رؤية تحليلية : التفاصيل السرية لمبادرة إسطنبول حول الشرق الأوسط الكبير 4 - ملاحق تتضمن إنشاء قواعد عسكرية للناتو وترتبط بالقواعد الأمريكية في المنطقة


انعقدت في اسطنبول مع نهاية الشهر الماضي قمة دول حلف الناتو التي شارك فيها عدد كبير من القادة والزعماء الغربيين في مقدمتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش.

وقد توصلت القمة إلى مبادرة للتعاون بين دول الحلف اطلق عليها ‘مبادرة اسطنبول للتعاون العسكري’ وهي تهدف إلي تدخل دول الناتو تحت قيادة عسكرية أمريكية في دول المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وعلمت ‘الأسبوع’ أن مبادرة اسطنبول للتعاون التي أقرها القادة المشاركون في قمة حلف شمال الأطلسي تأتي بهدف فرض الأجندة العسكرية لمبادرة الشرق الأوسط الكبير في دول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتعد هذه المبادرة من أخطر الأحداث التي ستواجه المنطقة العربية في المرحلة المقبلة بما ينبئ بتطورات خطيرةستطال الأوضاع الراهنة وتعيد صياغة العلاقة بين العرب وإسرائيل بما يدعم خلق دور محوري لإسرائيل في إطار المنظومة الأمنية والعسكرية لدول المنطقة.

وكشفت مصادر سياسية عليمة ل’الأسبوع’ أن مبادرة اسطنبول للتعاون العسكري تحوي 4 ملاحق سرية، وهذه الملاحق الأربعة هي التي ستتم مناقشتها مع قادة دول المنطقة في الفترة المقبلة.

بـنــود هــامــة

وتحوي هذه الملاحق العديد من البنود الهامة أبرزها:

> أولا : أن هذه المبادرة ستنطلق بداية بالاشتراك مع دول الخليج وستهدف إلي تعزيز ما أسمي بالأمن والاستقرار الخليجي، حيث سيتم التركيز فيها علي انشاء قواعد عسكرية لحلف الناتو، وهذه القواعد العسكرية سترتبط أمنيا بالقواعد الأمريكية المنتشرة في هذه المنطقة.

تهدف هذه القواعد إلي التعاون مع القيادة العسكرية الأمريكية في إطار التدخل الأمني لمواجهة ‘الإرهاب’ في المنطقة، مما يستدعي موافقة دول الخليج علي أن يكون لهذه القوات حق التدخل العسكري المباشر في تتبع الجماعات ‘الإرهابية’ بالتعاون مع القوات المحلية لهذه الدول.

انشاء مكاتب لجمع المعلومات والتحليل لدول الناتو في هذه الدول بهدف القضاء علي الجماعات ‘الإرهابية’ وتتبع مصادر تمويلها واتصالاتها، والاشراف علي بعض المسائل الأمنية المتعلقة بنشاط هذه الجماعات.

وتقول المذكرة المرفقة ‘بالملحق السري’: إن الأساس في الترتيبات والاتفاقيات الأمنية الجديدة هو حصار نشاط الجماعات ‘الإرهابية’ في داخل هذه المنطقة وعدم السماح لهم بالانتقال إلي أماكن جديدة لنشر وتغذية القيادات ‘الإرهابية’ الأخري. وتشير المذكرة إلي أن الناتو يفضل ألا تكون هذه الخطوة فقط قاصرة علي المكاتب الأمنية، وأن المرحلة الحقيقية التي تستدعي المزيد من التشاور مع قادة دول منطقة الخليج تستوجب انشاء المكاتب الفنية المتخصصة التي ستقدم توصيات مهمة في مجالات الأمن والاقتصاد والإصلاح الداخلي والتعليم والبيئة ومحو الأمية والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتقول المذكرة: إن هذه المكاتب الفنية المتخصصة قد تنتشر في العديد من الجهات العلمية والمؤسسات والأفراد وكافة الجهات المعنية الأخري من اعداد الدراسات والوثائق اللازمة التي تبين خطط التحرك المستقبلي، وهذه المكاتب ستكون ملزمة بإعداد خطط عملية سنوية ونصف سنوية من أجل تقييم المواقف الاجتماعية والاقتصادية وأثرها علي انتشار الجماعات ‘الإرهابية’ في هذه المنطقة بالإضافة إلي أن الحكومات المحلية ستقدم التسهيلات اللازمة لتنفيذ هذه الخطط المقترحة.

