حوار مع الدكتور إدريس الخرشاف: دور العلم في عصر القرآن


القرآن والإعجاز العلمي

< سيكون مدخلنا لهذا الحوار هو الحديث عن الإعجاز، لأنني كلما قرأت للأستاذ الخرشاف إلا وأجده يربطه بالقرآن الكريم، فما السر في ذلك؟

>> … في الواقع نحن مقصرون، إذ لا نقوم بعملية ربط كل ما يدور في هذا الكون بالقرآن الكريم، لماذا؟ لأنه عندما نتحدث عن الكون نكون بصدد الحديث عن القرآن الكريم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية يحملان في طياتهما هذا الكون، عندما يقول رب العالمين : {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض} يكون بصدد توجيهنا إلى علم الفلك، وعندما يقول لنا رب العالمين : {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} يوجهنا نحو علم البيولوجيا الحيوانية، {وإلى السماء كيف رفعت} إلى البيولوجيا الكونية، {وإلى الجبال كيف نصبت} إلى علم الجيولوجيا، {وإلى الأرض كيف سطحت} إلى علم تزحزح القارات، {وفي أنفسكمأفلا تبصرون} إلى علم الإنسان والتطور البيولوجي… إلى غير ذلك، معنى هذا أنه توجد رابطة فقط، بل نقول إن القرآن الكريم هو هذا الكون وهذا الكون هو القرآن الكريم، فلذلك كلما أردنا أن نقوم بقراءة شيء ما سواء كان على مستوى الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو غيرها، نكون بصدد قراءة القرآن الكريم، ولا نستطيع الحديث عن القرآن الكريم والرابطة التي تجمعه مع الفيزياء أو الكيمياء، لماذا؟ لأن القرآن الكريم يحمل في طياته القوانين الأساسية لعلم الرياضيات، ولكن طبعا باعتبار أن القرآن الكريم لم يوجه ولم يأت ككتاب رياضي، وإنما جاء رحمة للعالمين، فهو لا يطرح بهذا الشكل، ولكن باعتباري أعمل في ميدان الرياضيات، فإنني أرى فيه تعابير، لا أقول تعبيرا أو تعبيرين، بل أرى فيه تعابير تساعدني على بناء قواعد رياضية في نظرية المجموعات وفي نظرية العلاقات، وفي علم الحوار وفي علم التعمية، وفي علم… وفي علم…

إذن هناك كثير من العلوم أقرؤها من القرآن الكريم، ومن هنا نتجه إلى فضاء الشباب الذي يقول -خاصة في هذا العصر- ما هو دور القرآن الكريم في عصر التكنولوجيا؟ نحن نطرح السؤال بشكل معاكس، أو بشكل تناظري كما يسمى في لغة الرياضيات، ونقول : ما هو دور العلم في عصر القرآن الكريم؟ لأن هذا العصر هو عصر القرآن الكريم.

حقيقة التعسف في ربط القرآن بالعلم

< هناك من يقول إن المشتغلين بالإعجاز -عموما- ربما يتعسفون أحيانا في ربط بعض القضايا العلمية بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وهذا قد يعود بنا إلى القرن الماضي مع محمد عبده خصوصا، الذي درس بالغرب وتعلق بأفكار علمية معينة، حتى أنه كان يربط كل شيء  -حتى ما لا يمكن ربطه- بالتقدم العلمي في الغرب انبهارا بهذا التقدم، فالسِؤال بالتحديد هو ألا تخشون الإسراف في هذا الربط الذي ربما قد يسيء للقرآن والسنة أحيانا أكثر ممايحسن إليهما؟

>> بشكل عام العلم يتطور بوضع حجرة، الأصل يأتي الأول ويضع حجرة والثاني يأتي ويضع الحجر الثاني، والثالت يأتي ويضع الحجر الثالث، وقد يأتي الثالث ويرى بأن الحجر الثاني في غير محله، فهويقوم بعملية ترميم ثم يضع الحجر الثالث وهكذا، أي بمعنى أصح، باعتبار أن القرآن الكريم جاء بهذا الزخم من العلوم، قد نفهمه وقد لا نفهمه، قد نصل إلى مستواه وقد لا نصل إلى مستواه، وباعتبار أن القرآن الكريم أنزل علينا، صحيح أنه نزل في عهد النبي  ولكنه أنزل علينا أو هكذا ينبغي أن نتصور.

