رؤية تأصيلية : قراءة في غزوة الفلوجة سقوط أمريكا في الفلوجة مكتسبات النصر


لقد أثمر النصر في الفلوجة ثماراً عظيمة لا يعلم بها إلا الله تعالى.. وحقق مكاسب تاريخية لا غنى لكل مسلم عنها، ولكن وقبل البدء بهذه المكاسب، أود التأكيد على أنه لا ينبغي الركون إلى هذه المكاسب الحقيقية، بل لا بد من استثمارها أكثر ومواصلة الطريق الذي جاءت منه المكاسب، فإن كل مكسب منها إنما هو مهيأ لمكاسب أعظم، ليعلم الجميع أن الجهاد ربما يكون في بقعة معينة، بينما آثاره تصل إلى أبعد نقطة، بأمر الله تعالى وفضله..

فجبريل عليه السلام قد سبق النبي  كما قال محمد بن إسحاق رحمه الله : ‘ ولما أصبح رسول الله  انصرف عن الخندق راجعاً إلى المدينة، والمسلمون وضعوا السلاح، فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله  كما حدثني الزهري معتجراً بعمامة من استبرق على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من ديباج، فقال : أوقد وضعت السلاح يا رسول الله..؟! قال : نعم. فقال جبريل : ما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم..’(البداية والنهاية ج4ص116).

هكذا يتسع أثر الجهاد عن حدود ميدان المعركة، وهكذا يسبق مفعول الجهاد تحرك الجيوش، وشاهده في الصحيح (نصرت بالرعب مسيرة شهر )..

وها هو الجهاد في الفلوجة وزلزاله في داخل البيت الأبيض وفي الكونغرس وفي صحافتهم وشوارعهم، والرعب في قلوبهم أينما كانوا وهذا من بركة الجهاد الصحيح..

المكتسب الأول :  انقلاب في التفكير:

ما عاد العراقيون في داخل العراق اليوم يفكرون باحتمال بقاء أمريكا إطلاقاً، بل هم يعدون أيام خروجها عداً.

وقد أصبح شغلهم الشاغل هو استشراف نوعية مستقبلهم…

فخروجها بعد يوم الفلوجة أصبح يقيناً عند العراقيين بعد إذ لم يكن كذلك، فلقد كان خروجها أمراً محتملاً، بل مستبعداً في التاريخ القريب..

وكانوا يتساءلون مستبعدين خروجها قائلين : هذه أمريكا، فمن يقوى على إخراجها ؟!

ربما لا يقدر ـ البعض ـ أهمية هذه الخطوة النفسية في إخراج المحتل، لكنها في الحقيقة هي الخطوة الأكبر أهمية في عالم التحرير وعالم التغيير والله تعالى يقول : {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(الرعد : 11).

ومن غير هذه الخطوة فلن يكون تحرير..

والأعجب من هذا أن هذه القناعة في نفوس العراقيين قابلتها قناعة عند الأمريكان بأنهم خارجون لا محالة، وخارجون قريباً قريباً..

ومع هذا فلم يكن هذا التحرير تحريراً نفسياً فحسب، بل كان تحريراً فعلياً للفلوجة أولاً. فلقد طرد الأمريكان من الفلوجة بالقوة، ثم جاؤوا ليدخلوها بالمفاوضات والمصالحات، فتأبت عليهم، فجاؤوا يريدون مروراً واحداً وسريعاً لمجرد صور تعرض للأمريكان في أمريكا والعالم… يعيدون فيها بعض آثار الهزيمة الشنيعة.. وتم ذلك بثلاث سيارات أمريكية محاطة بمئات من الشرطة العراقية حماية لهم..

هكذا يبتدئ التحرير الفعلي… منطقة واحدة أولاً، وبعدها تتحرر نفوس البقية ليحرروا بلادهم بعد ذلك بأجمعها..

نعم، ربما تعود أمريكا إلى الفلوجة بسلاح آخر وجند آخرين… ولكن كما أعدّ الأمريكان لهذا الأمر عدته، فإن الله تعالى قد عودنا أنهم كلما كبرت عدتهم، عظم مكر الله تعالى فيهم.

لكن الواضح اليوم هو إن أمريكا تريد أن تبقى في العراق فيما تبقى لها من أيام بأقل خسائر.. فلا مداهمات، ولا اعتقالات، ولا هجمات عليها، ولا تفجيرات..

يريدون الخروج في أقرب وقت، ولكن.. من الأمين على مصالحنا إذا خرجنا..؟!

من الذي يحكم العراق ولا يكون هدفه الأول معاداتنا ومعاداة إسرائيل..؟!

فهل تولدت هذه الأفكار وأصبحت قناعات ويقينات عند الطرفين إلا بعديوم الفلوجة..؟!