أما عن تعزيز الاستقرار السياسي في داخل هذه الدول فإن المكاتب الفنية المتخصصة للناتو ستعمل وفقا للمذكرة علي نشر الديمقراطية وتقديم التوصيات اللازمة لاتباع الوسائل والآليات المناسبة لزيادة مساحة الديمقراطية وتوسيع نطاقها السياسي والاجتماعي!!

وفي هذا الإطار أكدت المعلومات أن هذا البند على صلة وثيقة بمبادرة الشرق الأوسط الكبير حيث إن المكاتب الفنية المتخصصة التي ينوي حلف الناتو انشاءها في دول المنطقة تعد أحد الأساليب العملية المباشرة في تنفيذ ما ورد في المبادرة، وبذلك تلتقي مبادرة اسطنبول مع مبادرة الشرق الأوسط في تحقيق هذا الهدف.

> ثانيا : اعداد خطط تعاون عملية لدعم الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج وبقية دول جنوب المتوسط، وهذه الخطط العملية ستتنوع ما بين برامج جديدة للشراكة العسكرية وأخري للشراكة السياسية. وسوف تحتوي برامج الشراكة العسكرية علي العديد من برامج التدريب العسكرية المشتركة والمناورات العسكرية وكذلك برامج التسليح والتخطيط العسكري وإدارة الأزمات الداخلية والخارجية.

ويعتبر هذا البند الأخير من أهم بنود الشراكة الاستراتيجية العسكرية خاصة في إطار أن دول الناتو هي التي ستقرر طبيعة الاعتداءات والتهديدات الخارجية.

وكانت مشاورات أمريكية مع عدد من دول الحلف قد انتهت إلي أن إيران تمثل المصدر الأول لتهديد أمن الدول الخليجية وأن النظام الإيراني صاحب توجه ديني ‘إرهابي’ وأن مخاطره الأساسية تكمن في نشر هذه التوجهات ‘الإرهابية’ مما يؤثر علي حالة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وعلي منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، إلا أنه وفق ما أكده الملحق السري لبرامج الشراكة الاستراتيجية العسكرية فإن اتفاقات أمنية مهمة سيتم عقدها مع دول الخليج للاتفاق علي ترتيبات الشراكة الاستراتيجية.

وضمن الخطوات المقترحة في هذا الإطار: بدء حوار عسكري من أجل تقوية المؤسسة الدفاعية في هذه المنطقة، والاشراف علي برامج التسليح، وما يتعلق ببرامج التدريب الرئيسية والفرعية في جيوش هذه المنطقة.

أما عن برامج الشراكة السياسية فقد أولتها المذكرة أهمية أساسية واعتبرتها أساسية لتقييم الأوضاع الأمنية، وهي تتناول التنسيق في المواقف حيال المسائل الدولية ذات الأثر المباشر علي الأوضاع الأمنية في هذه المنطقة بالإضافة إلي دعم برامج الحوار السياسي المتعلقة بالمسائل الداخلية خاصة ما يتعلق بقضايا الإصلاح.

وتري المذكرة أن الحوار السياسي الممتد لابد أن يصل إلي نقاط اتفاق جوهرية تمثل بداية الخطط العملية لتنفيذ مراحل الإصلاح.

وتبنت مذكرة الناتو أن تكون خطط الإصلاح متدرجة علي مدي زمني يختلف من دولة إلي أخري وحسب طبيعة البرنامج، إلا أن المذكرة أولت أهمية كبري للبرامج التعليمية باعتبارها المحور الرئيسي الذي سيتم علي أساسه تقييم الخطط المرحلية في الإصلاح والتهديد الداخلي والخارجي.