ينزل علينا الآن، لأن جميع المشاهد التي نصادفها في حياتنا ونراها في حياتنا تدل على  أن القرآن، الكريم لم ينزل قبل 15 قرن، بل هو بصدد النزول علينا الآن، فإذن لا بد أن نتحمل وأن نكون في مستوى  الاستخلاف {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، ومن بين مظاهر هذا الاستخلاف، وجوب أن نربط كل قضايانا بالتعاليم القرآنية، حينذاك تأتي مرحلة الإنسان، وهي مرحلة الانسان المُتَرجِم الذي يقوم بعملية ترجمة ما هو في الكون المقروء (القرآن)بما هو في الكون المُشاهَد، وقد تكون هذه الترجمة أحيانا غير صحيحة، وهذا ما يسمى أحيانا بالتعسف، أنا لا أسميه بالتعسف، أنا أحبذ أن يقوم الإنسان بالعمل ويطلب من الله  -طبعا- المغفرة، انطلاقا من قواعد وأبحاث علمية رصينة، المهم هو أن يستخدم الأدوات الثلاث مصداقا لقول رب العالمين {ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}.

هذه الأدوات الثلاث هي التي تترجم وتقوم بعملية تحويل النص، تحويل ماهو مقروء إلى ماهو مشاهد.

المهم إلى  يومنا هذا، كم من  كتب وكم من شروحات في القرآن الكريم، وكم من أعمال قام بها السلف الصالح، وقام بها العلماء ، ولكن عندما نقرأ هذه الكتب وهذه الأعمال نقول سبحان الله وكأن شيئا لم يكن، لماذا؟ لأن علوم القرآن لا تنتهي، الله سبحانه وتعالى يقولها بشكل واضح {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} أبحر… أبحر…، وهنا لا بد أن أعرج على فضاء صغير، وهو : نحن لا نقوم بشرح الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وإنما نقوم بالبحث العلمي في القرآن الكريم.

الإعجاز العلمي هو شيء ثابت، علم ثابت، نعلمه بعد كل حين كما يقول رب العالمين {ولَتَعْلَمُنَّ نبأه بعد حين} في كل مرة نعلم شيئا منه.

وصلنا مثلا إلى قضية النطفة، العلقة، هذه القضية لا يشك فيها اثنان، إذ أصبحت من المسلمات العلمية، ملايين ملايين الأشخاص الذين ولدوا والذين تطوروا في بطون أمهاتهم يمرون عبر هذه الحلقات التي هي حلقات النطفة والعلقة والمضغة والعظام واللحم ثم النشأة الأخرى مصداقا لقول رب العالمين {ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين}.

هذه لا يشك فيها اثنان، معنى أنها أصبحت حقيقة علمية، بمعنى أصح أن الانسان مر من البحث العلمي في القرآن الكريم إلى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، تعرف على  المعجزة الإلاهية،  انتهى  الأمر . وطبعا هناك أشياء تبقى  على مستوى  البحث العلمي إلى أن يثبتها التاريخ مع التجارب. نحن ما ذا يهمنا من كل هذا؟ ما يهمنا هو دفع الانسان إلى قراءة القرآن الكريم، وإلى التأمل فيه وعدم الانزواء في زاوية والقول إن القرآن الكريم شيء من عند الله وأنا لا أملك هاته المقدرة لكي أصل لعلم الله، فإذا لا داعي لفتحه، فهذا هو الخطأ، لا، إذا كان له رصيد، وإذا كانت له إمكانيات فليتوكل على الله ويبدأ، فإذا وصل فليحمد الله وإذا لم يصل يرجو الله المغفرة.