المكسب الثاني : وحدة الكلمة في الساحة الجهادية:

لقد شهد جميع من عاش في الفلوجة وما حولها بأن كلمة العراقيين كانت واحدة، وأن محاولات العدو لاختراق الصف كلها فشلت إبان القتال، وقد قام كل فريق في داخل الفلوجة بدوره على الوجه المطلوب منه.

فالجميع اجتمع للدفاع عن هذه المدينة، وأصبح الجميع مجاهداً تحت كلمة لا إله إلا الله

وأغلى أمانيهم الموت في سبيل الله…

وهذه الحالة هي الحالة المثالية التي يتطلع لبنائها المربون سنين طويلة، جمعهم الله عليها في لحظات قليلة، بفضل هذا الجهاد : {وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}(الأنفال : 63).

رجال في القيادة، ورجال في التخطيط، ورجال في التصنيع السريع، ورجال في الإمداد  والجميع في الميدان..

ولذلك سقط في يد أمريكا وهي ترى مالم تره من قبل أبداً.

بل إن الوحدة أخذت بعداً أكبر من هذا، حين ثورت الفلوجة ما حولها من القرى، وما حولها، وهكذا تتابعت القرى كما تتابع الأمواج.. فمن استطاع الزحف إلى الفلوجة زحف، ومن لم يستطع قضى وطره في القوات الأمريكية القابعة في منطقته، فذاقت من بأس الله في تلك الأيام ما ذاقت.. وقال بوش وقتها  هذا يوم عصيب ..؟!

وهذه من أعلى صور الوحدة، تلك هي : وحدة المصير حتى على الموت..؟!

فهل تحققت هذه الوحدة قبل يوم الفلوجة..؟!

المكسب الثالث : فرز صفوف الدعاة:

وأكتفي هنا بالإحالة على الدراسة التي كتبتها وأرسلتها إلى ‘ مفكرة الإسلام ‘ هذا الموقع المبارك وهي موجودة حسب علمي في نافذة ‘ تأملات ‘..

ولكن لانقول إلا أنه لولا الجهاد لادعى من يشاء ما يشاء..

فأبى الله إلا أن يكشف كذب المدعين بوضع دعاواهم على قدر الفلوجة الفائر على نار للجهاد، فكانت نتيجة ذلك أن غلى القدر بمبادئ صورتها صورة الجهاد فأفرزها وجلاها للناس، وأفرز متذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..

وظهر معدن عوام أهل الفلوجة الأصيل الموافق للفطرة التي فطر الله الناس عليها، فكان عامتهم كأحسن الملتزمين غيرة ونخوة وشجاعة..

فهل ظهر هذا الفرز قبل يوم الفلوجة..؟!

المكسب الرابع : إحياء المدن الإسلامية وتحريرها:

ولد انتصار الفلوجة قناعة حقيقية عند أهل كل مدينة مسلمة بأن مدينتهم قادرة على الصمود في وجه أمريكا لو هاجمتها، وقادرة على ردها على أعقابها وهزيمتها، بشاهد الفلوجة القائم الشامخ في هذا العصر الحديث..

نعم، لا بد من التضحيات، ولا بد من الخراب والهدم، وذلك هو وقود النصر، وهو طريق الفردوس، وبه تنال إحدى الحسنيين..؟!

فلقد رأت المدن الإسلامية الأخرى ماذا صنعت قدوة المدن المجاهدة الفلوجة الصامدة، وكيف أن الله تعالى جعلها وبالاً على أمريكا برمتها..

هذا وهي من غير قيادة سياسية رسمية، ولا جيش نظامي، ولا خطط استراتيجية ومع هذا انتصرت.. فحرر هذا الموقف الفلوجي العظيم كل المدن وأهلها من عقدة كون قوتنا من قوة النظام، وضعفنا من ضعفه.. وأنه إذا انفرط عقد النظام انفرط عقد الإسلام والمسلمين..!

نعم، نحن لا نسعى في فك عقد نظام يدفع الكافر عن ديار الإسلام وديارنا، ولكن الموقف يتطلب أن لا يستسلم أهل الجهاد للكافرين بهذه الحجة أو تلك، وأن يقفوا لله تعالى وقفة رجل واحد بوحدة الدين والمصير، والعدو المشترك..

ولم يتحقق هذا التحرر من هذا الوهم في أي مكان في العالم فيما نعلم… اللهم إلا في الفلوجة العصية، وتحققه هنا أعاد الثقة للمدن الإسلامية وساكنيها، وأنهم قادرون على حمايتها ملزمون بالجهاد، وإن لم يكن ثمة جيش ولا شرطة ولا حكومة، كما ألقى بثقل التبعة على كل مدينة، وألزمهم حمل الأمانة عند المواجهة وأي مدينة تخاذلت فإن الفلوجة حجة عليها.. وقد أسمع الله تعالى الجميع كلمات أهل الفلوجة قبل وأثناء الهجوم الأمريكي عليها حتى أن مذيع الجزيرة المستبسل أحمد منصور جزاه الله خيراً قد استقى من شجاعتهم شجاعة على شجاعته، فلم يبد أي لفظ هوان أو استذلال… وهذه الحرية المدائنية الجماعة من أعظم ثمرات يوم الفلوجة الأغر..

