يهلكون الحرث والنسل


إنهم يهلكون الحرث والنسل، والتيار جارف ولا من يوقفه.

قال تعالى: {…وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.  فإهلاك الحرث والنسل فساد و هؤلاء مفسدون، والله توعد المفسدين بالعذاب، وعذاب الله شديد أليم {…الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد}.

فعن إهلاكهم للحرث آخر ما سمعنا من أخبارهم تلك البطاطس المعدلة جينيا، فبعد أن أخذتهم نشوة الانتصار والعلو والتمكن، قام أحدهم بتجربة على مجموعتين من الجرذان، إحداهما تناولت البطاطس التي خلقها الله كما هي، والأخرى تناولت بطاطسهم الممسوخة، فتبين لهم بعد مدة أن المجموعة الثانية قد أصيبت بسرطان في الأمعاء.

فهم -بالمناسبة- دائما من يخترعون ونحن نصفق لنجاحهم الخادع ونقف مشدوهين أمام قوتهم الهائلة التي لا تضاهيها قوة!! ثم هم يكتشفون زيف اختراعهم ونحن نتأسف ونرجع إخفاقهم إلى أسباب تقنية!! ويظلون بعد ذلك هم القادرين على كل شيء، الذين يجب علينا أن نطأطئ لهم رؤوسنا إعظاما و إجلالا. والله أعلم كم حشونا هذه البطون من بطاطسهم، فعالمنا الثالث حقل لتجاربهم، ولنمت نحن فداء لجرذانهم.

أما إهلاكهم للنسل، فتلك البقرة المسكينة التي أطلقوا عليها لقب مجنونة، وما من مجنون سواهم، فكيف يوصف بالجنون من لا عقل له أصلا. إنهم مجنونون بالشراهة و النهم والربح السريع، إنهم مجنونون بحب أنفسهم وتقديسها، إنهم مجنونون بحب السيطرة على الشعوب، إنهم مجنونون بسفك الدماء، دماء الأبرياء في الفيتنام وأفغانستان و العراق…وبعد ذلك يقولون هي حضارة وماهي بحضارة، إن هي إلا همجية نكراء وعنجهية جوفاء تصيبنا نحن خاصة.

ثم لا يحلو لبني جلدتنا إلا أن يسيروا في ركبهم مهللين مهلهلين {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على حرثكم إن هذا لشيء يراد}.

وبعض الفضائيات تظهر لنا جنودهم متحدية بذلك كل غيور على دينه وهم يحتفلون في أراضينا المحتلة، العراق وأفغانستان، ” بأعياد الميلاد ”  وكأننا نكترث لفرحهم أو حزنهم. أو كأن طقوسهم هي طقوسنا، وأن احتفالهم أصبح شيئا مستساغا عندنا.

أما بقيت فينا بقية من نخوة وغيرة ومروءة ولو تلك التي كان يتمتع بها العرب في الجاهلية؟!

إخواننا في العراق تتقد عيونهم شرارة صباح مساء، بل وكل دقيقة برؤية العدو الغاصب جاثما على أنفاسهم، ونحن مازال فينا من لا يرى أبعد من أنفه، ويصر على أن اتباع سنن الذين من قبلنا شبرا بشبر وذراعا بذراع هو عين الحضارة والتقدم والمدنية. في الوقت الذي هم يريدون أن يمحوا كل مظهر لهذا الدين الخاتم (الحجاب مثلا) حتى ولو داسوا ما يتغنون به من حريات واحترام لحقوق الإنسان.

وأخيرا {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>