من أوراق شاهدة : يحدث الآن في الدار البيضاء على مرأى ومسمع من الناس


الشارع الطويل والشمس الحارقة وطوابير السيارات  الميممة صوب ساحل عين الذئاب بالدار البيضاء عشية يوم السبت للاستجمام .. لاصورة نشاز تعكر صفو أنفس تحملها الدواب الحديدية للترويح عن القلوب قبل أن تكل فتعمى .. فقط قرب  “ساحة السقالة” بالمدينة القديمة ستتكسر الصورة الصقيلة للزمن الجميل زمن لازمة “كاع كلنا مسلمين”، هذه اللازمة التي غدت بمثابة الكمامة المصطفاة لسد الأفواه الجريئة ..

كان هناك شاب يقف على ناصية الطريق حاملا زجاجة خمر تحت اسم “خواجاتي”، يعرضها كما لو كانت مجرد سلعة روتينية على الراكبين  من قاصدي الساحل البيضاوي .. ويبدو أن سلعته تلك لم تكن من النوع البائر إذ كانت السيارات تتوقف عند قدميه وسرعان ما تغادر حاملة معها بضاعته النفيسةّ!!..

فهل لديك تعليق يا قارئي، إنها عولمة القيم الأمريكية الصهيونية لتقويض تماسك العالم الإسلامي المنهك، في أفق إحالته إلى قطعان من الدواب المنشغلة بغرائزها حد الانسلاخ عن واقع الاحتلال والقهر والتفقير .. إنها عولمة التفسخ القاضية بأن تباع أم الخبائث في الشارع العام كسلع الشمال الغذائية .. وماذا بعد؟ أين المشكل ؟؟ !! أليس لنا الآن بحمد الله عولمة الجنوح، شباب يغنون ويرقصون بالفضاءات العامة استعدادا لمعارك سوبر ستار الفاصلة بين الحياة والموت .. بين أن نكون أولا نكون !! .. ورحم الله زمان غفلة،  قيل لنا فيه إن الخمرة لاتباع إلا للأجانب وبمحلات معينة ؟؟..

وعلى ذكر ساحل البيضاء دعوني أحدثكم قليلا عن سيرة مسخ رأيت كشكول لوحاته بأم عيني، وليس من رأى كمن قـرأ!..

شاطئ عبد الرحمان بالبيضاء وفوضى الجنس المعمم

رفقة ضيوفي الإسبانيين سأكتشف محرجة فسحات “ولي صالح” يدعى عبد الرحمان ليس بينها والصلاح غير الفضل والإحسان، ولن أتكلم بالمناسبة عن صورة تراجيدية لا تليق البتة بمغرب 2010، ولا مغرب حقوق المرأة في طبعتها المتغربة “طوب مودرن”، صورة نساء عاريات يستحممن في خلوات الضريح ويرمين بملابسهن الداخلية رفقة دجاجات سوداء إلى أمواج البحر لتحمل لعنة عنوستهن ، إلى غير رجعة، حيث  يتلقفها   الشمكار من الشباب الضائع  من مخابئهم الصخرية !!! أقول، قبل الولوج إلى القبة الخضراء كان علينا  أن نعبر طبقات الصخور البحرية المبثوثة في الطريق إليها .. وكان ذهولي قاصما، فعلى سفح الكثير من الصخور إستلقى شباب وشابات في أوضاع جنسية مخجلة ، دون استشعار أي حرج، وكان عددهم كبيرا مقارنة بسنوات خلت كان فيها الباحثون عن اللذات المحرمة يلجأون إلى الاستتار ما استطاعوا، ولم تكن فجوات الصخور و انحناءاتها الشبيهة بالمخابئ،  المرتع الوحيد لهذا الإسهال الجنسي، فأينما وليت وجهك على الكثبان الرملية رأيت مسلسلات غرامية عالية الجرأة، لرجالبل حتى نساء يقدن مسلسل اقتحام القلعة الجنسية الذكورية بامتياز وفي الفضاء العام !!.. والأدهى والأمر أن الشواطئ البيضاوية ازدانت بأصناف من عسس الأمن بين راكبي الجياد، وراكبي الدراجات النارية الأنيقة، الذين كانوا  يعبرون الرمال بيقظة فائقة، لكن لا تدقيق في هويات شرائح السردين الآدمي، المستلقية في ثنايا الصخور بكل حرية وطمأنينة !!

ومن جهة أخرى، لم يكن هؤلاء الشباب الوحيدين في هذه الأجواء المنطلقة “الحرة”!! بل كانت هناك حلقات مدخني الحشيش ” علا خاطر خاطرهم “، ولا أحد يوقف هذا البلاء المدمر لمجتمعنا، المحيل للكثير من نسائنا إلى العنوسة بعد قضاء الوطر الذكوري الانتهازي المريض منهن، والهدام لسوبر ستارات الحقيقيين  من شبابنا الأكفاء الأذكياء بفعل هذه السموم التخديرية القاتلة .. ونتساءل بعدها في قلق عن نسبة نسائنا المطلقات المتزايدة، ونسب نسائنا العانسات المتفاقمة ولا رجال يرغبون فيهن إلا للعب في جحور الصخور .. ناهيك عن جرائم العنف في حقهن ..