المكسب الخامس :   مفتاح تحرير العالم :

لو قلت إن الفلوجة كانت مفتاح تحرير العالم من الطغيان الأمريكي لربما استكثر كثير من القراء ذلك..!

لكنني أقولها وأقول أيضاً : سيبقى للفلوجة منة من الله في عنق كل فرد في هذا العالم، وللأجيال القادمة إلى ما شاء الله، ولكن كيف ذلك..؟!

فما من أحد في هذا العالم إلا ويعاني بطريقة أو بأخرى من جور أمريكا.. فالذي يكون سبباً في تخليص العالم منها يكون له منة في عنق العالم كله، والمنة لله وحده…

هذا على وجه العموم، أما على وجه الخصوص فمن بعد الفلوجة مباشرة جاءت الإمدادات الضخمة للقوات الأمريكية في العراق، فلقد أعلنت بريطانيا إرسال ثلاثة آلاف جندي، وأعلنت أمريكا إرسال أربعة آلاف من قواعدها في كوريا الجنوبية إلى العراق.

وهذا يأتي في وقت سحب كثير من الدول قواتها من العراق، فكانت الفلوجة سبباً مزدوجاً للحرية… فهذه دول تتحرر من تبعة الأمر والنهي الأمريكي، وتتخلص من القيادة العسكرية الأمريكية، ودول أخرى تتطهر بلادها من  الجيوش الأمريكية المحتلة لها القابعة في أرضها، وما هذه إلا إشارة بإذن الله تعالى لزحزحة هذا الكابوس الظالم الممثل بصورة الجندي الأمريكي والعلم الأمريكي الجاثم على صدر دول كثيرة في هذه الأرض.

نعم لقد ملأت أمريكا الأرض ظلماً وجورا، كما لم تملئها أمة في التاريخ.. ولم يكن ثمة رادع لها في هذه الأرض أبداً، حتى فيتنام..!

فمن بعد فيتنام تضاعفت قوة أمريكا وزاد بطشها، وطال ذراعها وامتدت إقطاعياتها، وكثر عبيدها حتى خرجت على الدنيا بالعولمة التي تريد أن تجعل من خلالها العالم كله تحت عباءتها في كيس ‘ الجات ‘..

فكيف يمكن إيقاف زحف هذه الأمة الظالمة على أمم الأرض، وها هي قد عبرت البحار والأجواء، حتى نزلت في الجهة الأخرى من الأرض بالنسبة لأمريكا في العراق…؟!

وما كان ذلك إلا قدر الله واختياره حتى تنزل أمريكا بثقلها في الفلوجة، فكان من أمر الله تعالى ما جعل هزيمة أمريكا مشهودة أمام العالم كيوم الزينة لفرعون، وسجدت أمريكا كما سجد السحرة، لكن سجود السحرة كان سجود إيمان، وسجود أمريكا كان سجود هزيمة واستسلام..

وما كان لقضية الأسرى أن تخرج على الناس لولا نكسة الفلوجة..؟!

ومن بعد قضية الأسرى في سجن أبو غريب بدأت أمريكا تطلق المئات من الأسرى، وتعلن تغيير معاملة الأسرى، وتراقب السجون، وتحاكم من يظلم الأسرى..!

وعمت هذه المزية الفلوجية سجون جوانتنامو، وسجون أخرى داخل أمريكا وخارجها، ولا بد أنها كانت فرجاً على جميع الأسرى الإسلاميين وغير الإسلاميين في العالم، ولا أستبعد أن ذلك شمل الأسرى في البلاد العربية من العرب أنفسهم…!

فالفضيحة أخافت كل ظالم، والرحمة والرأفة التي أكره عليها الظالم الأكبر كان أولى بها من دونه من الظلم، والظالم الذي يظلم لمصلحة ظالم أكبر أولى به أن يتوقف إذ لم يستطع الظالم الأكبر أن يحمي نفسه، فأنى له أن يحمي أتباعه وعباده..؟!

ولو عمل استبيان حقيقي للمساجين في العالم لشهدوا أن تغييراً حقيقياً قد حدث في تاريخ معين، ذلك التاريخ هو فضائح سجن أبو غريب..!