أما فيما يتعلق بصلة هذا البرنامج بالدفاع عن هذه المنطقة فإن المذكرة تتحدث عن نوعين من الخطط..

الأول : خطط دفاعية خاصة تتعلق أساسا بخطط ‘الناتو’ للتدخل العسكري في أوقات الأزمات، وهذه الخطط الدفاعية يتم تنفيذها دون تشاور مسبق مع قادة دول المنطقة.

الثاني : خطط دفاعية عامة وهي تحتاج إلي موافقة قادة هذه الدول.

> ثالثا : أما عن دول جنوب المتوسط وتشمل مصر والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا والأردن و’إسرائيل’ فإن هذه الدول بدأت الحوار مع الناتو بدءا من عام 1994، إلا أن هذا الحوار وفقا للمذكرة كان يخلو من تنفيذ برامج للشراكة السياسية، ولذلك فإن المرحلة الأولي وهي مرحلة التعاون السياسي يجب أن تتزامن معها مرحلة التعاون العسكري.

وعلى الرغم من أن ملاحق الناتو أشارت إلي إطار متشابه مع البرامج السياسية والعسكرية المقترحة لدول الخليج إلا أن واحدا من الاختلافات الأساسية في إطار برامج المناورة والتدريب العسكري هو أن يتم انشاء حلقات جديدة للتعاون العسكري والسياسي بين إسرائيل والدول الغربية حيث أكد ملحق ‘الناتو’ أن إسرائيل طرف أساسي ومشترك في المناورات المشتركة مع دول الحلف.

ووفقا لهذا التعهد جري الاتفاق في إطار مبادرة اسطنبول علي:

اقامة مناورات مشتركة بين مصر وإسرائيل والأردن وحلف الناتو.

مناورات مشتركة بين تونس وإسرائيل وموريتانيا والناتو.

مناورات عسكرية مشتركة بين الكويت وقطر وإسرائيل والناتو.

برامج تدريب مشتركة بين إسرائيل ومصر والجزائر والمغرب والناتو.

برامج تدريب بين المغرب وإسرائيل والناتو.

أما فيما يتعلق بتسليح الجيوش العربية فإن ‘حلف الناتو’ قد صاغ مبادرة جديدة في هذا الشأن أطلق عليها ‘الإصلاح الدفاعي’، وبمقتضي هذه المبادرة فإن ‘الناتو’ يري ضرورة بناء نموذج لتوازن القدرات العسكرية بين دول المنطقة إلا أنه سيعمل بشكل ثنائي مع كل دولة علي حدة.

وقد طالبت إسرائيل في هذا الشأن بعدم المساس بقدراتها العسكرية التقليدية إلا بعد استقرار معاهدات السلام مع كافة الأطراف العربية المشاركة في دائرة الحوار مع الناتو وأن إسرائيل طالبت بأن تتضمن مبادرة الإصلاح الدفاعي نصا منفردا يؤكد ضرورة إلزام هذه الدول بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والدول العربية المستهدفة من هذه المبادرة، لأن هذه العلاقات الدبلوماسية ستعمق الشفافية في إزالة الحواجز النفسية حول التسليح أو بناء مفاهيم عسكرية عدوانية للأطراف المختلفة.

وقد أيد الرئيس بوش هذا الطلب الإسرائيلي ورأي أنه يحقق فرصة هامة للسلام والاستقرار والأمن في هذه المنطقة.

واقترحت المذكرة الأمريكية في هذا الصدد أن تتبني دول الناتو وفي إطار الإصلاح السياسي إقامة علاقات متميزة بين إسرائيل والدول العربية، وأن تتخطي هذه العلاقات الإطار الدبلوماسي فقط إلي الإطار الاقتصادي والثقافي وأن يكون هناك تأكيد مشترك من الناتو والولايات المتحدة أن تلك الخطوات ستنمو وسيدعمها الناتو من أجل حل الخلاف العربي الإسرائيلي!!

