صحافة “بـراقش”


عجبت لماء الحياء يجف من بعض الأقلام،  عجبت لبعض الحداثيين يخرجون الحداثة من مفهومها الانفتاحي التوافقي، إلى مفهوم تصادمي يقطع الصلة بالجذور بل ويجتث الجذور ويشن حملة شعواء على كل ما يمت بصلة للإسلام.

هذه الأقلام التي جف ماؤها وقل حياؤها انبرت في مجال الصحافة المأجورة لهدم كل رائع وجميل..صحافة تستأجرها الامبريالية العظمى والصليبية الحاقدة في كثير من الشعوب، هذه الامبريالية التي تزهق الأرواح في جهات من العالم بأحدث وسائل الدمار، وتقتل القيم في جهات أخرى باستئجار هذه الاقلام حتى يتم لها اسعباد الدنيا باساليب شتى..

و(براقش) عندنا هي هذه الصحافة التي يأنف الفضلاء من اقتناء جرائدها لأن في ذلك هدرا للمال في الباطل ولأنها صحافة الباطل.

صحافة براقش مولتها الامبريالية بمبالغ خيالية ما كان لأي صحفي شريف كادح أن يحققها في ضربة حظ. ولم يكن ذلك لأجل عيون أهل هذه الصحافة بل لشن حرب علنية على الاسلام والمسلمين لأنها الحرب الصليبية ضد الاسلام كما أعلنها (بوش) في فلتة لسان..

صحافة براقش عندنا تعتبر الحجاب مسألة  ثقافية من معهود العرب وليست دينية بنص قرآني قطعي !.

وصحافة براقش تعتبر الحديث عن الهجرة النبوية وذكر ممارسات الكفار ضد سيد العالمين محمد ، اشعالا لنار التعصب والحقد , فليس من اللائق الحديث عن الكفار ووصفهم بصفات النذالة والخبت لأنهم مجرد أشخاص نختلف معهم وليسوا أعداء الله والرسول…

وصحافة براقش تعتبر الشيخ القرضاوي ارهابيا لأنه الاب الروحي لمعظم الجماعات الدينية التي انقلبت إلى منظمات ارهابية دموية حسب زعمها.

غير أن صحافة براقش تخلو من أي ادانة للارهابيين في العراق وافغانستان وفلسطين، بل ارهابهم عندها من المسكوت عنه في وقت تضج فيه الصحافة الوطنية الشريفة بكل أشكال الفضح والادانة..

وصحافة براقش  ألفت أنتعض الأحرار من أمتنا من السياسيين والمثقفين والأدباء المعاصرين والفقهاء والأئمة والرواة الغابرين وتسمي السلف صالحا أو (طالحا) ولا تألو جهدا في ان تركب على موجة أحداث 16 ماي الارهابية التي أرقت كل مغربي حر من أجل التحريض بين أبناء الوطن الواحد الذين فطنوا الآن وقبل أي وقت مضى لمخططات الاعداء وأذنابهم لأن في عروقهم يجري دم واحد متدفق بحب الوطن.

وصحافة براقش لا تعتبر النساء المطرودات من عملهن بسبب الحجاب ضحايا وتستنكر أن يكون لهن صوت للاحتجاج أو فعل للاعتصام أو حرية للتدين ولكنها في المقابل تعتبر العاريات ضحايا -إذا انتقدن- وتدافع عن صيف العري والفجور بل الويل كل الويل لمن سولت له نفسه أن يمس أدبيات العري و(مقدساته) لأنه سيوصف من براقش بالتطرف الأعمى..

ويستبد ببراقش الغيظ ويصل عندها حطب الحقد ذروة تأججه لأن (اسلامويين) كما تسميهم -عينوا في بعض المجالس العلمية بل أن هذه المجالس أصبحت تغط في نوم عميق لمجرد أن وضع هؤلاء أرجلهم على عتبات هذه المجالس يا سبحان الله! وبقدرة قادر! وكأني ببراقش تريد للمجالس أشخاصا (ينشطون القعدة) على شاكلة خط النكت وخط التواصل وخط (الفرفشة) ويوميات الابراج التي تزخر بها اوراقها حتى يشفى الذي في قلبه مرض.

ما الذي تريده صحافة براقش من هذه الامة المسلمة الآمنة؟ ما الذي بقي في جعبتها ولم تخرجه على شاكلة مروضي الافاعي والثعابين؟ ألا يدرك القابعون وراءها ان الدنيا تزول والأماني تبطل والشباب يحول والحواس تضعف والعمر يفنى والخلان ينفضون وكم من صائل في الميدان انكسر قصب سبقه وانزوى انزواء العاجز الضعيف وان الموت نهاية كل حي مهما طال به بهتانه وإفكه وأن ليس للانسان إلا ما سعى؟!

لقد فطن العقلاء منذ زمن إلى سعي براقش في هذه الامة وبراقش تسوق على صفحاتها وصلات بورنوغرافية مختلقة من خيال جنسي مريض….وأدركوا ما يحاك ضد هذه الامة… سمعت استاذا جامعيا حداثيا (وليس اسلامويا) يقول هامسا لزميله : ” وهل يصح لعاقل أن يدخل صحافة براقش إلى بيته وفيه فتيان وفتيات يجب أن يتربوا على الفضيلة”؟.

ما زالت هذه الجملة التي لم ينطق بها (متطرف) تطن في أذني وأنا اتصفح في مقصورة لإحدى عربات القطار نسخة بئيسة متروكة من صحافة براقش..هي  التي ألهمتني هذا المقال.

> أم مهدي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>