أمريكا سعت بطريقة جنونية لأن توظف جنود دول أخرى بدلاً من جنودها لترسلهم إلى العراق… وقد كان تركيزها هذه المرة على الدول الإسلامية، وهذا بالإضافة إلى أنه علامة على الاستنجاد والاستغاثة، والقتال من وراء الجدر المحصنة، فإنه علامة الإفلاس.. وما بعد الإفلاس إلا أن تأخذ سيئات العالم فتطرح عليها ثم تطرح في النار.

ولعل في تجميع الجيوش من البلاد الإسلامية سبباً في ظهور غيرة الكثير من جيوش المسلمين الذاهبة إلى العراق، فتكون الضربة هذه المرة من داخل صفوفها ومن خارجها، كما حصل بحمد الله مع ذاك الجندي الأردني الغيور، حين ثار في كوسوفو، وقتل من القوات الأمريكية ثلاثة..

والعجيب أن هذه الحادثة وقعت أثناء هجوم الأمريكان على الفلوجة، فهل يظن بهؤلاء الجنود المسلمين القادمين إلى العراق إذا حمى الوطيس مرة أخرى أن يتركوا الكافر ويقتلوا أهل الإسلام، وربما كان الكثير منهم يتمنى في داخله لحظة ينتقم فيها للإسلام، وللأقصى وللأعراض المستباحة..

إن الرجاء بالله تعالى عظيم، ولعل تجميع هؤلاء الجند في العراق من مكر الله تعالى بأمريكا  {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.

استثمار النصر

مال  رائحة النصر لا تعبق…؟!

إن الإنسان ليعجب أشد العجب من أمة الإسلام اليوم ومن موقفها من انتصار الفلوجة..!

أمة بقيت سنين طويلة، أجيال تلو أجيال تعيش في نكبة وتموت في نكسة.. تحيا أسيرة  وتسترزق أجيرة، وتموت مقهورة حسيرة ..؟!

ليس لها من النصر من نصيب اللهم إلا أن تسترجع رياح النصر في غزوة بدر، واليرموك  والقادسية وحطين.. تحاول إعادة بعض روحها بتلك الرياح..

فلما هبت عليها رياح النصر حقيقة من ربوع الفلوجة، سكنت وسكتت وهمدت، فلا يدري المرء ما سر هذا السكوت والهمود..؟!

هل الإعلام سود وجهه، وأطفأ وهجه بسلسلة المفاوضات..؟!

أم أنه النور القوي أغشى الأعين حين صدمها بالنظرة الأولى.,.؟!

أم أن الأنوف لم تتبين هذه الرائحة الرائعة الجديدة بعدما أدمنت شم ما يخدرها..؟!

أم أن الأرواح قد يئست من نصر قريب في حياتها. فلما رأته ببصرها أنكرته بصيرتها..؟!

أم أن المسلم أصبح لا يريد النصر إلا من بلده وحزبه… فلا هم يقاتلون ولا هم ينتصرون، ولا هم يفرحون بالمنتصرين، ولا يدعون الناس يفرحون..؟!

أم أن الخطة بإخراج فضائح التعذيب التي أخرجت، قد حققت هدفها بتنسية انتصار الفلوجة..؟!

لم يكن اعتباطاً إخراج فضائح التعذيب في هذا التاريخ..؟!

ولم يكن اعتباطاً إخراج العورات والفضائح الجنسية..؟!

ألم يكن هذا النصر على عدو الإسلام الأكبر..؟!

ألم يكن نصراً على حامل الصليب الأكبر، ونصير اليهودية الأحقر..؟!

فإلى متى تغمد الأقلام، ويعجم القريض عن اللسان..؟!

فلا الشعراء نظموا، ولا الأدباء كتبوا، ولا المنشدون غردوا، ولا أصحاب الفضائيات أعطوها ما تستحق…!

وسارت موجة الجميع حيث سيرتها أمريكا، فاتحة لها صفحة الظلم والعار… غافلة عن صفحة العز والشرف والانتصار..؟!

والله لو شهد وقعة الفلوجة شعراء الجاهلية لتفجرت قرائحهم عيوناً من القصائد لم يشهد لها تاريخ الشعر مثيلاً !

ولو شهدها حسان، لنظم شعراً أمضى من السنان..!

ولو رصدها ابن كثير وأمثاله في حوادث الإسلام لما رضي بتسميتها إلا بغزوة الفلوجة كما قال في البداية والنهاية ‘غزوة القادسية ‘..

أيها الخطباء، أيها الشعراء، أيها الأدباء… يا مقدمي البرامج الغيورين، إن قلوب العامة صفحة بيضاء، تسجلون فيها في الصباح وفي المساء ما تشاؤون من أفكار…

فما لصفحة النصر فارغة وقد أصبح النصر حقيقة..؟!

أكان العدو ضعيفاً لا يستحق الذكر.. أم كانت المعركة مزاحاً وفي السر…؟!

