تأملات إيمانية : كيف السبيل إلى التلقي الفطري الصحيح للقرآن الكريم؟


ماذا يفعل المسلم المثقف الواعي المعاصر والداعية العصري الصادق النزيه ؟ كيف ينزل القرآن الكريم وكيف يتخذه سلاحاً بتاراً ، وتياراً سّيالاً يزلزل ويجرف صروح الكفر والفسوق والنفاق والعصيان والردّة والغرور ؟

إن أمام المسلم الداعية الغيور الجسور القائم المرابط في ثكنة القرآن ، حضارة مادية متكبرة متغطرسة مسلّحة بالعلم والفلسفة والتقدم الصناعي المبدع العجيب المدهش مما يزيد من غرور أبنائها وبناتها واستكبارهم . أفلا يعلن” الحرب” على هذه الحضارة بحقائق الوحي الخاتم،  فيخوض غمارها ببسالة واستبسال ؟ وماذا تكون النتيجة المحتومة أم ينتخب نخباً من بشر هذا العصر فيوعّيهم ويرقّيهم ثم يحولهم من خندق الضلالة العلمية المادية العبقرية المتفرعنة إلى خندق الهدى والحق والسلام بكل بساطة وفطرة وتحرر من ربقة العبودية الحضارية السوداء الجديدة للبشرية المسكينة المخدوعة بمظاهر التقدم السطحي، وقشور المجد الزائف وأساطير الخلود بما يوسوس لهم  الشياطين الملاعين من زينة وعلو وسلطان . كيف يجد المسلم الثائر المعاصر الوثاب طريقة لمواجهة الأباطيل الجديدة والخرافات الحديثة والأهواء المتمردة  المستعلية ؟ من أين يبدأ ؟ وإلى أين ينتهي؟.

هذا هو السؤال الخطير . والجواب أخطر منه !

أم ينتظر ريثما تمر العواصف المهلكة الكاسحة حتى تضعف وتنقلب الموازين وتظهر للوجود علائم الحقبة التأريخية للأمم والحضارات ثم تبدأ رويداً رويداً بعملها الجاد وجهادها الأقوى العنيد ؟ لتغيير النفوس والأقوام والأدوار من سئ إلى حسن ، ومن أسوأ إلى أحسن حتى يعطي الله مقاليد الأمور بيد عباده المخلصين الصالحين العمّار لبلاده وعباده على مناهج الحق والهدى والرحمة والنور والبصيرة . وتلك سنة من سننه سبحانه وتعالى لا تبديل لها ولا تحويل .

أمهل نثير الآيات التي تثير فينا النخوة الإيمانية والسحر الحلال والتأثير القويّ كل حسب حاله ومستواه وذوقه وفهمه واستعداداته؟

وهل نعلن تطبيق الشريعة الإسلامية الكاملة المتكاملة الناضجة الباهجة ضد كثير من قوانين الوضعية الجائرة الفاجرة التي يعكف عليها كثير منا ساجدين خاضعين كهبل في متحف الأصنام القذرة العاجزة القاصرة بل الجاهلة الضالة الظالمة .

أم نخصص آيات بيّنات مؤثرات في تركيز وتكثيف لجانب من جوانب هذا الإنسان المعاصر ليتدرج خطوة خطوة وساعة ساعةعلى مدارج الصعود والتحرر من القيود ليطير في آفاق الوجود كالنّسر العملاق والباز الأشهب في ذرى اللاحدود .

أم نعلنها حرباً ضروساً ضارية على جهل الإنسان بحقيقته هو وأصالته هو تطميناً لغلواء طغيانه وغروره وعنجهيته والتي قد وضع نفسه في مصاف الآلهات الأسطورية القديمة الغابرة في حضارة اليونان والرومان ليعيد التأريخ نفسه بغباء لا مثيل له وصفات لا نظير لها ، ووهم كبير، لا بديل له .

أم نثير اليقينيات الكبرى للتوحيد بالفهم الجديد ، والرؤية الجديدة والزاوية والروح الجديد كالبعث بعد الموت ونعرّي مكائد النفاق ونمزق أستاره بل ونحرق غلالاته المتستر بفنون الوثنية الجديدة والأنماط الجديدة والمفاهيم الجديدة مزيداً للخداع والتمويه والمكر والصيّد والكذب والدجل .

أم نثير قضية آخر الزمان وعلاماته وأشراطه وسحر الدجاجلة وجنودهم وأساطيلهم .

أم نثير الحرب العوان على الشيطان عدو الإنسان بأعوانه وجيوشه سخائف أساليبه ووساوسه التي لا تنطلي على أحد من المؤمنين الواعين البصراء المستيقظين كأشد حرّاس الإيمان وأمان الأمانة الإلهية الكبرى في قارات الأرض .

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>