ضوابط ربط القرآن بالإعجاز العلمي

< ما هي في نظركم ضوابط التعامل مع القرآن الكريم في البحث في هذا المجال بالذات؟ مادام محفوفا بهذه الأسئلة ما هي التحرزات والاحتياطات؟

>> أولا العلم : لا بد أن يكون الإنسان على علم بما يجري من أحداث، فإن أراد مثلا  التطرق لقضية من القضايا البيولوجية، يجب عليه أن يكون بيولوجيا أو أن تكون له ثقافة بيولوجية، إذا كان في ميدان البيئة نفس الشيء، إذا كان في علم الرياضيات نفس الشيء، معنى هذا أنه لابد أن يتأكد من المادة التي يستخدمها لكي يدافع بها، ولكي يتناقش بها، ولكي يبرهن بها مصداقا لقول رب العالمين {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ويقول كذلك {قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا} أي من تخصص.

الشيء الثاني هو عدم التسرع في إعطاء النتائج، ولنا في القرآن الكريم الشواهد العديدة،  فسيدنا إبراهيم يقول الحق سبحانه وتعالى فيه {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي} هو الآن يريد أن يبرهن على وجود الله أو يبحث عن الله {فلما أفل قال لا أحب الآفلين}. لماذا لأن الأفول ليس من صفات الحق سبحانه وتعالى، ليس من صفات الألوهية، فإذا هو يخاطب نفسه وهذا التعلم وهذا العلم يجب أن يبدأ بهذه المنطقة، مثلا الطبيب الذي يريد أن يختبر مثلا مادة كميائية أو دواء، لا بد أن يبدأ من نفسه لكي يتعرف على فعالية الدواء قبل أن يصفه للآخر.

الشيء الثالث : هو النتائج التي يتوصل إليها الإنسان يجب أن تكون صحيحة في الزمان والمكان، لا تكون صحيحة فقط من أجل وقت معين أو في منطقة معينة، وتكون غير صحيحة في زمان ومكان آخر، وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه داروين. داروين ارتكب خطأ في نظرية التطورر، لماذا؟ لأنه ارتكز على قضايا مشاهدة ولها زمن معين محدود، جاء زمن آخر فبرهن على عدم صلاحيتها. فإذا لا بد للإنسان أن يبرهن على معادلته وعلى قوانينه مهما كان الزمان ومهما كان المكان، يعني في مختلف الظروف الزمكانية.

الشيء الرابع، هو أنه يتدبر ويتفكر في القرآن الكريم وأن تكون قراءته عميقة بعيدا عن السطحية يعني أن تكون القراءة متغلغلة لا في الآيات ولا في الألفاظ فقط، بل في أحرف القرآن الكريم. الله عز وجل يقول : {كتاب أنزلناه إليك مبارك} ماذا سنفعل به {ليدبروا آياته وليذكر أولو الألباب} فإذن هذه الأشياء يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، يعني لا بد أن تكون القراءة رصينة، قراءة علمية قراءة ثاقبة، قراءة متأنية، قراءة لا يعتريها الخطأ في الزمكان، قراءة صالحة في كل زمان ومكان، كيفما كان الزمان والمكان فإن النظرية لا تتأثر ولا تتغير، إذا قمنا بقراءة استنتاجية، أي أننا عندما نطرح الفكرة نلخصها في فكرة معينة ونقوم ببناء قالب معين، وعندما نخرج هذا القالب يجب أن يكون عبارة عن نموذج يعكس الحقيقة، وهناك أشياء أخرى كثيرة طبعا.

علم القراءات والحاسوب

< هناك سؤال ربما لطيف، قد تكون صادفته في بحثك وهوعلاقة علم القراءات بالاعجاز العلمي هل سبق وأن صادفكم مثل هذا الأمر؟

>> علم القراءات هو علم آخر طبعا، قد يمكننا ربطه بالقرآن الكريم بواسطة الحاسوب، مثلا النبي  يقول : >أنزل القرآن على سبعة أحرف<.