لقد كنتم تقولون إننا في شوق لهذا النوع من الشفاء، فها قد جاءكم الدواء، فما له لم يشف منكم الصدور، ولم يظهر على المنابر والأوراق والأعلام السرور… أم أنه ما وقع على موضعه، أم أن الداء قد بلغ القلب، فلم يعد ينفع إلا التيه والاستبدال…

{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}(التوبة : 14).

فلقد قاتلهم المؤمنون، وعذبهم الله بأيديهم، ونصرهم عليهم… فماذا بقي ؟!

أي أمة لا تحب النصر ؟!! فماللحب لا تظهر آثاره عليكم ؟!!: {وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين}.

أمريكا… أين المخرج..؟!

يصعب على المرء أن يدرك أنه ثمة مخرج لأمريكا إلا بإزالة بوش وطاقمه وآثارهما من البيت الأبيض… وهذا فيما يبدو هو قناعة أصحاب القرار الخفي في أمريكا..

من حق القارئ أن يظن ـ لأول وهلة ـ أن هذا التحليل ضرباً من الخيال المحض، ومن التحليل التآمري كما يحلو لأغلب من يعجز عن التحليل الصحيح وصمه بهذه الوصمة، لكن من نظر في الانقلاب الهائل في إسقاط بوش… علم أن إسقاطه وطاقمه هو الطريق الوحيد لإنقاذ أمريكا وإنقاذ الصهيونية العالمية وإسرائيل على وجه الخصوص… فكيف ذلك..؟!

إن الملاحظ أن أي خطوة يتخذها بوش اليوم أو اتخذها من قبل إنما هي طعنة في مقتل أمريكا، أو ضربة في مفصلها..

حتى جاءت الطعنة النجلاء التي فلجت هام أمريكا في الفلوجة، وتبعتها فضائح الصور التعذيبية والجنسية..

فلو أننا تصورنا أن هذه الإدارة فازت في الانتخابات الجديدة، فماذا سيكون..؟!

إنه القضاء الكامل والتذفيف النهائي على أمريكا من جميع نواحيها من الداخل ومن الخارج..

فلقد أصبحت هذه الإدارة أشبه برجل عار موضوع في قفص بحدود جسده، محاط من جميع جهاته بأمواس مدببة، فأي حركة في أي اتجاه تقطع منه شيئاً، فكل قرار تتخذه هذه الإدارة حتى لو كان قراراً مناسباً فإنما هو موس يقطع في ذلك البدن العاري، بينما لو ضحوا بهذه الإدارة، وجاؤوا بإدارة جديدة لكان نفس القرار الذي تتخذه الإدارة القادمة نجاة وإنقاذاً، وحكمة ونصراً لأمريكا والقرار هو القرار..؟!

هذا والله من العجب.. فإن الخيارات أمامها محدودة ومعلومة، وليست مفتوحة ولا موهومة..؟!

الخيار الأول : لو أن إدارة بوش قررت الآن الانسحاب من العراق لكان في هذا سقوطها المريع وسقوط اقتصادها بسقوط دولارها كما كان سقوط الروبل النهائي بانسحاب روسيا من أفغانستان، فأصبحت آلاتها العسكرية عبئاً كعبء الصخر على ظهر سفينة توشك على الغرق في بحر متلاطم، فليس ثمة من منجاة إلا أن تتخلص السفينة منه بإلقائه في البحر، كبيع روسيا سلاحها في السوق بأبخس الأثمان، لما عجزت عن تكاليف صيانة مصانعها..

ولأنها ألقت بثقلها كله، وربطت مصيرها بحربها على العراق، واستقرارها فيه، ومن خلال العراق سوف تعم مشاريعها على العرب والمسلمين، وتحكم سيطرتها على العالم.. هكذا أرادت..

لكن الواضح أن رأس السفينة اتجه نحو القاع المظلم..؟!

والأمر في أمريكا أشد صعوبة لأن حمولتها أكثر وأخطر، وبحرها أعمق وأسود..؟.!

وعندها لا يفكر كل من في السفينة إلا أن ينجو بنفسه، شعاره في ذلك : نفسي نفسي.. فتتمزق السفينة ويتفرق أفرادها على سطح البحر وفي لجته..

وهذا التمزق بين الولايات الموعودة به أمريكا ليس خيالاً ولا مجرد أمنية بل هو سنة ماضية فيالأمم العظيمة الطاغية، ابتداءً من بني إسرائيل الذين قال الله فيهم : {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}(الأعراف : 160).

ومروراً بسبأ الذين وحدهم الله، وجمع بهم شتات قرى ومدن، حتى أصبحوا أمة واحدة  ثم طغوا فقطعهم الله وقال فيهم :

{لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل}(سبأ :16).