وأشارت المذكرة الأمريكية إلي أن هذا الحوار يمكن أن ينطلق من فكرة أساسية وهي أن البرامج المقترحة في إطار المشروع الأوسطي بين إسرائيل والدول العربية يمكن تنفيذه من خلال اشراف الناتو وبرامج الإصلاح السياسي.

أما فيما يتعلق بالهدف الأخير وهو التعاون مع دول جنوب المتوسط من أجل مكافحة الإرهاب فالبرنامج العملي المطروح في هذا الصدد يقضي بانشاء مجلس إقليمي أوسطي لمحاربة الإرهاب، وأن هذا المجلس سيضم إلي جانب دول جنوب المتوسط كلا من باكستان وأفغانستان والدول الخليجية إذا رغبت في ذلك لأن هناك إطارا مشتركا يجمع بين الدول الخليجية والناتو لمكافحة ‘الإرهاب’ وهذا المجلس الإقليمي لمكافحة ‘الإرهاب’ والذي ستكون إسرائيل أحد أطرافه الأساسية سيتولي التنسيق والإعداد للخطط الأمنية لمواجهة العمليات الإرهابية وما يقتضيه ذلك من التدخل في بعض المسائل الأمنية الداخلية، وأن هذا المجلس تمثل فيه الدول المعنيةبوزراء الداخلية والخارجية فيها.

وسوف يكون أحد الاختصاصات الأساسية لهذا المجلس الإقليمي هو التنسيق بين هذه الدول وبعضها البعض مع ‘الناتو’ للقيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد الدول والجماعات ‘الإرهابية’ أو ضد الدول والجماعات التي تؤوي أو تقدم المساعدة للإرهابيين، أو أن يكون هدف العمليات العسكرية المشتركة مواجهة أية دواع أمنية أو عسكرية طارئة في هذه المنطقة.

وعلي هذا الأساس فإن الخطة الجديدة للناتو تعني أن إسرائيل ستكون طرفا أساسيا في منظومة التعاون الأمني والعسكري في المنطقة، كما أنها ستكون المخزن الاستراتيجي للمعدات العسكرية للناتو، وأنها ستكون جاهزة للرد العسكري المباشر من خلال هذه المعدات في مواجهة أي اعتداء سريع قد يقع علي أراضيها، وأنه لهذا السبب فإن الولايات المتحدة تتزعم فكرة أن يكون هناك عملية عسكرية مشتركة بغرض التدريب علي أن تكون إسرائيل أحد أطرافها الأساسية خلال الشهور القليلة القادمة، لأن هذه العملية ستصحح الكثير من المفاهيم العسكرية القديمة التي تكرس طبيعة العداء المتبادل بين ‘إسرائيل’ والدول العربية وإذا كانت مصر قد رفضت هذا البرنامج من قبل فإن هناك مشاورات تجري حاليا مع المغرب وموريتانيا من أجل إعادة ترتيب الأوضاع العسكرية في المنطقة لهذا الغرض، والبدء بتنفيذ هذا البرنامج سريعا.

> رابعا : انشاء مجلس للتعاون الأورومتوسطي والشرق الأوسط، تكون له أغراض عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وسوف يعقد المجلس اجتماعات سنوية يشارك فيها قادة الدول، وستكون هذه المنظمة هي المشرف الأعلي علي برامج الإصلاح والتحديث والدعم العسكري والتعاون الاقتصادي وبرامج الحوار الاستراتيجي العاجلة خاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية المشتركة أو مواجهة التهديدات الإرهابية وذلك إذا ما كانت طبيعة هذه العمليات تقتضي الحذر والوقت اللازم للتخطيط والإعداد لها.

وسوف تقوم هذه المنظمة بإعداد دليل العمل السنوي في مشروعات التعليم والمجتمع المدني والديمقراطية والمشاركة السياسية والوعي السياسي ومواجهة الأزمات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية والاضطرابات الأمنية والمسائل الأخري ذات الصلة.