نحن نعرف الحروف الهجائية ليست سبعة طبعا، إذن كيف نصل إلى هذه الواقعة، قمنا بتحليل جذور القرآن الكريم ووجدنا على أن التوزع الصوتي للقرآن الكريم يسير في سبعة مجموعات وهو الحديث النبوي الشريف مما يدل على أن ما ذكره النبي  منذ 15 قرنا بدأنا نصل إليه الآن بعد هذه الفترة ليست فقط عند هذا المستوى بل حتى بالنسبة للطب النبوي برهنا، وفي وجدة، أطروحة لطالب كان معي قدمها حول طب الأعشاب التي ذكرت في الأحاديث النبوية وبرهنا عليها علميا وتطبيقيا، عمليا على أن ما ذكره النبي  بالنسبة للحبة السوداء، بالنسبة للزعتر ولكثير من النباتات برهنا عليه علميا، وأن ما ذكره النبي  منذ 15 قرناً هو ما نراه الآن. ما نريد قوله هو إنه الآن هناك إمكانيات كثيرة للوصول ولمعرفة ما قاله النبي  وما يقوله الحق سبحانه وتعالى باستخدام الأدوات التي تتطور بين الفينة والأخرى وتكون عاملا مساعدا،و هاته الأدوات الآن والحمد لله أصبحت تساعد الانسان بشكل كبير جدا. أتذكر في اليوم الذي انطلقت فيه وأعلنتها وقلت الآن سأعلنها مدوية وليكن ما يكون، كانت سنة 1982، وعرفت مسبقا أنني سأصادف الكثير من المشاكل وذلك ما حصل عندما عرضت في مؤتمر دولي عقد في الرباط حول الفلسفة والعلوم وقدمت موضوعا عنوانه : استخدام القرآن الكريم بواسطة الكمبيوتر، قامت ضجة، لماذا لأن الانسان عدو ما يجهل ، فتقديمي لهذه الأشياء برهنت من خلاله  أن القرآن الكريم يسير وفق تركييبة ثلاثية، وهذا هو الملخص : جانب روحي، جانب عقائدي يرتبط بالسماوات وبالأرض وخلق الانسان إلى غير ذلك، ثم قصص الأنبياء الذين قاموا بعملية  إيصال ما هو روحي بالانسان، ثم هناك الجانب التشريعي وهذه الخطوط العريضة للقرآن الكريم، ومنذ أن وجدت هذا إلى يومنا هذا، لا أحد  قال لي بأن هاته الأشياء غير صحيحة، المهم ليس عند هذا المستوى ، المهم أن المرحلة الأولى  في هذا المستوى وعند هذا المستوى  كانت تتطلب جهدا وصبرا وشجاعة، لأن الخوض في القرآن الكريم عن طريق الحاسوب الذي لم يكن معروفاً، أثار ضجة وهناك من قال إن هذا كفر، كيف أدخل القرآن الكريم، أدخل لفظ الجلالة وأصوله إلى أرقام إلى غير ذلك، ولكن الآن الحمد لله أصبح الكل يقرأ القرآن عن طريق الحاسوب، الأقراص المدمجة، الأقراص المضغوطة…) المهم أن الانسان المسلم والحمد لله بدأ يتطور، ولكن ما زال الطريق طويلا وطويلا جدا لأنه عندما يبحث الانسان ويتأمل فيما كتبه خلال 25 سنة يجد أنه لم يكتب شيئا ولم يقل شيئا مقارنة بما ينبغي فعله، ونرجع للآية الكريمة التي يقول فيها رب العالمين {ولتَعْلَمُنَّ نبأه بعد حين} قال لي أحد الإخوة أثناء العرض : {ولتعلمن نبأه بعد حين} إذن سيعلم الإنسان نبأه بعد حين بعد مائة سنة، مائتي سنة… قلت له: ستفنى  الدنيا وهو ينتظر ذلك الحين، لماذا؟ لأن هذا الانسان الذي يقرأ القرآن وبينه  وبين الساعة لحظات معدودات يقرأ ويردد دائما الآية الكريمة {ولتعلمن نبأه بعد حين} ولم تنزل آية أخرى وتقول قد انتهى الأمر، فإذن هذه الأشياء ممتدة في الزمن، نحن نقول في تعبيرنا مفتوحة على اليمين، يعني أن ليس لها نهاية إلى أن يرث الله الارض ومن عليها إن شاء الله.

