بارقة – الأقبح العنسي ورهطه


عرفنا في تاريخ فجر الإسلام أحد جبابرة المتنبئين الكذابين وهو الأسود العنسي الذي قتل شر قتلة، وقد استطاع أن يجمع حوله الناس وسادهم بدعواه تلك حتى أصبح في نظرهم واعتقادهم ” نبيا ” يوحى إليه … فقد وصل بدهائه وجبروته إلى منزلة كان يمكن أن يستمر عليها ويصبح “نبيا” له دينه وأتباعه المغفلون والمأجورون وتعاليمه الباطلة لولا أن جند الله أخمد فتنته وفضح كذبه لكنه مع ذلك لم يرض أن يكون ذيلا للروم أو الفرس أو غيرهما فإما أن يكون نبيا أو أن يموت دون ذلك.

أما العنسي الجديد فقد كان مهينا حقيرا ذليلا يحب المال ليصبح غنيا والجنسية الأمريكية ليضمن لنفسه مستقبلا في بلاد الدولار والقوة والنفوذ فالتحق جاسوسا مع السِّييّا (CIA) ودشن عمله باستدراج أحد شيوخ اليمن الصالحين المحسنين إلى ألمانيا حيث ألقي عليه القبض وسُلِّمَ إلى أمريكا!! وتبين أنه أراد الانتقام من الشيخ المؤيد لنزاع كان بينه وبين أخ العنسي هذا، ولما جاء ليقبض ثمن غدره وكذبه وإيقاعه بمواطنه وهو شخصية كبيرة من شيوخ اليمن وكِرامه لم يُعطَ إلا القليل مما كان ينتظر، ولم ير الأمريكيون أنه أهل لجنسيتهم فلعلهم وجدوه أحقر من أن ينتسب إلى أمريكا إذاك انطلق نحو البيت الأبيض بواشنطن لصبّ البنزين على نفسه ويشعل فيها النار بغية الانتحار احتجاجا على خلف الوعود وعدم إعطائه الغنى والجنسية، وها هو الآن يرقد في المستشفى محروقا في الدنيا ومنتظرا عذاب الله يوم الجزاء إلا إذا تاب توبة مقبولة.

وقد كان يستحق أن يُلَقَّبَ بالأبيض العنسي إلا أن العمل الذي كان يقوم به ينزع عنه لون البياض، أما لون الأسود فقد اشتهر به مدعي النبوة الذي كان رغم ذلك أكثر طموحا منه، فلا يستحق بفعله ذاك إلا صفة القبح بصيغة ” أفْعَلْ ” لعظم الجرم الذي ارتكب في حق عالم جليل وأخ له كريم بدافع الحقد وحب الدنيا.

وما أصيبت الأمة الإسلامية إلا بأمثال هذا العنسي الأقبح الذي شوه سمعة قبيلته العظيمة ودولته العريقة التي ابتليت به، كما ابتليت مجتمعات إسلامية وقبائل عربية وغير عربية أخرى بأولئك الذين خَرِبَتْ ذممُهم وفسدت ضمائرهم وتعفنت فطرتهم وانحطت مقاصدُهم وأسِنَت هممهم وانحلت أخلاقهم وتلوثت إنسانيتهم واستبدت بهم الأطماع وتلاعبت بهم الأحقاد وعميت منهم الأبصارُ وانطمست منهم البصائر وطوحت بهم الشهوات واحتنكتهم الوعود الكاذبة فألجمتهم وأوكفتهم (أي جعلت على ظهورهم الوِِكاف وهو أحلاس أو البردعة) وجعلتهم مطايا المؤامرات على أشراف الأمة وبُرءائها ووسائل تخريب لمجتمعاتهم بما يقومون به من سوء القدوة وقبح الأسوة. إن هذه الخيانات التي يقوم بها أبناء جلدتنا مدسوسة في واجهات عدة كالإعلام والتعليم والتربية وغير ذلك من مناحي المجتمعات العربية.

فاللهم قِنا شرّهم وحُلْ بيننا وبينهم وعجِّلْ اللهم بعقوبتهم واجعل كيدهم في نحرهم ونحر مَنْ وراءهم واجعل بأسهم بينهم شديدا واجعل مكرهم السيء يحيق بهم. وكفى هؤلاء عبرة أن يروا أحد شياطينهم وهو يحاول الانتحار بإحراق نفسه. وخاتمة هؤلاء وأمثالهم خزي في الدنيا وخزي في الآخرة: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار}.

أ.د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>