وبالتالي، أليس إرهابا هذا الذي يحرم نساءنا من بيوت آمنة يسود فيها الحب والاحترام ..

إن شيوع العلاقات الجنسية المجانية السائبة على قارعات الطريق، يجعل الكثير من الرجال العزاب المحشوين بالمغريات الإعلامية الساقطة حد الهجاس يزهدون في الزواج الثقيل التبعات ويفضلون العلاقات العابرة المبنية على التخفيف !! المتيحة للتعدد والتنوع المجاني الميسر،  كما يدفع المتزوجين المتزايدة أعداد الـنـزقين منهم إلى الزهد في حليلاتهم المتـعبات المنهكات بأعباء البيت والعمل،  المستهلكات في بيوتهن من طرف رجال قساة لاخلاق لهم ولا رأفة بقواريرهم التي استؤمنوا عليها، مؤثرين عليها نساء الواجهة الطريات اللعوبات  الصارخات الإثارة والتحرش ..

ولسنا في معرض التشهير بنسائنا، فالكثيرات منهن مجرد ضحايا مخذولات، غرر بهن شباب غير مسؤول في جلسات بحرية حميمية سألن من خلالها الزواج والتحصن والحب والعيش الكريم، وسأل قناصو هن الإغواء الباهض التبعات على الضحايا، ثم الهروب من تكاليف الإفساد بعد استهلاك السلعة .

الخمر أم الخبائث أوجدت الإرهاب

وعودة إلى هذه الخمر المشهرة ماركاته الخوجاتية على ناصية الطريق، أليس هو الأصل في الكثير من آلام نسائنا اللواتي يعنفن بضربهن كالدواب صباح مساء من تحت رأس أم الخبائث، وقد يعطبن من طرف ذكور متوحشين يحيلون نساءهم إلى أكياس رمل للكماتهم الاحترافية القاسية ؟؟ثم لما تقام الندوات والمحاكمات الصورية،  وترفع التقارير النسائية التحررية إلى الدوائر الاستعمارية  حول وضع نسائنا المضطهدات، رفقة لوائح اتهام عريضة، وموضوع اتهامها الرئيسي الإسلام، بتعدده وطلاقه وولايته وزواج نسائه المبكر، ولسان حال صبايانا الصغيرات والعانسات يردد بصوت واحد : أينهم الرجال إننالا نجد رجالا بل “عويشات مخنثين “، بأقراط في الأذن وعجيزات لا تتقن إلا الرقص في استوديوهات سوبر ستار،  وأين هو الزواج في غياب الـمـعقول !!..

خلوا بين العلماء وهذا الوطن

وبعد، ولأن الكلام، في ذكر مراراتنا يطول، ألا يُخَلَّى بين علماء هذا الوطن وأبناءه وبناته الهاربين من ضنك عيش بلا عمل، بلا سقف  محبة آمن،  إلى فضاءات الجنس والعربدة المجانية، وغير المسؤولة ..ألا يخلى بين علمائنا والوعظ والإرشاد الجميل عَلَّ رجالنا يرفقوا بنسائنا ويذكروا فيهن قليلا قول رسول الله  حين استأذنه شاب للزنى فقال له قولته المأثورة : ” أترضاه لأمك أترضاه لأختك ؟”… وإذا كنا نرفض لأخواتنا حجر بعض الغلاة الذين يحملون الدين الإسلامي عسير أهوائهم المستأثرة بالمرأة،  مومياء داخل عتمات بيوت موصدة على الدوام، فإننا نرفض لهن أيضا شره الفاسدين الميكيافيليين،  الذين باسم الحرية المـغرضة يمنحونشبابنا قربانا للملذات والمتع القاتلة..

ألا فليخلوا بين كل المصلحين من المسلمين الذين لا يعادون الدين  من كل الأطياف ليلقوا ببضاعة الإصلاح والطهر وسط ركام السلع المغشوشة .. فهاهي أمريكا الأنموذج الليبرالي  تفتح فضاء التعبير لموجات من شبابها الجامعيين  الطهرانيين، الذين أسسوا تيارهم ردا على موجة التفسخ التي يعرفها المجتمع الأمريكي في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأمريكية، واختاروا الإختلاط العفيف الراشد والحفاظ على العذرية حتى الزواج..

أفلسنا أولى باتباع هذه السنة الحميدة، وفينا كتاب الله سبحانه، الذي جعل جمعنا جمعا متوازنا  محمودا، جوهره، رفقة إصلاح وتأكيد لنِدِّيَّة ومساواة راشدة إزاء  الانخراط في الشأن العام بالمعروف لكلا الجنسين الشقيقين . قال سبحانه وتعالى : {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله}، صدق الله العظيم.

وخسر هنالك المبطلون .

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>