العقل الاديولوجي أفسد تجربة التعريب

< إلى أين وصلت مسألة التعريب بالمغرب بالنسبة للرياضيات، وماهو تقييمكم لهذه التجربة التي عرفها المغرب.

>> أولا قضية التعريب ضخمت كثيرا ولكن في الواقعهذا العمل لايحتاج لشيء، فالقضية قضية إيمان بالشيء. الأطر موجودة، ذات مرة كنا في كلية العلوم نتحدث وقلت لهم : الآن إذا أردتم أن نبدأ تعريب الدروس الآن ـ وكان وسط السنة الدراسية ـ يمكننا أن نقوم بذلك غدا إن شاء الله، لأن الأطر موجودة، تقريبا 65%  من الأطر معربة، درست باللغة العربية، والأطر الأخرى يمكن تعريبها لأن المادة العلمية يمكن تعريبها بسهولة، فهذا لا تحتاج إلى مناقشة كثيرة، فإذا كانت هناك سنة أو سنتان مثلا لإعداد أستاذ لتدريس المواد باللغة العربية، فهذا لا يطرح إشكالا، فنحن نرى الطالب يذهب إلى روسيا وهو لا يعرف حتى الحروف، وفي غضون ستة أشهر يزاول دراسته باللغة الروسية، معنى هذا أن الإشكالية ليست مطروحة على مستوى اللغة، وإنما مطروحة على مستوى العقل، عقل الإنسان، هل هو عقل نظيف وعقل رياضي؟ وعقل علمي؟ أم هو عقل إيديولوجي؟ فإن كنا نؤمن بالعقلانية كما يدعي البعض، فإن هته الأشياء لا تطرح إشكالية، ولكن الإشكالية أن من يدعي العقلانية يخضع للإيديولوجية بطريقة غير مباشرة، وبالتالي يصبح عقله فاسدا، والله سبحانه وتعالى أعطى دائما للعقل المكانة الكبرى، لماذا حرم الخمر؟ لماذا حرم المخدرات؟ لماذا حرم الكثير من الأشياء؟ من أجل الحفاظ على العقل لأنه إذا شرب الخمر ذهب عقله، وإذا ذهب العقل انتهى الإنسان، ولذلك الله سبحانه وتعالى حافظ دوما على العقل، كذلك عندما نخدره بالإيديولوجيات العقل يفسد.

< إذن ما تقييمك للفترة السابقة للتجربة كعمل مورس في المغرب في هذع المادة بالضبط؟

>> في هذه المادة يمكننا أن نقوم بعملية التعريب، وهي لا تحتاج إلى جهد كبير وخاصة مادة الرياضيات، لأنها مادة سهلة، فمادة الرموز لا تحتاج إلى لغة قوية كلغة سيبويه أو غير ذلك، لغة بسيطة يمكن أن نقوم بها في انتظار تعلمنا اللغة العربية، المهم عزيمة الفرد، هل لدينا إيمان بهته اللغة؟ إن كان لنا إيمان بها، أمكننا الدفع بعجلة التعريب إلى الأمام، وتلاحظون أن كل كتبي التي كتبتها سواء في الفيزياء أو الرياضيات أو البيولوجيا أو علم الفلك، كلها مكتوبة باللغة العربية من ألفها إلى يائها، فإذن أين هو المشكل؟ أنا لا أرى مشكلا، فالمشكل يكمن في مستوى عقل الإنسان، كيف يرى الأشياء، وهل يؤمن بوجوده أم لا؟عندما نقول هل يؤمن بوجوده أم لا، فإننا نعني هل هو مؤمن بخالقه، فإن آمنا بخالقنا وآمنا بكل الوصايا التي أوحاها  رب العالمين، الذي يقول لنا بشكل واضح : {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} ولم يقل إنا أنزلناه قرآنا أعجميا.

حاوره: محمد البنعيادي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>