وانتهاءً بروسيا..

وليست أمريكا أكرم على الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي حين غيرت وبدلت  قطعها الله بعد أن جمعها، فأصبحت أمماً في صور دول مستقلة..!

أما  الخيار الثاني فهو الإصرار على البقاء في  العراق  : وهذا ما لا ترضاه الأمة الأمريكية، وهي ترى ما ترى، وقد أعلنت إدارة بوش عزيمتها على الانسحاب مؤخراً، ولكن المصيبة كيف ستكون صورة هذا الانسحاب..؟!

من سيخلفها من بعدها..؟!

الشيعة.. لا، فقد ثبت أنهم أضعف من أن يحفظوا حقوق أمريكا في العراق.

الإرهابيون : كما تسميهم أمريكا، فهذه كارثة الكوارث على أمريكا وإسرائيل والدول المجاورة، وسيصبح العراق نقطة جذب لا نظير لها لكل “إرهابيي” العالم، تغذيها حماسة العراقيين، ويوقدها السلاح..؟!

السنة : وهل في السنة من حزب جامع يمكن أن يجمع شأن العراق… لا.

البعثيون : وقد أدرك الأمريكان أن هذا هو أهون الخيارات على الأمريكيين، وهو ما شرع الأمريكيون في الابتداء به فعلياً، وقد كان أكثر الناس قلقاً تجاه هذا التوجه هم أعضاء الحكم الانتقالي على وجه العموم والشيعة على وجه الخصوص، وهو ما أجمعت على إنكاره رموز الشيعة المتنازعة.

فقد أنكر مقتدى الصدر في خطبة  الجمعة ذلك التوجه، كما أنكره الأسدي، وغيره من مشايخهم.

لعل إدارة بوش قد فكرت بوصية رئيس عربي ـ من قبل ـ حين أوصاها بالخروج خارج المدن والإقامة في قواعد عسكرية بعيدة.. ولعلها ترى الآن أن هذه الفكرة هي الأنسب للتطبيق..

وأي حكومة قادمة لا تنفذ مطالبها تضربها من قواعدها داخل العراق..!

ولكن : هل ترى الشعب الذي طهر مدنه من المحتلين سيتركهم يقبعون في معسكرات معزولة في البلاد..؟!

وهل يا ترى الأمريكيون قادرون على هذا النزيف المستمر، وهم من الهوان بحيث لا يوصف..؟؟!

وهل العراقيون غير قادرين على التكيف وتطوير أسلحة وتطوير عملياتهم، بحيث يصعب عليهم إخراج البقية الباقية، فضلاً عن إزعاجها الليل والنهار، وهم يرون مدنهم قد تحررت إلى هذه الأطواق الصغيرة..؟!

لعل الإدارة الأمريكية ترى الأنسب هو أن تتحكم في العراق لا أن تحكمه، وذلك عن طريق قواعدها الضاربة الكاشفة، القائمة في الدول المجاورة، وبالتالي تضرب من بعيد لتنجو من ضربات المقاومة..؟!

ولكن : من لم يستطع الحكم ولا التحكم، وجنده وقواعده في البلاد  وقواعده الأخرى في البلاد المجاورة… أفيستطيع إذا خرجت قواته وأمسكت الحدود..؟!

وهل عاش العراق سنوات الحصار أم مات ؟

ولقد عاش أحسن من البلاد المجاورة إنتاجاً ذاتياً، وتصنيعاً مدنياً وعسكرياً، وثروة هائلة من العلماء.. وهو طاهر من القواعد الصليبية.

فكل هذه الاحتمالات ساقطة… ومن يدري كيف سيمكر الله بتلك الأمة الساقطة.  في وحل العراق.؟!

الخيار الثالث : هو إعادة صدام حسين نفسه للحكم، وهو أبعد ما يكون عن السياسة الأمريكية، لأنه في عرف السياسة هو الردة الكبرى، فكيف تقاتل لتحقيق أمر ثم لما تحققه تعود ثانية وتعيده..؟!

وبهذا يتبين ما قررناه أولاً :أن أي قرار تتخذه حكومة بوش إنما هو خطيئة كبرى في حق أمريكا، بغض النظر عن ذلك القرار، وإن مما يزيد الأمر سوءًا أن القرار المطلوب هنا لا بد أن يكون قراراً مصيرياً، قرارً كبيراً بكل معنى الكلمة، ذلك أن القرارات الجزئية أو التحسينية على السياسة البوشية قد فقدت صلاحيتها، وتحولت إلى قرارات تشويهية على صورة أمريكا المشوهة في أساسها.. وإن المناورة بسفينة أمريكا نحو النجاة إنما هو إغراق للسفينة على يد هذا الربان وطاقمه..؟!

