إشراقة: واحة الصيام


الصيام واحة الإيمان، وجنة فيحاء وسط صحراء يتنسم المؤمن فيها أنسام القرب من الله، إنه عبادة للتشبع الروحي، والسمو النفسي، فيه يفتح باب الضيافة عند الله بالاعتكاف حيث الخلوة بالله، والانقطاع لعبادة الله والعيش في بحبوحة الإقبال عليه سبحانه.

قال رسول الله  : “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين”. متفق عليه.

إن لله في أيام ظهرنا نفحات ربانية، والمحروم من حُرِم التعرض لها والانتعاش بلطف عبيرها.

عن أنس] قال : دخل رمضان، فقال رسول الله  : “إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم” رواه ابن ماجة بإسناد حسن.

وكيف لا يُحرم وعبادة الصيام حصن حصين من الجحيم لمن أراد أن يستقيم، قال رسول الله  : “من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض” رواه الطبراني بإسناد حسن.

إنه شهر مبارك يتغذى من مائدته الجسم والروح معا، وما ذلك إلا لعموم بركته وفضله وخيره، عن المقدام بن معد يعرب قال : قال رسول الله  : “عليكم بهذا السحور فإنه الغذاء المبارك” رواه النسائي بإسناد جيد.

وفي رواية قال  : “تسحروا فإن في السحور بركة”. متفق عليه.

إنه شهر يبارك الله في أيامه ولياليه فإذا بالليلة الواحدة يدرك بها الإنسان الأعوام العديدة، روى الإمام مالك في الموطأ أن النبي  أرِيَ أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تصاغر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي يبلغه غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر.

ذ. عبد الحميد صدوق

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>