أساء لهذا الدين إلا الذين تابوا وأنابوا وندموا قبل أن يغرغر..
إن الذي يحافظ على القرآن إنما يحافظ على نفسه ويُمهد لها لتكون من السعداء. ومن يفرط في القرآن إنما يفرط في نفسه ويسلمها إلى الهلاك.. ومن شكر فإنما يشكر لنفسه..
{وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين}.
د.عبد السلام الهراس