فلم يبق بعد كل هذا من قرار تتخذه الحكومة الخفية لأمريكا أو الشعب الأمريكي أحسن من قرار التخلص من بوش وطاقمه..؟!

وقد شرعت به فعلياً بعد هزيمة الفلوجة بإظهار الصور الفاضحة للتعذيب وللجنس.

من حق القارئ أن يتساءل :

وما هي المصالح الكبرى بذهاب بوش وقدوم كيري..؟!

إن المصلحة الحقيقية تتمثل في كلمة واحدة وهي (إنقاذ أمريكا )..

فبمجرد ذهاب بوش وطاقمه الجمهوري، ومجيء كيري وطاقمه الديموقراطي يتحول كل شيء.. نعم كل شيء رأساً على عقب.. إلى هذه الدرجة وزيادة..

فكيف ذلك..؟!

ليستحضر القارئ نفس الاختيارات الأربع التي لو اتخذ بوش أياً منها كان فيها ذهاب أمريكا، ثم ليقلب الصفحة من صفحة بوش إلى صفحة كيري، ويرى ماذا لو أن كيري اتخذ نفس تلك القرارات الأربع المدمرة لأمريكا..؟!

الجواب : لو اتخذ كيري نفس تلك القرارات كان فيها إنقاذاً لأمريكا.. هذا من العجب..!

فلو اتخذ بوش قرار الانسحاب لقضى عليها، أما لو اتخذه كيري فإنه سيكون هو القرار المنقذ لأمريكا من مستنقع العراق سيكون يوم عودة القوات الأمريكية يوم احتفالات وأفراح وأعياد، كما حصل في أسبانيا، وربما ارتفع الدولار، وحدث من الإيجابيات مالم يحسبوا له حساباً ..؟!

وإعلام أمريكا قادر بمسختها الهلويدية على صبغ أولئك المنسحبين بصبغة الفاتحين..؟!

فشتان ما بين النتيجتين مع أن القرارهو القرار..؟!

ولا يخفى ما لو أن بوش اتخذ قرار إعادة صدام للحكم من آثار كارثية عليه شخصياً، وعلى حكومته، وعلى أمريكا وسمعتها ومبدئيتها. بينما لو أن كيري قرر إعادة صدام حسين إلى سدة الحكم في العراق، لكان هذا هو القرار العادل في نظر أغلب دول العالم ورؤسائها، سواءً كان القرار بحكم محكمة دولية أم بغير حكم المحكمة..؟!

وكيف ذلك..؟!

ذلك أن كيري ربما أعاد الأمر إلى مجلس الأمن، أو إلى محكمة العدل الدولية مع إعلانه تفويضهم بأي حكم، والتزامه بحكم تلك المؤسسات، أياً كان حكمها، وهو يعلم يقيناً أن تلك المحاكم حين تسحب أمريكا ضغطها عليها سوف تقرر بأن الحرب على العراق كانت عدواناً.. بالإضافة إلى أن مبرراتها باطلة..؟!

وعندها سوف تقرر المحكمة بأن قرار احتلال العراق قرار باطل وأن ما بني على باطل فهو باطل، وعليه فخلع صدام باطل، وقرارات الحكومة الانتقالية باطلة، وهكذا… وصدام  ما يزال الرئيس الشرعي المعترف به من قبل مجلس الأمن ودول العالم، كما أنه الرئيس المنتخب.. وما إلى ذلك؟؟

وهكذا أيها القارئ تتحول الكارثة إلى إنقاذ حين يرحل بوش وطاقمه ملعونين في نظر الأمريكان قبل غيرهم، وتبدل سيئاتهم حسنات لكيري وأزلامه، هذا هو ما يرجونه…

لكن الذي أعتقده أنهم مهما غيروا وبدلوا، فإن مكر الله بهم متواصل، وهم وإن صحوا من إغمائهم قليلاً في أول عهد كيري ـ ربما ـ فتلك صحوة الموت، ومقدمة الأخذة التي لا يعقبها إفلات >إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته<.

فالله تعالى أعظم من أن يخادعه هؤلاء {يخادعون الله وهو خادعهم}، وهو أعظم من أن يرفع عنهم ما نزل بهم، لمجرد أنهم غيروا مظهرهم أو رئيسهم، وحسنوا صورتهم في نظر العالم وحقيقتهم واحدة : {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرـث والنسل والله لا يحب الفساد}(البقرة : 204).

ثم إن الصراع العالمي أصبح صراعاً مكشوفاً، والعالم يعلم مدى الضعف الذي بلغته  أمريكا، ومن ثم فإنه لن يسمح لها عالمياً بالإفاقة وإن تظاهرت بها..!