وستتبني هذه المنظمة الجديدة الإطار الكلي لصياغة مشروعات التعاون الأورومتوسطي والشرق الأوسط، وأن هناك جزءا أساسيا من هذه المشروعات سيكون مشتركا بين كل دول المنطقة.

كذلك فإن أحد أغراض المشروع هو دعم القدرات الفنية التكنولوجية، وفي هذا الصدد سيتم امداد دول الشرق الأوسط بأجهزة تكنولوجية حديثة للتصدي للعمليات الإرهابية.

> خامسا: وعلي الرغم من أن المبدأ الخامس أشار إلي دور الناتو عسكريا في حظر أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه أشار في إحدي الفقرات إلي القول ‘إن الظروف الإقليمية في المنطقة والمتغيرات الأمنية والتهديدات الحقيقية لإحدي الدول هي التي ستحدد طبيعة الإجراءات والمهام العاجلة التي يمكن أن يقوم بها الناتو عسكريا ضد أحد الأطراف لنزع أسلحة دماره الشامل، وأن دول المنطقة عليها أن تقدم مبادرات لاثبات حسن النوايا في هذا الشأن’.

ووفقا للمصادر فإن هذه الصيغة التي قدمت بعناية كان هدفها اخراج إسرائيل من الدائرة العسكرية المستهدفة للحلف وفي ذات الوقت امكانية معاقبة سوريا في إطار الزعم بالتهديدات الحقيقية التي تمثلها ضد إسرائيل.

وفي هذا الإطار سوف يكون علي دول الحلف انشاء مراكز لرصد الاشعاعات الذرية والتفتيش علي أسلحة الدمار الشامل في الدول العربية وباستثناء إسرائيل.

وكانت واشنطن قد طلبت أن يبدأ تطبيق هذه الاستراتيجية العسكرية الجديدة انطلاقا من بغداد.. وحتى يبدو هذا الطلب شرعيا فقد اقنع الرئيس الأمريكي قبل سفره إلي اسطنبول بأن يتقدم رئيس الحكومة العراقية بطلب رسمي إلى حلف الناتو بالمشاركة في مهام حفظ السلم والأمن في داخل العراق، ومن خلال تدريب القوات العراقية والمشاركة الفنية والعسكرية لحلف الناتو وأن تكون له قوات تتولى ما يتعلق بالأمن العسكري.

وكان قد تم طرح الطلب على دول الحلف، إلا أن بريطانيا وبعض الدول المشاركة رأت أن تحقيق هذا الطلب يتوقف علي سحب القوات الأمريكية من العراق، وأن تطلب الحكومة العراقية هذا الطلب بعد انتقال ‘السيادة’ رسميا لها.

وقد مثل هذا الأمر أحد الأسباب الهامة التي دفعت الرئيس بوش إلي تغيير في الخطط الأمريكية لنقل السلطة رسميا إلي العراق بحلول الثلاثين من شهر يونيو الماضي.

وقد أدت هذه المذكرة إلى تقديم موعد تسليم السلطة لمن قامت واشنطن بتعيينهم لحكم العراق ولذلك فإن الطلب العراقي الأخير لدول حلف الناتو قدم بعد ساعة واحدة من مغادرة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر للعراق.

إذن هذه أخطر المعلومات التي تسربت عن الملاحق السرية لمبادرة اسطنبول، وهي كما نري تؤذن ببداية عهد جديد تتحكم فيه إسرائيل في شئون المنطقة كاملة وتصبح هي صاحبة الذراع الأقوي أمنيا وعسكريا بدعم مباشر من قوات حلف الناتو.

ويبقي السؤال: ترى ماذا سيفعل العرب لمواجهة هذه التحديات الخطيرة في الفترة القادمة؟!

والإجابة هنا تقول: إن العرب لايزالون غائبين عن الوعي، بل ربما لم يهتم الكثيرون منهم بما جري في جورجيا أو اسطنبول مع أن ما جري يمثل خطرا جارفا سيقلب الأوضاع رأسا علي عقب لمصلحة إسرائيل ولمصلحة حلف الناتو علي السواء!!

——

(ü) رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>