وهذا ما يجده المرء اليوم، حيث تعقب العالم لأمريكا كلما حاولت التصحيح أو العودة  قطعوا عليها الطريق بشروط تعجيزية، كشروط فرنسا، وروسيا ومن لف لفهما..

إن أمريكا وإن أظهرت ما أظهرت فإن حالها من التردي وعدم القدرة على المماسة، كحال ذاك السامري الملعون الذي أصبح ينادي في الناس : {لا مساس }.

أما واقع بعض المجاورين للفلوجة، فقد كان شيئاً آخر… لقد قاموا بدور الفئة لأمريكا، حيث احتضنوا فارّها، وآووا جريحها، وأحاطوها من ورائها، وحرسوا ظهرها، وكفّوا عليها ضيعتها..!

أليس هذا هو الواقع..؟!

إنه الدور المتمم للدور الأول في إسقاط بغداد، وإسلامها لليهود والصليبيين، ومن قرأ مذكرات (خطة الهجوم )، ذلك الكتاب الأوسع انتشاراً في العالم الآن يعرف بغير قصد من كان أحرص الناس على إسقاط صدام من داخل الإدارة الأمريكية..؟!

إنهم الطاقم اليهودي الذي تجلل ظهور الطاقم الصليبي فقدمه في العلن رافعاً لواء الصليب والصليبية، معلناً أنها حرب صليبية ..

نعم لقد كانت الفلوجة هي العلامة الفارقة ما بين عهدين لأمريكا، ولإسرائيل، وللعالم  وللتاريخ..

ومن لم يتصور ذلك جيداً فليقارن ما بين عهدين، العهد الأول : أمريكا ما قبل الفلوجة. والعهد الثاني : أمريكا ما بعد الفلوجة ؟

ولينظر كيف جاءت للفلوجة، وكيف عادت منها، ولير كيف كان مكر الله سبحانه وتعالى بها عظيماً ؟

جاءت أمريكا ترعد وتزبد لأجل أربعة أمريكان، فأذهب الله من جيشها المئات..!

جاءت لتهيئ البلاد للحكومة الجديدة، فأصبحت تتهيأ هي للخروج من العراق..؟!

جاءت لتجعل من الفلوجة عبرة للعراقيين، فأصبحت هي عبرةللعالمين..؟!

جاءت لتحقيق المهابة من المساس بأي أمريكي حياً كان أو ميتاً… فسقطت مهابة أمريكا بأكلمها، وبلغت الجرأة على الأمريكان حداً لم تبلغه في حياتها..؟!

جاءت وعندها قانون حماية الجندي الأمريكي من المحاكمة، فأصبح قادتها يحاكمون أمام العالم..؟!

جاءت لتقاتل كما زعمت شرذمة من الإرهابيين فحولت أهل الفلوجة، وما حولها إلى أشد من الإرهابيين عليها..؟!

ثم انظر من جهة أخرى أي تمكن في العراق خاصة وفي العالم كافة كانت ستبلغه أمريكا لو أنها سحقت الفلوجة ؟

أي علو سيبلغه اليهود في العراق خاصة والعالم عامة لو استسلمت الفلوجة..؟!

أي ضربة نجلاء ستكون في هام المقاومة الإسلامية في العالم كله لو اجتيحت الفلوجة ,,.!

أي مداهمات ستتواصل ضد أهل السنة في العراق في كل مكان، وأي سجون سوف تسع

جموع النازلين الجدد لو تم لهم ما أرادوا في الفلوجة..؟!

وأي أعراض عراقية طاهرة سوف تهتك لوسحقت الفلوجة واستسلم رجالها، وهل كان سيظهر شيء من تلك الفضائح لو انتصر الأمريكان في الفلوجة..؟!

فما انتهت المعركة بعد إلا وقامت قمبرة النفاق والأنوثة تفاخر بشرف مشاركتها في قتال أهل الفلوجة هي وقوات البشمركة..

فسبحان من قلب كل تلك الحسابات عليهم، وأحاق بهم مكرهم، وشرف أهل الفلوجة بهذا النصر..

وحمى العالمين من عتو أمريكي يهودي لا نظير له..

كل ذلك في وقته المحدد، ومكانه المحدد، ورجاله المخصوصين…

فمن كان يعرف الفلوجة في العالم قبل هذا اليوم العظيم.. حتى تكتب في التاريخ بكل لغات الدنيا.. وتتغنى بانتصاراتها الألسن على اختلافاتها… ويتلذذ بثمراتها العالم… وينشق الفجر الصادق على الظلام الماحق فيسلخه من خراباتها، وبساتينها، وهضابها وفراتها….

فهل كان يوم الفلوجة العظيم يوماً عادياً من أيام الدنيا..؟!

لقد انحنى التاريخ حقيقة عند مفترق الفلوجة..؟!

فهل من مستثمر لهذا..؟!

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>